شباط المتكرر
. ...
خجولة هي شمس شباط المتأخر ، سكرات الدهاليز النتنة ، مزارع الرماد المشاعة بين جموع الأيتام وسحناتهم تتجعد من فرط الخواء تارة يصرخون في وادهم فيجلدهم أمير الملح كما لو أن شمسهم من ممنوعات الوجود ، شوارع شباط مسيجة النار ولأصحاب الأخدود فواصل وهوامش مبنية على مجهول الأراجيح ، من فزع الأنفاس تتناسل بحة الأناشيد المقموعة تتكدس الحكاية الشائكة على أسلاك الرمل ، عطشى ينزحون الى فضفضات موتهم ، تصطرخ الجروح باحثة عن أثر الملثمين الذين مثلوا بصبي الحلم العالق في حلقوم زمنهم المسيج .
قلت لشباط ناولني طرف البزوغ الخائف لأحمل خفق الجثث ، قلت له شبيهك وأصابعي المرتجفة سيان ،كيف أواسي ذكراك الجاثمة على صديد الفهم ومشانق حريتنا الهاربة ، قال لي شباط : أشربوا هذا الهواء المتكرر من دمكم ريثما تهدأ العاصفة المبتهجة بصراخكم الشهم الشهي .
محمد محجوبي / الجزائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق