الأربعاء، 17 ديسمبر 2025

مقامُ الغموض بقلم الشاعر رضا بوقفة شاعر الظل

 مقامُ الغموض

أكتبُ… حين تنامُ الطُرُقُ من أقدامِها،

لكي لا أُغيِّرَ حركةَ حروفي،

فالضجيجُ يُربكُ النسمةَ

إن مرّت على وترِ المعنى.


أُمسِكُ بالقلمِ كما يُمسِكُ العابرُ

بظنونه،

أُصغي لصوتِ الصمتِ في داخلي،

وأُدوّنُ ما لا يُقال.


القصيدةُ عندي ليست نشيدًا

بل انثناءةُ وقت،

ورجفةُ فراغٍ

تنقلبُ إلى سؤال.


أنا لا أكتبُ ما يُفهم،

بل ما يُحِسُّه من ضيّعَ خريطةً

وعثرَ على نفسهِ

في كلمةٍ بلا عنوان.


الوضوحُ في قصائدي يُرضي العابرين،

أما الغموضُ،

فيضعهم في قائمةِ الانتظار،

حيثُ الكلماتُ بلا مقاعد،

والسؤالُ يُحدّقُ في الممراتِ

باحثًا عن وجهٍ يشبهه.


أكتبُ لا لأُقال،

بل لأتركَ المعنى على طاولةٍ مقلوبة،

لعلّ من يأتي

يقرأ القصيدةَ من آخرها،

ويفهم البدايةَ من صمتِ النهاية.


أنا شاعرُ الظلِّ،

لا أنتمي للنورِ الصريح،

ولا أُقيمُ في العتمة،

بل أستوطنُ الفراغَ

بين الوضوحِ… والغموض.


بقلم الشاعر رضا بوقفة  شاعر الظل 

وادي الكبريت 

سوق أهراس 

الجزائر 

الشعر اللغز الفلسفي والقصة اللغزية الفلسفية





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق