و يظن بعض الجاهلين
---
ويظن بعضُ الجاهلينَ بأنني
متكبِّرٌ متغطرسٌ كذَّابُ
تبًّا لهم ولِجهلِهم ولحقدِهم
أو مِثلُ شخصي في الحياةِ يُعابُ؟
أنا مذ قدمت و هامتي طود على
أعقابها تتكشف الأنياب
إني نشأتُ على الكرامةِ شامخا
فالعُنفوانُ لهيبتي جلبابُ
إن كنتُ أرفعُني برتبة فارس
فعلى الحسام،، مذابح و رقاب
لا يعرفون سوى الدناءةِ شيمةً
و بمثلهم تتشابه الأذناب
أنا من يُعانقُ في المعالي مجدَهُ
وعلى الجبين تسطّر الألقاب
إن كان بي كبر ،فخيلي جامح
و زعيمهم متواطىء مَغتابُ
إني جدعت غرورهم و بصرختي
في رجفة تتوتر الأَعصـابُ
أُعطي ولا أبغي جزاءً من فتىً
فالفضلُ لي،، إن سدت الأبواب
أبني وأهدمُ ما أشاءُ، فلمستي
سحر.. و سعي ركابهم،، أجلابُ
من قد يقارنني بغيري،، تافه
متوجس،، متلبس، مرتاب
أنا مُذ خلقتُ جُعلتُ زادَ قناعةٍ
والقانعونَ لغيرهم، أحبابُ
أنا لا أُقاسُ بناكص مستدرَك
أبداً، و لا تشقي الأنا الأسباب
أهفو لِمجدٍ لا يَضيقُ بظلّهِ
صدرُ الزمانِ ولا تضج رحابُ
قد قيل: مَن عَظُمت خُطاهُ، محارب
ترمِي بهِ نحوَ العُلا،، الأوصابُ
أمشي وعينُ الناس تَتبعُ خُطوتي
و تهيم بي من لوعها الألباب
إن رُمتُ قولا كان قولي حُجّةً
والصمتُ مني حكمة و خطابُ
في مهجتي نارُ الأباةِ تأجَّجت
ما عشت، لا خوف و لا إرهاب
أنا لستُ أُعنى بالسِّفاسفِ إنما
في الحد لا فصل هناك يعاب
فإذا التقى الجمعانُ كنتُ مُقدَّماً
و لظل سيفي تركع الأحزاب
أنا لا أُقايضُ بالذليلِ مكانةً
فلِصولتي، يتهامس الأغراب
أنا ليس يعنيني نفاق مُداهنٍ
إن الأبي... يخافه الكذاب
أمضي وأتركُ خلفَ ظهري سِيرةً
يمشي على درب لها الأصحابُ
لم أُعطَ نفساً كي تُباع وتُشتَرى
أبقى أنا،،فالجاهلون كلاب
أنا مَن إذا عاثت رياحُ زمانهِ
بحر فلا يشقي البحور عباب
تَعلو بيَ الأرواحُ في آفاقِها
ومَدارُها بِي للرقي شِهابُ
قد يَسقطونَ لأنهم في شرعهم
قد تستوي،، في ذكرها الأنساب
أما أنا فالمجدُ يجري في دمي
ولكلِّ مجدٍ رايةٌ وركابُ
يا أيها الجهلاءُ موتوا غيظَة
إنّي لغيرِ إلهكم أواب
سامية بوطابية
11/8/2015
عنابة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق