الأحد، 31 أغسطس 2025

ريبيين بقلم الكاتب صالح مادو

 ريبيين

على صخور سنجار العطشى

في حضن الجبل الصامد

ولِد ريبيين

في الثالث من آب

عام الغزو والدم 2014

هربت العائلة  من سكاكين الظلام

كانت أمه تسير بين الموت والحياة

تجرّ خطاها على الدرب الوعر

تغالب الجوع والمرض  والالم

تحمل في رحمها اخر قطرة أمل

حين وضعت وليدها

لم يجدوا ماءً يغسلونه به

فغسلوه بدم غنمة ذُبحت

وكأن الحياة كتبت له

شهادة ميلاد بالدم

لم يصدق احد انه سيعيش

لكنه عاش

بارادة الله

اليوم بعد احد عشر عاماً

كبر ريبيين بين شقيقتين  واخ

صار  شجرة صغيرة

تمدد جذورها في صخر الجبل

يخضرّ التين من حوله

وتنهض اشجار البلوط

شامخة كروحه

وسيحكي للاجيال

عن لحظة ميلاد بين الدموع والرماد

عن صرخة الحياة  

وسط انياب الموت

عن يوم كاد ان يكون نهايته

لكنه كانت بدايته

سلام  عليك يا ريبيين

سلام على طفولتك  التي انتصرت

سلام على امك التي لم تنكسر

...... 

صالح مادو

المانيا


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق