الاثنين، 25 أغسطس 2025

حين يُغلق الباب.. تصرخ الجدران بقلم: هدى حجاجي أحمد

 حين يُغلق الباب.. تصرخ الجدران


✍ بقلم: هدى حجاجي أحمد


لا تُغلق الباب،

فالوقت لا يُحب الأقفال،

وكل دقيقة تُحاصرها خلف الحديد

تتحول إلى ديناميت.


لا تُطفئ المصابيح،

فالظلام لا يساوم أحدًا،

إنه يبتلعك ببطء

ويترك لك عينيه

كجمرة لا تُطفأ.


أيها الحاكم،

هل رأيت البحر حين تُكسر قيوده؟

هكذا يكون الشعب،

موجًا لا يعرف التراجع،

وصوتًا لا يسكن حتى بعد الموت.


كلما أوصدت نافذة،

تفتح الأفقُ ألفَ كوة،

وكلما كممتَ فمًا،

ولد في الحناجر ألف لسان

وألف بركان.


أترى الجدران صامتة؟

لا تنخدع،

فالشروخ التي تراها الآن

هي خرائط الثورة

تُرسم في عتمتك،

وستقرأها يومًا بدمك.


أنت تبني سجناً لنفسك

حين تبني الأسوار،

وأنت تكتب وصيتك

حين تمنع الكلمة

وتقتل الحوار.


دع الباب مواربًا،

قبل أن تخرج الحقيقة من الشقوق

وتقتلع مفاتيحك،

قبل أن يكتب التاريخ

أنك حاولت أن تحبس الريح

فجاء الإعصار.


لا تُغلق الباب،

فالوقت لا يعرف الأقفال،

ونحن لا نحترف إلا الصدق،

فماذا ستفعل أمام العُري

حين تسقط أقنعتك؟



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق