الاثنين، 1 أبريل 2024

حوار مع ذاتي بقلم الكاتبة سلوى بن حدو المغرب الرباط

 حوار مع ذاتي


- ﻛﺒﺮﺕ ﻳﺎ سلوى.. ﻭﺻﺮﺕ لا تشبهينني.....!

ﺻﺮﺕ لا تودين السهر لا مع قصة..ولا سهرة.....و تنامين قبل الكل ...!! 

ﺻﺎﺭ ﺍﻟشارع ﻳﺨﻨﻘك....مزحوم....! 

و الكل من حولك مهموم....؟

الجدل يرهقك...! يسقمك....! والحفلات تتعبك.....فتنزوين في ركن مكلوم....! 

تجدين ملاذك فقط فيما تدونين...أشعارا أو مذكرات في خميلة المساء....

على شرفات السماء....وضوء قمر حزين..،.

وأنت تعتلين صهوة الحنين....

 فتذرف دموعك حروفا يتيمة تشقي اليراع....!؟


- لم يعد لي يا سلوى أحلى من حوار الذات...ومناجاة الرب....لقد ارتأيت أن أفتح لخواتمي أبوابا تمنحها الشمس فجرا آخر تدخل من ثقب الروح....

وتخلق للعمر ربيعا ثان بحب الله يفوح....

حيث تحوم علي ملائكتي تبشرني بلقاء الرحمان....بجوار من تستكين له الأحضان....


- صرت تتجنبين الأكل والشرب بالسكر....؟

و تستطعمين ﺍﻟﺸﺎﻱ بالأعشاب أكثر.....

كما كانت عادة جدتك الأكبر....!

تغيرت و أصبحت لا تنادينني أيا سلوتي.... ؟! صرت لا تقرئين...بل فقط للقرآن والأذكار تستمعين....

وبهما تناجين رب العالمين.....!

تتهربين من طاقة البشر السلبية....!

وتتجنبين الأصوات المدوية......!

 فالوحدة عندك أحلى....!؟ أما تملين منها يا سلوى ؟!

هل تبكين في جدران الصمت....؟ أوفقط تفضلين الانزواء في أركان  الزمت.....؟!

أما تتوقين لسفرية على متن طائرة لتطير بك الأحلام....؟

أم خلاص قد وجدت الطائرة قد فات موعدها فتوارت مباهج الحياة في حنجرة الأوهام.....!


- نعم ﻛﺒﺮﺕ ﻳﺎ أنا....و الكثير من أحبائي قد رحلوا.....!

قل عني ﺃﺻﺪﻗﺎء عديد....!

وصار الهدوء ﺃﺣﺐ إلي بكثير...؟!

أتعبني صخب الأقسام....!

و أصبحت أنسى....أنسى...حتى الطرقان....

 و الأسماء عندي كلها سيان....!


- لما ﻛﺒﺮﺕ ﻳﺎ سلوى وأصبحت تحبين البحر للراحة والوحدة....لا للمتعة والفرجة.....!

لم تعدي  ﺗﻨامين كعادتك وتحلمين ﺑفستان وسهرة....!


- ﺻﺎﺭ هذا ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ لا يشوقني و يبدو لي أتفه....ﻭﺍﻟﺒﺴﺎﻃﺔ أحلى...و أجمل....

ﺻﺎﺭت الحياة عندي دمية....ﻭﻣﺎ ﻋﺪﺕ أستهوي هذه اللعبة


- لكن ﻳﺎ سلوى مازلت تشتاقين لي ....ﻟشباب روحي....لتلك الأيام ﻓﻲ ﺑﻴت أبي وجدي.....

لذاك الزمن الجميل....الذي قضيتيه في  الإعدادي في صغري....

حيث كنت هناك ....كأنت...ذات الضفيرتين....العفوية التي تحب كثرة الكلام في القسم مهما أسكتها الأستاذ و وبخها.....؟! تلك المراهقة الهوجاء.....

التي تهوى قراءة قصص إحسان عبد القدوس لتشبع أنوثتها العذراء....

التي تغير من تسريحة شعرها بكل لون....؟و تتبع مرآتها إلى كل ركن.....؟


- نعم مازلت أشتاق إلى الزمن الماضي....إلى صديقاتي....إلى ﺗﻮﺑﻴخ أبي ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ و ﺍﻟﻤﺒﻜﻲ ..

بعد أن ﺻﺎﺭﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ هي الآن من يوبخني....

و ﺍﻷﻳﺎﻡ من يعاتبني....؟!

ﺻرت ألوم ﺍﻟﻜﻞ...؟ الﻗﺮﻳﺐ ...و البعيد ﺑﻌﻴﺪ ..!؟ الغريب....! و الحبيب.....!

لأن المحبة غابت....وبالمصلحة حضرت.... المجاملة طغت....!؟ بالعداوة تسلحت....!؟


- ﻛﺒﺮﺕ ﻳﺎ سلوى ﻭ ماعدت تتغزلين بأهداب شعرك الذهبية المخضبة بحناء الشفق....

بعد أن لونها شيب الموج الأشعث...!


- كيف أتغزل بالذهب وقد ذهب....؟

ولمعان العيون قد انسحب.....؟

إن ﻛﻨﺖ ﻓﻲ ﺍلأمس بروح الطفلة والعشرينية أتغنى بالربيع و أن العمر لا رقم له....

فقد أصبح الخريف يذكرني بأشلاء صحتي...

متى دست على شقفاته تجرحني..فأرفع يدي احتراما له.....


- لما ﻛﺒﺮﺕ ﻳﺎ سلوى ؟! لما ؟!

ضميني إليك ﻷﻋﺮﻑ ﺃﻧك ﻻ ﺯﻟﺖ ﺻﻐﻴﺮﺗي ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺒﺮﺕ فأنا لا أودك تكبرين......!


بقلمي سلوى بن حدو      المغرب     الرباط



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق