الاثنين، 21 فبراير 2022

بِلادِي بِلَادِي [ الْمَقْطَعُ الْأَوَّلُ ] بقلم الأديب عبد المجيد زين العابدين

 بِلادِي بِلَادِي [ الْمَقْطَعُ الْأَوَّلُ ]

بِلَادِي بِلَادِي مَتَى قَدْ أَرَاكِ ؟**كَمِثْلِ الَّذِي كُنْتِ أَبْهَى وَأَكْثَرْ؟
وَأَحْسَنُ مَا فِيكِ رَاحَةُ بَالِي **وَرَاحَةُ بَــــــــــالِ الَّذِينَ أُعَاشِرْ
أَعِيشُ رَخَاءً وَنِعْمَ مَعَـاشٌ **إِذَا كُنْتُ أَغْنَى وَإِنْ كُنْتُ أَفْقَـــــرْ
عَلَى كُلِّ حَالٍ نَعِيشُ الْحَيَاةَ ** بِمَا تَحْتَوِيهِ مِنَ الْخَيْرِ أَوْ شَـــرْ
*******************
صَحِيحٌ بِأَنَّكِ خَضْرَاءُ مُسْمًى **وَأَنَّكِ خَضْرَاءُ فِي كُلِّ بَـــــــرْ
وَأَنَّكِ تُعْطِينَنَــا كُــلَّ خَيْــــــرٍ **وَخَيْرُكِ كَنْزٌ لَدَيْنَا يَقِـــــــــــرْ
فَلَا تَبْخَلِينَ عَلَيْنَا بِحُـــــــــبٍّ **فَحُبُّكِ نُــــورٌ لَنَا قَــــدْ غَمَــــرْ
هَدَانَا إِلَى حُبِّ مَنْ كَانَ فِينَا **فَلَيْسَ لَـــنَا مُبعَـــدٌ مُزْدَجَـــــــرْ
*******************
جَمِيعُ الَّذِي فِي بِلَادِي قَدِيرٌ **سَعِيدٌ بِوَضْعِهِ ذَا الْمُسْتَقِــــــرْ
وَيُنْجِزُ مَا شَاءَ مِنْ مُنْجَزَاتٍ**تَزِينُ الْبِــــــلَادَ وَلَا تَنْدَثِـــــرْ
وَيُعْطِيكَ مِنْ عِنْدِهِ مَا أرَدْتَ **وَيُصْغِي لِسُؤْلِكَ لَيْسَ يَفِــــــرْ
يُعِينُكَ دَوْمًا وَلَا يَزْدَرِيكَ **بِدُونِ حِسَــــــابٍ وَيُعْطِي الـــدُّرَرْ
*****************
فَمَاذَا تَغَيَّرَ يَا اِبْنَ بِلَادِي؟**فَهَلْ أَنْتَ تَلْحَظُ مِنْ ذَا أثَـــرْ؟
أَلَمْ نَكُ بِالْاِتِّحَادِ أَعِـــــزَّا ؟ **أَلـَـمْ نَـكُ دَوْمًا بِهِ نَفْتَخِرْ ؟
وَفِي كُلِّ وَضْعٍ لَنَا وَقَفَاتٌ **تُؤَازِرُ هَذَا وَلَيْسَتْ تَمُـــــرْ
وَمَنْ ذَا يُصَابُ وَلَيْسَ يُلَاقِي؟**مُعِينًا يُعِينُ وَيُقْصِي الْكَدَرْ؟
******************
أَلَمْ نَكُ نَسْكُنُ بَيْتًا فَحَسْبُ؟ **وَبَاقِي الْبُيُوتِ تَضُمُّ الْأُسَــــرْ؟
أَلَمْ تَكُ قَصْعَتُنَا فِي الْقِصَاعِ ؟**تَطَالُ الْكِبَارَ وَرَهْطَ الصِّغَرْ؟
أَلَمْ يَكُ مَوْكِبُ أَعْرَاسِنَــــــا ؟** بِفَضْلِ الْقَرِيبِ وَمَنْ قَدْ قَدَرْ
مَعَ الْمُسْتَطَاعِ لِأَهْلِ الْعَرِيسِ **وَأَهْلِ الْعَرُوسِ لِحَفْلِ الْعُمُرْ؟
******************
وَمَا قَدْ تَقُولُهُ فِي الْعُرْسِ حِينًا **تَقُولُهُ فِي الْبَرْمَجَاتِ الْأُخَرْ
سَوَاءٌ تُرَى فِي بِنَاءِ الْبُيُوتِ **وَتَأْثِيثِهَا بِطِــــوَالِ السُّتُـــرْ
وَإِمْدَادِ أَهْلِ الْعَرُوسَيْنِ دَوْمًا **لِحِينِ اِحْتِفَالِ الْمُنَى وَالْقَــدَرْ
جَمِيعُ الْأُمُورِ تَهُونُ عَلَيْنَا **وَلَا نَلْتَقِي الْعُسْرَ كُـــلٌّ يَمُـــــرْ
*******************
وَحَتَّى الصِّعَابُ الَّتِي قَـدْ تَلِينَا **بُعَيْدَ الزَّوَاجِ كَــــــــذَا تَنْدَثِرْ
لِأَنَّ الْجَمِيعَ خَدُومٌ بِصِدْقٍ **وَيَرْمِي بِنَفْسِهِ عِنْدَ الْخَطَــــــــرْ
وَعِنْدَ الصِّعَابِ الَّتِي تَحْتَوِينَا**وَضُعْفِ الضَّعِيفِ إِذَا مَا عَثَرْ
كَذَاكَ تَرَانَا كَذَا أَقْوِيَـــــــاءً **أَلَسْتَ بِغَيْرِكَ أَقْوَى الْبَشَــــرْ؟
*******************
كَذَلِكَ عِشْنَا حَيَاةَ الْكِــــــرَامِ **نَقَائِصُناَ دَائِمًا فِي الْحُفَــــرْ
وَنُبْدِي الْعَفَافَ وَلَا نَسْتَهِينُ ** بِأَنْفُسِنَا فِي الْعَنَا وَالضَّـــرَرْ
أُنُوفُ الْجُمُوعِ مِنَ الْأَهْلِ تُلْقَى**تَرُومُ الْعُلَا وَشُمُوخَ الْبَشَرْ
نُخِيفُ سِوَانَا إِذَا شَاءَ حِينًا **يَرَانَا الضَّحِيَّةَ إما ذُكِــــــــــرْ
عبد المجيد زين العابدين
تُونِسُ فِي يَوْمِ الإثنين الحادي وَالْعِشْرِينَ (21) مِنْ فِيفْرِي (فَبْرَايَرَ )
سَنَةَ اِثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ وَأَلْفَيْنِ (2022) الْمُوَافِقِ لِلْعِشْرِينَ
(20)مِنْ رَجَب سَنَة ثَلَاثٍ وَأَرْبَعِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ وَأَلْفٍ (1443)هِجْرِيًّا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق