الأحد، 27 فبراير 2022

* أبي يرثيني من السماء * * بقلم الشاعرة ميساء علي دكدوك /سوريا

 * أبي يرثيني من السماء *

**************
ميساء علي دكدوك /سوريا
******************
لن أسألك عن حالك يابنتي
أعلم أنك حزينة ،وحيدة
بعيدة ،قريبة
سعيدة وشقية
ونحن يابنتي صديقان في الحب
رفيقا عشق
اسمان في الاحتواء والحدس
مؤرخان على شرفة السماء
أرى وجهك في ضوء الشمس
تتألمين
تنزفين بصمت
يوقظ صمتك الحرف
أسمع همسك وصراخك
أصغي لمناجاتك ، لصلاتك
تحترقين بوهج عشقك
لن أقول لك غادري بحار الحزن ...
وأنت تشربين بدل النبيذ دما
ولن أقول غادري بحار الحزن ...
وأنت ترين مجازر القمح والنخيل ...
والياسمين والبن والأرز
لن أقول لك غادري بحار الحزن
والأخ يردي أخيه قتيلا كل هنيهة ...
بالنفط
كيف أقول لك دعي الحزن وأنت
تغرقين
وتغرقين
حولك الأموات والبائسين
تتأرجحين بين السماء والأرض
بين الموت والموت
ماذا أقول لك وأنت في وطن ...
الغمام فيه دائم الابتسام
تصول فيه الثعابين والذئاب
في وطن تحاصره الأعاصير من ...
كل اتجاه
ماذا أقول لك وانت في وطن ...
رائحة الدماء طاغية فيه على الندى
والشذا
يموت في أرضه الريحان والفل
والدمع فيه سيل عظيم
وماذا أقول لك وأنت في وطن ...
ارتطمت أمواج السيوف والمنجنيق فيه
بيمارات المدافع ورائحة الكيماوي
والفيرسات والدواء الزعاف
ماذا أقول لك وأنت في وطن ...
امتزج فيه الغبار الأرجواني بالهواء
وماذا أقول لك وأنا في مكان
الخير فيه كثير ، كثير
الحجارة فيه طرية يثمر فيها البرتقال
والنخيل
وتثمر الأعناب وكل طيب
ماذا أقول لك وأنت في وطن
السائح يضل في أرضه الطريق
ويضل أبناؤه الطريق
يصغون لأنفاس الليل
يجلسون في عتمة الظلال
ينتظرون الفجر
آاااااه وأواااه وطن بلون الرياح
بلون الخريف
أحالوا خضراءه إلى بيد
تحلم العصافير بيوم لازوردي جميل
ماذا أقول لك ياابنتي وأنت في وطن
ثمار القبل فيه عقيمة
والحب غائب كالجمر تحت الرماد
ماذا أقول لك والأفواه بطعم الزقوم...
ماذا أقول لك والزمن يفر
ما أشبهك بالوطن ياميساء
قيثارتك صامتة ،صارخة
موسيقا الأشياء صاخبة
تضبط إيقاع أقدام الأطفال العراة .
ما أروع قلبك يا ابنتي
مساكن الجمال
تلال وأودية للآهات
أبنية لازوردية عابقة بالطيب
ما أروع قلبك ،قلب وطن موشى
ككأس كريستال
الحقول والزهور والفراشات
المدائن والناس
كأنه فردوس لولا سيادة النفاق
الهواء فيه نيلوفر وليلاس
الأبراج خضراء
الخمر فيها حلال
آاااه يا ابنتي
في وطنك ،وطن الشعر
الأجساد على حرارة النحاس
الشفاه والقبل من أسرار الجاهلية
في وطنك طارت النسور إلى الأسفل
بشرونا بالعقبان
بشرونا بموت (عشتروت )
وبأن الفينيق لن يحلق بعد الآن
وبأن يوسف حقا أكلته الذئاب
أخبرك ياابنتي أننا
كنا ومازلنا نحن .
نحن الذين ماحلمنا بغير العشق
في وطنك الخائف
ظلام دامس
نذير مظلم
قولوا لنا أيها السادة
مالذي يحدث ؟
ماكل تلك النوائب ؟
من شوه الصورة وكسر المرايا؟
من الذي جعل الأرض تهتز ؟
وجعل السماء تموت ؟
القمر في المحاق
ينكفىء البحر
ماتت الكائنات
طعامنا الملح
لاشيء يبدو كذاته
في وطن تهتز الأرض
وتموت السماء
وطن تمزق شذرا
اخترقته النصال
متآكل حتى الروح
وطن توالى عليه آلافا من الأعداء
صار أبناؤه أبناء الأعداء
أعداء لأنفسهم
ساعة السلام بعيدة
في وطن تمزق شذرا
وطن الفاجعة
آمني بما أقول
أنت محروقة عطشا
أنت في النار تارة وفي الماء تارة
لافرق بينهما
أنت في وطن الفاجعة
لن تصير فيه الشعلة مشعلا
مازال النفاق سيدا مستبدا
مازال عدد الذين يسددون فواتير المياة
يتكاسرون ويتكاثرون
لن تصير الشعلة مشعلا
مازال عدد الذين يرضعون الغمام
يتكاسرون ويتكاثرون
عذرا (محمود درويش ) هذا هو الواقع
بعد بداية الألفية السابعة أو ربما مابعد ...
أو ربما إلى قيامة العشق
************ميساء علي دكدوك
Peut être une image de 1 personne, position debout et foulard

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق