الثلاثاء، 22 فبراير 2022

——طلسم الأربعــــاء— بقلم الأديبة فائزه بنمسعود

 ——طلسم الأربعــــاء—

أتــــذكر جيدا أمس كان الأربعاء
أنجزت كل أعمال ومواعيد الأربعاء
زرت طبيب الأسنان قلع ضرسي المريض
والذي آلمني جدا ليلتها وأقضّ مضجعي — مكان الضرس فارغ ويؤلمني رغم وصفة الأدوية
المُخفّٓفة والمتمثّلة في أقراص كبيرة ومستديرة يصعب بلعها إذا ما سقيتها ماءً وفي مشروب مرّ مرارة العلقم والحقيقة لا أعرف طعم العلقم ولا مرارته
طبخت الطعام المقدس ليوم الأربعاء
(كسكسي) وما زالت بقاياه في جوف الثلاجة الرمادية القابعة في ركن المطبخ السعيد
غسيل يوم الأربعاء ما زال على الحبل منشورا ينتظر أن يجف
لأن الأربعاء هو الموعد الذي لا يُخلف لتغيير الشراشف
هاتفت أختي المتوعكة وتحادثنا طويلا
وأوصيتها خيرا بصحتها التي تهملها احيانا
مما يسبّب لها ارتفاع الضغط
واختلال السكري
قرأت صحيفة الأربعاء الثقافي
وكتبت فصلين من (رواية لقاء الأربعاء)
نزعت ورقة يوم الأربعاء من الروزنامة
وأتذكر الحكمةالتي طالعتها-لا تقع تحت سيطرة الأيام——
لماذا إذن الخميس يصرّعلى ان يكون الأربعاء؟
الايام لا تكرر نفسها الايام تمرّ
وتخترق جدار السنين وحواجز الأعوام
بكل ثقة وتحدي ،وحِدة سهامها تترك ثقوبا تنفذ منها الأوجاع والآلام ورغوة الاحزان وتتسرب منها لحظات الفرح المُختَلسةمن نهر السعادة
لماذا يوم الأربعاء يصر على البقاء ويحول دوني ودون يوم الخميس وبالتالي دون بقية الأيام؟
هل ساعتي البيولوجية توقفت وعلا عقاربها الصدأ؟
لست لا منزعجة ولا خائفة من سقوطي في سحر طلسم الأربعاء لأن حتمية انتصار الخميس لا جدال فيها ولا تقبل النقاش
فما أغرب ما يفعله فينا يوم واحد في بعض الأحيان؟
وما أشبه ذلك بنداء آذان الفجر
حيث تنهض كل الحواس ويتكاسل الجسد
والقليل منك يكفيني يا يوم الأربعاء
رغم ما تحمله أحيانا من وحشة وألم وحنين وقد تتحول الى وثاق يكبلني في سجن الرغائب والأمنيات ويحوِّل الأحلام إلى كوابيس
ولكن حبي لك قديم كفصول السنة......
فائزه بنمسعود
2/1/2022
Peut être une image de texte


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق