الثلاثاء، 2 سبتمبر 2025

وصفة طبية بلا عنوان بقلم الكاتبة ريم العبدلي -ليبيا

 وصفة طبية بلا عنوان

ريم العبدلي -ليبيا
أمسكت ندى قلمها لتكتب ما تحمله بداخلها حتى لا تقع فريسة الكلمات ، وبدون خوف أخرجت قلم الحبر لتكون هذه المرة سطورا مختلفة وتحت وطأة الظلام بغياب الكهرباء لساعات طويلة.
شردت بتفكيرها لمسافات طويلة ، وهي تتذكر الأحياء والأموات ،نسجت بخيالها الواسع لو كان.... و ابتسمت مرة ، وبكت آلاف المرات ، وبدأ شريط ذكرياتها يأخذ الكثير من الوقت ، وهذه المرة تمادت خلال المسافات التى قطعت وهي تفكر أثناء قيادتها السيارة، متجهة إلى مكان لا يوجد به مارة، تبحث من خلاله عن وصفة طبية لم تجدها فى كافة الصيدليات الأخرى ،وإذ بها تلمح صيدلية في منطقة جرداء، تقف أمامها إذا بصيدلاني يرتدى ملابس بيضاء ، وأخرجت قائمة العلاج من حقيبتها ، يقرأ الصيدلاني الوصفة قائلا لها: نعم، توجد عندي هذه الوصفة ، تشعر حينها ندى بالسعادة وهي تردد بتفكيرها: أخيرا وجدت العلاج بعدما بحثت عنه منذ الصباح ولم أجده ، ينظر إليها بغرابة قائلا: لو سمحت سيدتي ، والدتك تقول لك انتبهي إلى نفسك ، تنظر إليه لكنها لم تجده، التفتت يميناً ويساراً لم تجده، ولم تجد حتى الأدوية التي كانت تملأ المكان ، خرجت مسرعة والخوف يملأ قلبها إلى السيارة، وقطعت المسافة مسرعة وهي لا تنظر إلى أي اتجاه ،محاولة الخروج إلى الطريق العام لتشعر بأمان ، وعندما وجدت طريقها هدأت روعها، وحاولت الرجوع مجددا إلى المكان لكن كافة الطرق كانت مسدودة ، وكأنها كانت فى حلم واستيقظت منه ،وقطعت حبل أفكارها دون أن تعرف العنوان.
Peut être une image de 1 personne, foulard, écharpe et texte qui dit ’WAEL ELFAIDY’

إعتزال بقلم موسى الزول

 إعتزال

سَلامٌ على مَن ماتَ
وقتَ الأذان،
وأوانُ نِهايات
تدخُلُ البيتَ بلا استئذان.
تُثيرُ غُبارًا
يُحيطُ بالأكفان.
وفي حَفلِ اعتزالِ الرِّجال،
يَرتدي الماءُ إزارَ حِداد،
وتتوشَّحُ السماء
طرْحاتِ غَيْماتٍ
فيها سَواد
وهمس بكاء ….
يفيض حنان…
ويَسكنُ المكانَ أَغرابٌ،
يَدلُقونَ على القبورِ مِدادًا:
أَزرَقَ، أَحمَرَ، أَخضَرَ…
وما شِئتَ من أَلوان
تأتي بها قوافلُ الإمداد،
لِمَواطنِ تِّيهٍ،
على صهواتِ جِيادٍ
تَعرِفُ الطَّريقَ إلى خانِ الأمان،
ما بينَ القلبِ
ومَحطَّةِ سَفَرِ العِباد،
حَيثُ جَنَّةُ الرَّحمن…
*هذا النص ليس بكاءً على رحيل بطل، بل سلامٌ على فارسِ ظِلٍّ ظَلَّ صوته نبضًا لوطن ، وشهيداً حَوَّلَ الموتَ إلى ولادة صوت جديد على الطريق.
بقلم رصاص✏️رصاص
موسى الزول
Peut être une image de 1 personne

يوميّات ثورة بقلم الكاتب محمد الناصر شيخاوي

 يوميّات ثورة

الثّورة التونسيّة جانفي/ يناير 2011
*
خبر عاجل
صباح الخير أو
مساء الخير
لستُ أدري السّاعَةَ كَمْ هِيَهْ
نَسْتَهِلُّ اَخْبَارَنَا،
بِإِخْبَارِكُمْ أَوْ إِجْبَارِكُمْ
على سَمَاعِ نُكْتَةٍ نَابيَهْ،
عن شُعَيْبٍ
ابنِ شَعْبِ الْعَارِبَهْ
أضغاثُ أحْلَامٍ سَافِلَهْ
تَسَوَّرَتْ حِصْنَ عِزَّتِهِ الْبَارِحَهْ،
أَقْتَحَمَتْ عَلَيْهِ نَوْمَهُ وَ نَوْمَتَهْ،
أَسْكَرَتّهُ بِوُعُودٍ مُغْرِيَهْ،
واخْتَلَسَتْ
ثَوْرَهُ أَوْ ثَوْرَتَهْ،
يَجُوزُ هذا وذاكَ،
طِبْقًا
لِقَامُوسِ الْمَرْحَلَهْ
( ههه)
خَتَمَ الْمُذِيعُ بِفَمٍ ضَاحِكٍ
ونِصفِ عَيْنٍ دَامِعَهْ،
سيّداتي،سادتي،
أستسمحكم عذرا،
فَاتَنِي أنْ أقول :
نُكْتَةُ إليَوْمِ كانتْ
بِطَعْمِ الْفَاجِعَهْ
محمد الناصر شيخاوي
تونس
Peut être une image de 1 personne

مواعيدك حفنة ورق... بقلم الكاتبة زهيدة ابشر سعيد الخرطوم السودان

 مواعيدك حفنة ورق...

اتسعت رقعة المسافة
ازداد الجوى
فارقتني الأمنيات
ليالينا الجميلة تخاتل
أحجية الهيام
حيث البوح عبير
توّجتني أعتى الملكات
شيدنا في رمالها قصورا
سيجنا الحنين ورتقنا مشاعرنا أغنيات
مرحنا وسافرنا
شرفات النجوم'
تغيرت ألوان شفقك
بت لا أعرفك
حلفتك أن تنساني'
تدع حبي وبحر
حناني'
رميتك في جرة
نسياني!
آلمتك صدا
أخرجتك جورا من عمق جناني
نسجت خيوط حصوني على كياني
أغلقت أبوابي لن تفتح لك
رميتك في بحر الدنيا
ورجوتك أن تنعاني
ضيقت حصارك وغمسته برعونة وعودي
تركت مكاني
ولم أستطع الرجوع إليك
شربت مالح 'جفائك
من صرح أنا أميرته وأنت قبطان الويل
تركتني وكأنني ماكنت عشقا آن
هل هويتني ؟
كنت اكتب اسمك على الجدران'
هل ضيعت عنواني؟
كنت الصحوة والأحلام'
كنت اللؤلؤ والمرجان'
هل ضيعت ضالتك ؟
قد ارتقيك وقد أرجاك'
مواعيدك حفنة ورق
زهيدة ابشر سعيد
الخرطوم السودان

العتب محبة بقلم غانم ع الخوري

 . العتب محبة

وديتلك مرسال بروح الورد مخطوط
فيها عتب محبة ودعوة لتكون ضيفي
تعال نتصارح للصالح لا تحط شروط
يا إنت عزيز الروح و أغلى المواليفي
اخاف انك مريض القلب مني مقنوط
أعاتب نفسي لو زعلتك قلت ياحيفي
سمعت هرج دساس ماهو بمظبوط
تعجلت الحكم ماحكيتني لاقابلت طيفي
اعقلها وفكر زين يابن الناس مزبوط
ناقل الكلام ما هو من الناس الشريفي/ة
تراه وسوسلك وقاعد ببيته مبسوط
مايهمه خراب البيوت و نفسه جليفي/ة
توعى ياصاح واسأل عن كلام مخلوط
تحضر مجلسي بتآنس بطلتك الظريفي/ة
عرفناك حامل الفرح للكبير وللمقموط
نبيه بترضي الكل و أحاديثك طريفي/ة
ترسم للحب لوحات بألوان بلاخطوط
تتفنن بأشعار الغزل همساتك لطيفي/ة
برداً ع القلب بتفوت بيدك الخيوط
تشغل البال و كأنك بالأحوال عريفي
كلك عرفان خلاني غرقان مغطوط
بعرق و شوب برعشات البرد بصيفي
..غانم ع الخوري..

أستغفِرُك يا ربُّ عن خذلانِنا... بقلم سعيد إبراهيم زعلوك

أستغفِرُك يا ربُّ عن خذلانِنا...
(قصيدة اعتذار إلى أهل غزّة، وشهادة بين يدي الله)
يا ربُّ...
ما أمسكتُ سلاحًا في يدي
لكنَّ قلبي ساحةٌ
ومدىً طويلٌ من شظايا الانكسارْ
أنا لم أطلقِ الرصْفَاتِ
لكنّي نَزَفتُ
مع الطفولةِ،
كُلَّما ماتتْ على جوعٍ
وعانَقَها الحصارْ
يا ربُّ...
ما صَفَّقتُ للمذبَحْ،
وما بعتُ الحقيقةَ في مزادِ الذُلِّ
أو نَمْتُ ارتياحًا في دثارْ
أنا شاعرٌ
كُلُّ الذي أملِكْتُهُ
قلمٌ...
وحُنجرةٌ تشقُّ الصمتَ
في هذا الدمارْ...
يا ربُّ،
أشهدُ أنني
حين ارتدى الظُلمُ الصباحَ،
وخانَنا الضوءُ،
وخابَ الخبزُ
في كفِّ الصغارْ
بكيتُ...
لكنّي كتبتُ
على جُدارِ الروحِ:
غزّةُ، لا تموتي...
نحنُ نحملُكِ اعتذارْ
يا ربُّ...
قد رَفَضْتُ الصمتَ
حينَ تواطأتْ شاشاتُهم
في نقلِ مجزرةِ النهارْ
وكتبتُ في ظلِّ القذيفةِ:
أيُّ معنى للعروبةِ
حينَ يجفوها الجدارْ؟
أنا لم أُطعِمْ جياعَ القصفِ
لكنّي كتبتُ:
"مَن لا يملكُ خُبزًا...
يَزرَعُ الكلمةْ"
و"مَنْ لا يملكُ بندقيَّةً،
يَصرُخُ بالحقيقةْ"
يا أهلَ غزّة،
يا وجعَ الأنبياءِ
وأيقونةَ الشُّهداءِ
يا وجعًا يُصلِّي في الضلوعِ
ولا ينامْ
اعذُرونا...
إنْ خَذَلنا الوعدَ
إنْ لَبِسْنا الأُمنياتِ
وعدنا من نشراتِهم
حفنةَ صَمتٍ
وبَكاءً إلكترونيًّا
يذوبُ كما السرابْ...
أنتم الجوعى،
ولكنّ الجياعَ هم نحنُ،
مَن ضاعَتْ بوصَلتُهُ،
وغَرِقَتْ قضاياهُ
بِأَسواقِ الكَلامْ...
فاشهدْ، يا ربِّي،
أنني لم أنحنِ
إلّا لعيني طفلٍ ماتَ واقفًا،
ولأمٍّ
تُرَتِّبُ كفنَهُ
على لهفةِ الفُطورْ...
أنني ما بعتُهم
حتى وإنْ بَاتوا رمادًا
فوقَ أهدابي
وإنْ صاروا قصائدْ...
أنني،
من حرقةِ العجزِ المقيتِ
سَجَدتُ بالحرفِ الأَخيرْ،
وأنّ دمعي،
ما جرى إلّا طهارةً
في زمنٍ
تَوضّأ فيهِ القَتَلَهْ
سعيد إبراهيم زعلوك
Peut être une image de 4 personnes, La Sagrada Familia et foule

في زحمة السنوات، يبقى كانون موعدًا مع الطفولة… بقلم الكاتب حسين عبدالله جمعة

 في زحمة السنوات، يبقى كانون موعدًا مع الطفولة…

بقلم: حسين عبدالله جمعة
في زحمة السنوات، يبقى كانون موعدًا مع الطفولة… نص كتبته منذ سنوات، لكنه ما زال يعكس قلبي كما لو أنه كتب اليوم.
كلما عاد كانون
كلما عاد كانون…
اشتعلت أغاني الميلاد في الأزقة، وارتجفت زينة الشجر على نوافذ البيوت،
تتناثر قوالب الحلوى، وتتهامس أوراق الهدايا،
كأن الكون يرقص فرحًا في خريف العمر.
خذوا أفراحكم ورقصاتكم…
خذوا المنَّ والسلوى، واتركوا لي طفولتي.
اتركوا لي أريج الأحلام وعطر المطر،
دعوني أُحطِّم عقارب الزمن وأُحرق روزناماته،
فأنا ما زلتُ طفلًا، يعشق الصغَر،
يتوق إلى السكاكر، والكرة، والحجر،
ويركض خلف الرمل كما يركض خلف الحلم.
خذوا ليلتكم هذه،
واتركوا لي بقايا الصور.
أنا ابن ذاكرتي، وذاكرتي قلب أمي.
أنا عشق المطر، وابن رحمٍ لم يكتمل،
فولادتي ما زالت مؤجلة…
وأمي ما زالت تنتظر.
خذوا السُحُب والفضاء،
اركبوا عباب البحر، سافروا حيث شئتم،
واجمعوا جنسيات الأرض كلّها…
لكنكم لن تسلبوا طفولتي،
ولن تنتزعوا براءتي،
ولن تسرقوا موعدي مع القمر.
كلما عاد كانون والميلاد،
تفجرت طفولتي من جديد.
آه… لو تعلمون ما في قلبي،
لرأيتم قلوبكم وهي تنفطر.
أعانق الله في داخلي،
ويهمس لي قلبي بكلمة وحيدة:
اختصر… اختصر… اختصر.
حسين عبدالله جمعة

يا من تنفخين في الضباب نوافذ من نور، بقلم الكاتب إبراهيم العمر.

 يا من تنفخين في الضباب نوافذ من نور،

وتشقين في كثافة الغياب مسارب للنداء،
فتتسرب أنفاس الرجاء إلى أسراب الطير،
فتنهض من سباتها، وتخفق بأجنحة الأمل
في فضاءاتٍ تسبح فيها الزهور،
وتتراقص فيها الأرواح على نغمات السعادة.
يا شرارة الإحياء، يا نفحة من رحم الغيب،
أوقدي جمرات الفرح في قلوب أنهكها الحنين،
واجعلي من رماد الماضي منارة للمستقبل،
مستقبل لا يُقيد بقيود الزمان،
ولا يُسجن في أقبية الندم.
اللهم يا واسع الرحمة،
اجعل صباحنا صافياً كقلوب العارفين،
تتعرى فيه الأحلام من زيفها،
وتتقدم طاهرة إلى الأرواح الحزينة،
تسقيها من نبع الطمأنينة،
وتغسل عنها غبار التيه.
يا رب، يا من تزرع الأمل في الحقول الموحشة،
اجعل من مرارة الزهر شفاءً،
ومن وجع الشعب المجروح بدايةً لحقبة النور،
حقبة تُكتب فيها الحقيقة بمداد الوضوح،
وتُرفع فيها رايات السلام على جبين الزمن.
اللهم صلِّ على من كان رحمةً للعالمين،
واجعلنا من السائرين في درب الحكمة،
المتوضئين بنورك،
المتبتلين في محرابك،
العارفين بسرك في كل زهرةٍ،
وفي كل طيرٍ،
وفي كل حلمٍ يتجلى في فجرٍ جديد.
إبراهيم العمر.