يا من تنفخين في الضباب نوافذ من نور،
وتشقين في كثافة الغياب مسارب للنداء،
فتتسرب أنفاس الرجاء إلى أسراب الطير،
فتنهض من سباتها، وتخفق بأجنحة الأمل
في فضاءاتٍ تسبح فيها الزهور،
يا شرارة الإحياء، يا نفحة من رحم الغيب،
أوقدي جمرات الفرح في قلوب أنهكها الحنين،
واجعلي من رماد الماضي منارة للمستقبل،
مستقبل لا يُقيد بقيود الزمان،
ولا يُسجن في أقبية الندم.
اللهم يا واسع الرحمة،
اجعل صباحنا صافياً كقلوب العارفين،
تتعرى فيه الأحلام من زيفها،
وتتقدم طاهرة إلى الأرواح الحزينة،
تسقيها من نبع الطمأنينة،
وتغسل عنها غبار التيه.
يا رب، يا من تزرع الأمل في الحقول الموحشة،
اجعل من مرارة الزهر شفاءً،
ومن وجع الشعب المجروح بدايةً لحقبة النور،
حقبة تُكتب فيها الحقيقة بمداد الوضوح،
وتُرفع فيها رايات السلام على جبين الزمن.
اللهم صلِّ على من كان رحمةً للعالمين،
واجعلنا من السائرين في درب الحكمة،
المتوضئين بنورك،
المتبتلين في محرابك،
العارفين بسرك في كل زهرةٍ،
وفي كل طيرٍ،
وفي كل حلمٍ يتجلى في فجرٍ جديد.
إبراهيم العمر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق