السبت، 2 سبتمبر 2023

جنون الأحلام بقلم الكاتب محمد الناصر شيخاوي

 جنون الأحلام

الحالِمون لا يُمْكِنُ ترويضهم أبدا
Paulo Coelho باولو كويلو
خَيْرًا رَأَيْتُ
فيمَا يَرَى النَّائِمُ
كأنّ نهرا دَافِقا يجْري مِنْ دمي
تَتَبَّعْتُ مِنْ فَزَعٍ
أثَرَ الدِّماءِ لِحَدِّ الْمَنْبعِ
فُوجِئْتُ لمَّا وجدتُكَ
تُمسِكُ بالطَّرف الآخرِ من الْحُلُمِ
وَوجدتُ بين يديْكَ
ثغري وَفمي
تقْضِمُ الشِّفَاهَ منِّي
في لهْفةٍ
وتمتصُّ دمي
فَرَحًا بِكَ وَبالْمَسْفوحِ من دمي
صحتُ
بين الصَّوت وَالْكتمِ :
أَمجنونٌ أَنتَ حتَّى في الْحلمِ ؟!
أَفقتُ
بين صحْوٍ وَنومٍ
على صوت أمِّي وهْيَ تُوقِظُني
وَبالْوِسادةِ بقيَّةٌ
من أَثَرِ الْجنونِ وَمن دمي
محمد الناصر شيخاوي
تونس
Peut être une image de 1 personne

إمرأة بقلبين ونصف بقلم الكاتب محمد الناصر شيخاوي

 إمرأة بقلبين ونصف

أَضْوَاءٌ نِصْفُ عَارِيَةٍ
وَأَرْمَلَةٌ
في الْأَرْبَعِينَ مِنْ حُسْنِهَا
تُقَلِّمُ لَيْلَهَا الشَّاغِرْ
تَتَلَهَّى
تُعِيدُ تَرْتِيبَ سِنِينهَا الْعَطْشَى
شُرُفَات وَرْدِيَّةٌ تُحَاكِي
غُرُوبَ أَحْلَامهَا الْخَافِتَهْ
وستائرٌ
- بِلَوْنِ شَعْرِهَا الْأَصْفَرْ -
مِثْلَهَا تَخْتَلِسُ النَّظَرَ
مَوْقِدٌ خَامِلٌ يَتَسَلَّى
بِمَا فِيهٍ مِنْ رَمَادٍ
يَنْشُدُ إِذْ تَنْشُدُ الدِّفْءَ
سَاعَةٌ هَدَّهَا الْأَرَقُ
تَلُوكُ فَرَاغَ الْإِنْتِظَارِ
وَعَقَارِبٌ تَدَلَّتْ
تَلْعَقُ مَا تَبَقَّى فِي الذَّاكِرَهْ
يَا امْرَأَةً بِالشَّوْقِ حُبْلَى
يَا ذَاتَ الْأَرْبَعِينَ جُمُوحٍ
وَقَلْبَيْن وَنِصْفٍ
اجْنَحِي لِعِبْقِ الْوِصَالِ
وَاسْرِجِي لَيْلَ الْأَمَانِي
ها قَدْ جِئْتُ مِنْ رَحِمِ الْغِيَابِ
مُحَمَّلًا
بِأَهَازِيج الْحَيَاةِ
وَشَتَّى أصْنافِ الْعِنَاقِ
محمد الناصر شيخاوي
تونس
Peut être une image de 1 personne

~ حِينَ تَرْتَدُّ الظِّلَالُ ~ بقلم الكاتب محمد الناصر شيخاوي

 ~ حِينَ تَرْتَدُّ الظِّلَالُ ~

حِينَ تَرْتَدُّ الظِّلَالُ
أَسْأَلُهَا تُرَى مَنْ أَكُونُ
من أنا
وَكَيْفَ بَدَأْتُ
تفاصيل كثيرة تُنَازِعُنِي حَقِّي في السَّكِينَةِ والْهُدُوءْ
يد القابلة وَهْيَ تَسْحَبُنِي من سَاقَيَّ الصَّغيرتَيْنِ
كَجُنْدِيٍّ مُسْتَجَدٍّ
يُنَازِعُ مِظَلَّةَ هُبُوطٍ تَالِفَهْ
يَتَحَسَّسُ بِأَقْدَامٍ مُرْتَجِفَةٍ
أَرْضًا لَا تَكَادُ تَبِين
كفارس نبيل جاء هذا الصَّبِيُّ إلى الدُّنْيَا
مُتَرَجِّلًا
ذلك ما تَهَامَست به بَعْضُ النِّسْوَةِ الْجَمِيلَاتِ
مِمَّنْ كُنَّ حَوْلِي يُثَرْثِرْنَ وَيُحَدِّقْنَ بِي
تُؤَكِّدُ أُمِّي أنني وُلِدْتُ في ليلة الْقَدْرِ
أُصَدِّقُهَا طبعا
لكن ما علاقة أَقْدَارِي بليلة الْقَدْرِ
هل يعني ذلك أَنَّنِي صَكٌّ على بياض
رصيد مفتوح على أجمل الأحلام والأمنيات
إلى حَدِّ هذا اليوم
لم يحصل شيء من هذا ولا ذاك
------
وكَنَهْرٍ تُحَدِّدُ سَيْرَهُ تَضَارِيسُ أَوْدِيَةٍ عَنِيدَة
سِرْتُ وسَارَ معي كل الذي قد صَارَ
أَحداثٌ وأَفْراحٌ وأَحْزانْ
لَا أَلُومُ الْأَيَّامَ التي تَلَهَّتْ بِرَسْمِ شَكْلِي
عَجِينَ الْأِسْفَلْتِ الَّذي حَدَّدَ خُطَايْ
أَوْ رَبْطَةَ العُنقِ الَّتِي أَجْهَضَتْ
بَوَاكِيرَ يَقِينِي وشَكِّي
ثُمَّ ..
------
ثُمَّ لماذا أُجْهِدُ نفسي كل هذا الجهد
أَلِكَيْ أَعْرِفَ مَنْ أَكُونْ
أَكُونُ مَا أَكُونُ
لَا يُغَيِّرُ ذلك شيئا من حَقِيقَةِ عالَمٍ مَجْنُون
كُلُّ الطُّرُقِ فيه تُؤَدِّي
إلى الضمور والإنحسار
وَها أَنَا الْآنَ
وَبَعْدَ زَرْعٍ مِنَ الزَّمَان
أَقْطَعُ مَا تَبَقَّى مِنْ مَسَافَاتِ الْحَيَاة
مُتَرَجِّلًا
أَنْتَعِلُ الْخَصَاصَةَ وَالْهَذَيَانْ
محمد الناصر شيخاوي
تونس
Peut être une image de 1 personne

قَسَمًا بقلم الشاعر عزالدين الهمامي

 قَسَمًا

***
إلاهِي أنَا قَد تَعِبتُ
وَلمْ يَعُد لِلقلبِ مَا يَكفِي
أنْفَقتُ كُل صَبرِي
وسَرّحتُ كُل مرَاكِبِي
فامسَحُوا عَن ثَوبِي الدّمَاء
حَتى اسْتعِيدَ توَازُنِي
مِمَا لاحَ عَلى وُجُوهِهم
وَمَا بَينَ المُقل
***
قسَمًا
يَا أبَتِ تَحَوّلتْ كُلّ القصَائِدِ
فِي قَامُوسِهِم قَولٌ لا يُحتَمَل
رَغمَ أنّ بِغَيرِهَا لا يُستَدَل
فَحَرّك أدوَاتِك يَا زَمَن
وسَجّل نِضَالاتِ الشُمُوع
***
قَسَمًا
مَن تَزَوجُوا الفَشل وَالفسَاد
أنجَبُوا فِي الأرضِ إخوَانٌ كالجَرَاد
وَاللهِ زَرَعُوا الجُوعَ فِي البِلاد
حَتى سَكِرنَا مِن الدُنيَا وَيَقظتِهَا
ومَا كَانَ سُكرُنَا مِن عِنَبٍ بِأرضِهَا
وَلا مِن بَلحٍ زُرِعَ لِيُضحِكَ مَن فِيهَا
***
قسما
يَا أبَتِ في وطني ابْتُلِينَا بِجِوَارِ
الرَّاقِصينَ عَلى جَمَاجِمِ صَبْرِنَا
حُرَّاسُ الوَجَعِ المُعَتقِ فِي دِمَائِنَا
قد خَبِرنَا مَعْدَنُهُمْ طِينَةٌ سَودَاء
وُجُودُهُم فِي حَيَاتِنَا بَلَاءٌ
***
قَسَمًا
لَا يَفْقَهُونَ زَلَازِلَ رَفْضِنَا
وَالبَرَاكِينُ الحَبِيَسةُ بِأَعْمَاقِنَا
فَالمَهَانَةَ فِي قَامُوسِهم كَرَامَةُ
وَالعِزّةُ كُفرٌ كَامِلَ الأرْكَانِ
قسَمًا لا نَخَافُ عَدُوًا يُوَاجِهُنَا
بَل عَدُوًا اسمُهُ القمْعُ يَسْكُنُ بَيتَنَا
*****
عزالدين الهمامي
بوكريم / تونس
02/09/2023

ذاكرة الفصول بقلم الكاتب محمد الناصر شيخاوي

 ذاكرة الفصول

ما زالَ على الْبالِ
أيْلولُ
وَأَنْتِ
~~~
بين دفئين
كانتْ بداياتي
حُضْنُكِ وَالْمَوْقِدُ
~~~
مازال أيلولُ بالسَّتائرِ عالقا
وعلى الوِسادةِ
مازالَ يشْدُو عِطْرُكِ
~~~
عادَ أيلولُ كَكُلِّ عَامٍ
وما عُدْتِ أَنْتِ
مُذْ ذلِك الْعَامِ !
محمد الناصر شيخاوي
تونس
Peut être une image de feu et foyer

لقد ماتت تلك المرأة بقلم الكاتبة لمياء السبلاوي

 لقد ماتت تلك المرأة

كانت طيبة حتى
البلاهة..
كانت رحيمة حتى
السذاجة..
كانت تشتري وقيّة الحب..
بقنطار من الدماء..
كانت تجعل من الخريف
شتاء..
ومن الربيع حياة..
تلك المرأة .. كانت
بالأمس هنا...
كانت طفلة تعبّر
عن احلامها بحياء..
وكانت في منتهى الغباء
كانت تظن ان القلوب
تشبه قلبها..
وانها كانت قلوب
عقول أسوياء..
كانت تظن ابتسامتهم
صافية...
وتظنهم بينهم رحماء
وتظن النفاق بعيدا عنهم
حتى كشفت..
ان أخلاقهم قناع
كما يلبس الحقير
قناع النبلاء...
تلك المرأة كانت هنا
كانت على قيد الحياة..
دفنوها اليوم..
أو البارح .
لست أذكر ..
فالتاريخ... تبخّرت أعداده
في السماء..
وهي شبعت موتا
وحتى احتضارها
كان بطولة وكفاحا..
وروايات وفاء...
طهرت دماءها
جعلتها كدماء الأنبياء..
ففارقت دنياكم
غير آسفة..
على مال واهل..
وأصدقاء...
فلله البقاء..
وهي عرفت ذلك..
فصامت عن الحياة ..
وغابت ابتسامتها...
عن وجه الموناليزا..
وعن ثورة الماء...
فقد رحلت الى العلا..
وكسّرت أقلامها..
وذبحت قلبها..
وزرعت مكانه نخلة ياسمين
نبات نادر..
في بلاط من كان لله..
من الأولياء...
لكنها فقدت إحساس الأرضيين..
فربما كانت مخلوقا فضائيا
نزل ليُمتحن على أرض الجبناء
لكنه فشل في تعليمهم..
الرجولة والإنسانية والعشرة
والدين والوطن
أشياء كانت عنهم ...
غريبة.. أو ربما هم من كانوا
عنها غرباء...
لقد ماتت تلك المرأة..
وبالأمس كانت هنا...
فلا شيء يستحق العناء
حتى الغناء...
وتلك المرأة كانت أنا...
بقلمي لمياء السبلاوي

حين يبكي الشعراء.../ قصَّة قصيرة للكاتبة ليلى المرّاني

 حين يبكي الشعراء.../ قصَّة قصيرة

ليلى المرّاني
.
في غرفة رطبة تطلّ بكوّةٍ صغيرة على زقاق قديم في حيّ معدمين، قضى الأخَوَان التوأَمان سنوات قبل أن تفرّقهما الكلمة الصادقة من فم الشاعر الحزين، والنغمة العذبة من عود الفنان المتفائل.. تقبلتهما عائلة العم الفقيرة كإبنين فتحا عيونهما وحيدين بعد موت والديهما .
يعود ربّ العائلة منتصف الليل منهكاً يسبقه سعاله حادّاً، متواصلاً وقد امتلأت رئتاه بعوادم السيارات والدهون في ورشة لتصليح السيارات، عاملٌ بأجرٍ يوميّ.. والأمّ ضعُف بصرها، تجلس خلف ماكنة خياطة قديمة، تخيط الملابس لأطفال الحارة ونسائها مقابل دراهم قليلة، والبنت مراهقة تحاكي زهرة نضرة للتوّ تفتّحت، فكان الأخوان بمثابة الأولاد الذين لم يرزقا بهم..
الأخَوان، رغم أنهما توأمان، إلاّ أن الحياة وميولهما المختلفة، فرّقت بينهما. يعشق الشاعر المراهقة الصغيرة، يصيغ لها قصائد حبّ، قلائدَ تزيّن جيدها.. لا تفهمها؛ وتحلّق كما فراشة ملوّنة في حقل أقحوان حين تسمع الفنان يدندن على عوده بصوتٍ شجيٍّ، وكلماتٍ لا معنى لها، رافضاً أشعار أخيه العذبة بحجّة أنها شؤم ولن تجلب له إلاّ سوء الطالع، كما حدث لأخيه!..
بين خيبةٍ وخيبة، يطفح الكيل بالشاعر؛ فتهدر كلماته مستعرةً، تلعن وتشتم، تفتش عن فضاءٍ يحتويها، لكن دور النشر ختمت عليها بالشمع الأحمر..
وحين ينال منه الغضب والخذلان، وهو يفتّش عن عملٍ دون جدوى، يتفجّر بركان غضبه حمماً، لاعناً القدر والمقتدرين الذين تسببوا في ضياع الشباب في متاهات البطالة ومعاقرة الخمر والمخدرات؛ فيصل صوت قصائده الملتهبة أسماعهم، وتتلقفه بين الحين والحين زنزانة رطبة، جائعاً ومهاناً تطبق عليه جدرانها مدّةً قد تطول أو تقصر..
يجمع أوراقه المبعثرة، وأشعاره الصاخبة التي ختمت بالشمع الأحمر، يمزّقها، يبعثرها في الفضاء لاعناً، ضاحكاً .. باكياً.. تتطاير قصاصات الورق حاملةً أحلامه الضائعة، كريشِ طيرٍ جريح أصابته رصاصة صيّادٍ لئيم في مقتل.. يعود إلى غرفته الصغيرة، وحيداً بعد أن ضاقت لبؤسها على طموحات أخيه الفنان وأحلامه العريضة؛ فرحل..
ينكفيء الشاعر على وجهه محتضناً حلمه الموؤود.. ويحلّق صوت أخيه مغرّداً في فضاءاتٍ واسعة، يعلو الهتاف باسمه والصفير، تتناقل قنوات التلفاز أخباره أينما حلّ وارتحل..
في يومٍ شتويّ مطير، يتحالف البرق والرعد على تمزيق وحدته وانطفائه، يزوره، وبدون موعدٍ مسبق، صديق له، حاملاً رسالةً من أخيه الفنان الذي انقطع اتصاله به بعد أن ارتقى سلّم النجوم، وبقي هو في القاع ينظر إليه بذهول.. يفتح الرسالة بيدٍ ترتجف: " اطبع ديوانك.. يا أخي.. " ، مرفقةً بصكٍّ بمبلغ كبير.. يبتلع ريقه علقماً.. ينظر إلى وجه صديقه الذي بدا خالياً من التعبير.. يرمي الصكّ بعيداً.. يلثم رسالة أخيه...بلَّلها دمعه الساخن

هرمت و صار يُعييني الكِبرْ بقلم الشاعر عبدالله جدّي

 هرمت و صار يُعييني الكِبرْ

و أصبح وجهي كمحطة ينفض
فيها المسافرون غبار السّفرْ
يئن الدرج حين أصعده
هل اصابني أم اصاب الدرج خدر؟
كل الأصوات خافتة
كل الالوان باهتة
باهت هو لون القمر
و صار يرهقني نزول المنحدر
كل الأماكن مبهمة
كل المنعرجات خطر
فلا تلوميني يا بنيتي
تداخلت كل مواعيدي
صرت لا اتقن غير ان أنتظر
فإن تأخرت عن موعدي
عذرا لم استطع عبور الطريق
و لا أملك لك غير أن اعتذر
عبدالله جدّي

** تعال حبيبي ** بقلم الكاتبة ***عفاف الفندري ***

 ** تعال حبيبي **

تعال حبيبي وابك بين احضاني
دمع عيونك من الحنان سقاني
من اجل حزنك النعاس جفاني
وبت اخاف عليك من الاحزان
تعال الى حضني ساسقيك حناني
ترتوي منه وتحقق الاماني
ويكون الماضي في طي النسيان
ابك .. ابك .. حطم خوفي والامي
كسر قيود الهجر وحرماني
فصوت بكائك اعز الحاني
وشجنك ايها الرجل احلى الاغاني
آلامك ستبقى دفينة وسر كتماني
ولن تمس رجولتك لانك تحررت من حزن
وبكيت فوق صدري وبين احضاني
فأنا " حواء " لا مثيل لها في هذا الزمان
وانت " آدم " هززت عرش فؤادي وكياني
***عفاف الفندري ***
تونس صفاقس
Peut être une image de 1 personne, sourire, cœur, dentelle et bijoux