لقد ماتت تلك المرأة
كانت طيبة حتى
البلاهة..
كانت رحيمة حتى
السذاجة..
بقنطار من الدماء..
كانت تجعل من الخريف
شتاء..
ومن الربيع حياة..
تلك المرأة .. كانت
بالأمس هنا...
كانت طفلة تعبّر
عن احلامها بحياء..
وكانت في منتهى الغباء
كانت تظن ان القلوب
تشبه قلبها..
وانها كانت قلوب
عقول أسوياء..
كانت تظن ابتسامتهم
صافية...
وتظنهم بينهم رحماء
وتظن النفاق بعيدا عنهم
حتى كشفت..
ان أخلاقهم قناع
كما يلبس الحقير
قناع النبلاء...
تلك المرأة كانت هنا
كانت على قيد الحياة..
دفنوها اليوم..
أو البارح .
لست أذكر ..
فالتاريخ... تبخّرت أعداده
في السماء..
وهي شبعت موتا
وحتى احتضارها
كان بطولة وكفاحا..
وروايات وفاء...
طهرت دماءها
جعلتها كدماء الأنبياء..
ففارقت دنياكم
غير آسفة..
على مال واهل..
وأصدقاء...
فلله البقاء..
وهي عرفت ذلك..
فصامت عن الحياة ..
وغابت ابتسامتها...
عن وجه الموناليزا..
وعن ثورة الماء...
فقد رحلت الى العلا..
وكسّرت أقلامها..
وذبحت قلبها..
وزرعت مكانه نخلة ياسمين
نبات نادر..
في بلاط من كان لله..
من الأولياء...
لكنها فقدت إحساس الأرضيين..
فربما كانت مخلوقا فضائيا
نزل ليُمتحن على أرض الجبناء
لكنه فشل في تعليمهم..
الرجولة والإنسانية والعشرة
والدين والوطن
أشياء كانت عنهم ...
غريبة.. أو ربما هم من كانوا
عنها غرباء...
لقد ماتت تلك المرأة..
وبالأمس كانت هنا...
فلا شيء يستحق العناء
حتى الغناء...
وتلك المرأة كانت أنا...
بقلمي لمياء السبلاوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق