الجمعة، 9 يونيو 2023

قراءة بقلم الكاتب محي الدين محمد طريفي - في نصّ الشاعرة روضة بوسليمي (( غواية ))

 قراءة بقلم الكاتب محي الدين محمد طريفي -

في نصّ الشاعرة روضة بوسليمي (( غواية ))
**روضة بو سليمي فيض من ابداع ساحر فاق الروووعة بأسلوب جميل وسلس نابع من وحي الذات والوجدان والمشاعر الدافئة التي عبرت فيها بهذا القصيد الفلسفي الوجداني والتي تمثلت به صور إنسانية كثيرة باستعارة جميلة وساحرة للبيان دام نبض قلبك وعطر حروفك شاعرتنا الرقيقة الحس والإحساس لك تتعطر القوافي والسطور والمعاني والطيور اعزك الله واسعدك سلمت وغنمت وسلم عطر البنان والبيان لحضرتك كل السمو والرفعة وعبق الياسمين والورد حييت مساء"واوقاتا".
♧♧ القراءة الثانية
للأستاذ # رائف الريماويRaif Rimawy لذات النّصّ(( غواية ))
روضة بو سليمي ,جماليات عكست فيها ذاتها, و امتزجت بروحها في حالة شعورية فريدة .
عمان –خاص- كتب رائف الريماوي
رؤى وتأملات عميقة في النفس الإنسانية وما تحمله من أحاسيس ومتداخلة ، تمتزج فيها مشاعر القوة والضعف والعشق ، تنطلق من ذات الشاعرة ، ترتقي إلى آفق الوجود الإنساني ؛ بكل صراعاته وأحواله؛ ولتتفحص ملامح المواجع , متفاعلة مع مشاعرها وقلبها:
تغويها كلمات
بنكهة الحلوى
وهي !!
في حضرة السّكاكر
طفلة جدّا
تصدّق وعودا
خبزت من شهد
جريحة هي !!
تسأل مراجيح السّلوى
قصيدتها تحملنا الى آفاق شتى من الرؤى والأفكار، لغة تحمل دلالات متنوعة تغوي القارئ بطلب المزيد :
تساير جناحها الموجوع
تهادن كذب الرّيح
تغمز للنّوايا المدسوسة في عطر الجاردينيا
تمازح المعنى حتّى مطلع الشّعر
عالم قصيدتها عالم يغض بجماليات رمزية ذات دلالات خاصة لا يكتنفها الغموض ، يبعث في النفس توقًا إلى التأمل والتفكر، و يدفع للغوص لاستجلاب لؤلؤها المكنون , المتمركز في الاعماق , اعماق البحر واعماق نفسها :
تستعير من الخيال المجنون
منديلا مطرّزا على ذائقتها
يليق بصدق الدّمع الخالص
رمزية تكمن أهميتها الخاصة في قصيدة روضة البوسليمي انها تبعت رعشة جديدة في ايحاء العواطف , الاحياء العاطفي ، الذي تنقل فيه نقلاً مباشرًا لمشاعرها وافكارها عن طريق الدلالة الواضحة, رغم ان الايحاء بالرمز يغني دلالات نصها , لأن فيه اشارة إلى المعنى المراد المطلوب بدلاً من التصريح به:
تبيع الانهزامات للمنايا
تبتاع من الشّمس شروقا
نكاية في سحب الرّزايا
عكست جمال الحب وسحره, فأضحى كأنه العالم بجماله وسحره, وصار رمزًا لحالة العشق ، وحالة من الاتحاد والتماهي بينها وبين العالم , حالة اتحاد لعاشقين :
تغيض قوافل الخسارات
تنتفض انتفاضة شجرة تين
تتخفّف من أوراق الأحزان
الرموز التي استعانت بها روضه بو سليمي ليست غارقة في التعقيد و الغموض، بل هي رموز شفافة يمكن فك شفرتها بالقراءة المتعمقة للمعنى، لا تكلف فيها ولا اصطناع و جاءت انسيابية رقراقة بين سطور قصيدتها التي تعبر فيها عن ذاتها ورؤاها،
من قال إنّ شجر التّين
لا يحسن التّمرّد
وركوب الثّورات ؟!
فالشاعر حين يعبر عن ذاته ، انما يتمثل شخصيته التي.يعبر عنها بالشعر .
تعرض فاكهتها للطّير
ليغنّيَ ...
وترقص الأمنيات ...
كنّخلة شّامخة تُعطي بلا حدود،لغة الإيحاء عندها , جناحًا ناعمًا لفراشات، تحمل معها آفاقا واسعة من الصور والتصورات ، ودلالات متنوعة تحوي عالما خفيا مليئا بالصخب والغموض.
قصيدة أضاءت طريقها نحو حياة تقتنص منها بعضاً من لحظات ، تغلي في داخلها تكشف وتكتشف فيها عن مدى الجوى , و الحب للشعر والإبداع، تمنح الحرية لنفسها، و هذا سر اختيارها لهذا الطريق .
لا تتظاهر بالأشياء التي تعبر عنها ، بل تعبر عنها و تمضي معها وقتاً جميلاً يجعل من علاقتها مع ( من تحب) , علاقة حب وشوق، فلا تتجاوز التفاصيل التي تمنحها رائحة خاصة مميزة , تجعل من إهتمام الحبيب بها ذي مغزى حقيقي باق، وكأنها تشرب القهوة معه , او نائمة بحلمها في حلمه، فالتوق حقيقة من الحقائق التي تتحدث بهدوء ولطف عن تلك الطقوس التي يحتاجها كي تكون الحالة طافية بالأحاسيس التي يحتاجها كل مبدع مع مثل هذه التداعيات التي تتشكل كغيوم صيف تمطر مطرا عذباً على فضاءاتها، حيث تبدأ انفعالاتها بالتدفق وكأنها خمرا تسكر روح القارئ و روح الفضاءات التي تصنعها وتنثر فيها ازهارها ، فينتشي كلاهما حين ينبلج المشهد يفيض تماماً ويتدفق من جمال شعرها ومعزوفاتها.

سأطرق الأبواب باباً بابا .. بقلم الكاتبة نادية التومي

 سأطرق الأبواب باباً بابا ..

سأبحث في كل العناوين ..
علني أجد الجوابَ
وأسترق السمع لأسمع صوت اليقين
وأرفع الحجاب عن تلك الأكاذيب
كلها تراهاتٌ ...
من بقايا زمن غابر
و وسوسة الشياطين
التي تلبس القناع ..
وتخفي وراءها صندوقاً من الأسرار
كلما بُحت لك بمشاعري ..
تردّين بإحساس واهم
وحبٍّ كاذب
تبتسمين في وجهي كل حين .. وﻻ أعرف أنك تتغيرين ...
مثل أثواب الثعابين
ولكن مهما فعلتِ ..
سأبقى وفياً لك مهما طال الزمان
فأنا للوصال أتوق ..
ولا أطيق الفراق ..
سأترككِ للأيام ..
عل قلبك يحن ..
ويرجع كما كان
ويقرّب تلك المسافات
فوالله إن قلبي لملتاعٌ ..
ومشتاقُ ..
وهائمٌ بك من أول لقاء
وزيّن لك الطريق لتمرّي ...
وتدخلي قلبي بدون عناء
فاتركي الكبرياء .. وعودي
كسالف الزمان ..
و تعشقيني بدون ازدراء
وعدتني أنك لن تتركي يدي
ولن ترحلي بدون وداع أو سلام
فوعدك كان أن نبقى على وصال
وانه لا مكان للخصام
فرحيلك تركني في الفراغ
و روحي أصابها الحطام
فلماذا وعدتني بالوفاء
وبناء بيوت من نسج الأحلام
فكل شيء كان سرابا
والحقيقة ...
انك كنت قصةً في الخيال
عبثت بمشاعري ..
ووعودك الكاذبة كانت
كالأفلام
كرهت الوعود ..
والضحك على الذقون
فوعدك لي كان كنثرِ الرماد
على العيون
وقلبي استهانت به بائعة الوعود
وتلاعبت به وتركته في شجون
فتباً لوعد ولد مبتورا
لم يعرف النورَ ..
بل كان كله ظلاما
ومن البدء كان موؤودا ...
بقلم نادية التومي
Peut être une image de ‎1 personne et ‎texte qui dit ’‎سأطرق الأبواب باباً بابا سأبحث في كل العناوين علني أجد الجواب สG بقلم نادية التومي‎’‎‎

شوفتك في احلامي كلمات الشاعر / هاني غريب

 شوفتك في احلامي


حطيت صورتك بين جفوني
وغمضت عليها
شوفت احلام جميله
قلبي الضعيف
صعب يحكيلك عليها
خدتك في حضني
وبين ضلوعي قولت اخبيها
لمست عيوني الحنين
وبشوق دوبت انا فيها
ويوم ما اكون في حضنك
هحكيلك كل تفصيله
كنت مخبيها
وحلمت كمان
احلام جنان
كنتي انتي اميره فيها
وانا كنت اميرك
مديلي ايدك
اخدك واطير لدنيا تانيه
مايكونش غيرنا فيها
وكل يوم اغمض جفوني
على صورتك
الاقيكي مشركاني حلمي
وافتح عيوني
اشوف ملامحك
الشوق يقوم قاتلني
ادوب من تاني
ولما الشوق يكبر في قلبي
اجري لسريري واغمض عيوني
علشان المس ايديها
اشوفها قمر احمرت خدوده
وغارت السما من لون عنيها
كلماتي / هاني غريب
Peut être une image de texte

خلاص ما ينفعش بقلم الشاعر هاني غريب

 خلاص ما ينفعش


اللي باع وضحى بحبي
وكتب بأديه الفراق
واللي متخيل اني بعده
هيكون مصيري الأنتهاء
حتى لو في ايديه الدوا
وقلبي ساكنه الداء
بكره يدور جوه نفسه
للحظة كان فيها اشتياق
ينسى انه يلقى حد زيي
وبكره يضيق بيه الخناق
واللي يستنى الأماني
من قلب يوم انكسر
زي اللي مستني الطرح
من نخله في الأصل دكر
فاكر ان بمزاجه يحبني
حبه
وحبه تاني ينوي الفراق
ماخلاص فات الأوان
بكره يفهم انه الخسران
وان رجع في يوم ندمان
وباين في عيونه الدموع
ينسى اني في يوم ارجعله
لو قادلي كل صوابعه شموع
هسكت واديلو ضهري
هو ده خلاصة الموضوع
والقلب اللي يفكر يبعني
عمري ما فيوم اشتريه
والقلب اللي كان شايله
جواه حب وحنين
راح من خيالي حتى وصفه
و كل تفصيله كانت ليه
واللي ضحى في يوم بحبي
واتسبب في جرح قلبي
مايستاهلش ابقى معاه
دا قلبي وعدني ينسى اسمه
وكل ذكرى كت وياه
خلاص
مش فارق
مش هلومك
انت اختيارك تفارق
وانا قلبي ما بيخسرش
ضيعته من بين ايديك
واللي بيضيع مابيرجعش
هاني غريب
Aucune description de photo disponible.

'لوجهها في وجهها' بقلم الأديب المختار المختاري 'الزاراتي'

 'لوجهها في وجهها'

لوجهها تغريبة ليل شتويّة
لوجهها لون تفاحة الله
وحزن القمر
في خرافات السهر المنسيّة
ولها رقص لهيب النّار
على أوتار الحمّى الصّاعدة
من رخام
أصنام شوارع البغي الحداثيّة
لوجهها
في وجهها أغنيّة
وألف سؤال
عن بيوت الله الوهميّة
وعن أكداس اللّحم
المبعثرة على أرصفة الجوع
وعن أجسام الحقيقة اليتيمة
في قاع القاع هي المرميّة...
لوجهها عزف أصوات
من بعيد تنشد أبيات شاعر
مات في غفلة الأحلام الورديّة
لوجهها مصيدة
من أسرار الحبّ
وفي وجهها خارطة
لشجرة كلّ أنساب الإنسانيّة...
في وجهها كنت مرسوما
ولوجهها عشت مأسوفا عليه
في دفتر غايات الأيّام الغبيّة
لوجهها وقفت ندّا لكلّ إعصار
وما تركت ساحتي
ولا بعت مساحتي
ولا خنت كلماتي المبدئيّة...
وها أراها بين جحيمين
تمشي بثقل ما جنته
من انكسارات حصدتها
ممن حبتهم من الذريّة
وأعيش أنا وحدي
لوحدي
في حزن حبّي
وفي جبّة الصّوفيّة...
في غربتين أمدّ خطاي
وأكتفي بتعرية الكلمات
عساها تلثم جراح التراب
وطين البدايات التاريخيّة
ويعود لوجهها بريق الأمس
يعود في وجهها ما كان
من براءة الحبّ
في ليل يبحر في بحر
بلا زيف أهواء الرّياح الخريفيّة
ويعود لنظارتها روح
عارية في محراب الرّقص
على أنغام ناي الليل
ذات قمريّة صيفيّة
لوجهها تغريبة ليل شتويّة
لوجهها لون تفاحة الله
وحزن القمر
في خرافات السهر المنسيّة
08/06/2023
المختار المختاري 'الزاراتي'
Peut être une image de 1 personne, barbe, sourire et lunettes

Toutes les réactions 

كفانا خصاما ~~ بقلم الكاتب فيصل غانمي

 ~~  كفانا خصاما ~~

دعينا من اللّوم و العتاب
ولنهجر الشّتم و السّباب
فالأيّام بنا تجري
و سريعا يمرّ قطار الشّباب
يدوس بلا رحمة
على صحّتنا و الأصحاب
و يبقى مجرّد ذكرى في وجداننا
أو مجرّد سطور في كتاب
دعينا ننعم بلحظاتنا
فما الأمل سوى وهم و سراب
       *******
تعالي... بلا تعنّت و بلا عناد
الليل بلا قمر يكسوه السّواد
و النبت الأخضر يذبل بلا سماد
فكيف بك ونحن عباد
      *******
تعالي في ظلام اللّيل نسهر
دعيني أهذي .. أغازلك .. أشعر
ومن رحيق شفتيك أسكر
جمالك مغريّتي  يفتن و يسحر
دعيني ارتمي في حضنك
كي بطول اللّيل لا أشعر
أنا مخمور بجمالك
فكيف لسكران على وصالك يصبر ؟
     بقلمي فيصل غانمي

 

وجه يتبسم بقلم الشاعرة إشراف رمضاني تونس

 وجه يتبسم
غيابك
المنعكس على مرآتي
 
أرضك الممتدة
خلف حدود العشق
لا تنبت إلا شوكا
يمزق عطر شراييني

قلبك يمطر
قبلاتي المبللة
برذاذ الذكرى
تتلظى في جحيم الوداع

كحل القصيدة
من عينيها الباكيتين
يسيل
يلطخ وجه الحنين
إشراف رمضاني
تونس

 

عابر ذكريات ....(( ٢ )) بقلم د. سيرين يوسف

 عابر ذكريات ....(( ٢ ))

أفرِد ذراعيك وأخرج قدميكَ من الماء .
ماأجمل تلك العبارة ؛ على ألا تكون في وضعي حينها وأنا منتصف الماء في قناة ري جارية (( الشقة )) عرضها أربعة امتار وعمقها ثلاثة أمتار ، حين ألقى بي خالي ((علي)) بها بطريقة مرعبة؛ وأنا ابن ست سنوات فقط ؛  لكي يعلمني السباحة كما طلبت منه أمي حينها ؛ بأن يعلمنا أنا واخي الأكبر  رياض ، لما سمعَتهُ عن حالات غرقٍ لأطفال وأشخاصٍ لأنهم لايجيدون السباحة .
لم أكن حينها اجيد الركض مثل أخي الكبير ابن السبع سنوات  الذي هرب من قبضة خالي وولى هاربا بسرعة مذهلة ، فلا خالي ولا أي أحد من الموجودين إستطاع الإمساك به ؛ وحتى لو ركض وراءه سعيد عويطة حينها فلن يستطيع الإمساك به ؛ عداك عن ذلك انه قفز فوق حائط بارتفاع مترٍ وعشرين سنتمتر دون استخدام يديه ، مما أثار غضب خالي ونظر حوله فوجدني أمامه ، فمسك بي من قميصي وقام بإلقائي في القناة المذكورة بطريقة لو اني وقعت بها من تلقاء نفسي متعرضاً للغرق لما كانت بتلك السوء ، مردداً عبارة إفرد ذراعيك واخرج قدميكَ من الماء ، وستتعلم غصباً عنك . الحمد لله لم يستغرق الوقت طويلا فمن غلاوة الروح حركت قدميّ ويديّ واستطعت العوم بشكل أفضل حتى وصلت (( المورد )) وهو مكان منخفض تَرِدُ عليه النسوة للغسيل ، ثم خرجت ، ليمسكَ بي مرة اخرى ويلقيني بالقناة ، ولكن هذه المرة لم أخف وفردت ذراعي وحركت أقدامي وتعلمت السباحة بنفس اليوم .

لم يلبث الأمر طويلا حتى أصبحت سباحا استعراضياً ؛ أجيد القفز والشقلبات الهوائية ثم الغطس في الماء كما هو حال السباحين الكبار الذينَ كنا نشاهدهم على التلفاز ؛ إلى أن آتى ذاك اليوم المشؤوم .
وأنا أقوم بتلك القفزة المشهورة لي وطلباً من الموجودين الذين لم يشاهدوها بعد ، تزحلقت قدمي أثناء الوثب من على إرتفاع أربعة أمتار ، إلا أنني حولت ذاك الخطأ إلى شقلبة عكسية؛  ولكن بدلاً من أن أسقط في الماء سقطتُ على صدري وعلى جانب الطريق ؛ كم كان هذا مؤلم  جداً ؛ والأكثر إيلاماً أننا لم نكن نملك ثمن العلاج الذي دام عدة شهور ،  وأبي من طبيب لطبيب ومن مشفى لمشفى آخر ؛ فكم بكت عليّ عيون حينها ، وطلبوا لي الدعاء بأن أبقى حياً . ليأذن لي الباري بالشفاء بعد حين .
عُدت للسباحة مجدداً ؛ ولكن هذه المرة دون استعراض .

د. سيرين يوسف 



قراءة في ق ق ج "كاتم صوت" للكاتب إبراهيم الدرغوثي دهشة في رشاقة البلاغة  وانسجام العنوان مع القفلة بقلم الناقدة سهيلة حماد

 قراءة في ق ق ج "كاتم صوت" للكاتب إبراهيم الدرغوثي دهشة في رشاقة البلاغة  وانسجام العنوان مع القفلة
النص
حين سألها القاضي لماذا تلحّ في طلب الطّلاق؟
ردّت: زوجي كاتم صوت!!!

القراءة:
عنوان مثير انسجم مع القفلة تاركا في ذهن المتلقّي زوبعة...

ققج ذات إيقاع مكتوم. مكثفة. اختزلت حياة زوجيّة في بعض الكلمات دون أن تتلف الحكائيّة، فاسحة المجال للقارئ كي يتأمّل في نسق العبارة، وفي سياقها التّاريخي ليتساءل، ليقارب ويقارن حقيقة ما رُفع من شعارات في حقّ المرأة في الحياة باعتبارها نصف المجتمع، وما نالته فعلا في الواقع. فهل نالت المرأة حقّا نصيبها من المساواة والعدل في البيت والمجتمع والإدارة؟ هل المرأة حرّة في التّعبير عن رأيها دون قيود؟ أم مازالت تنتظر الإذن محكومة، ملجمة، واقعة تحت مطرقة العرف وسندان التّقاليد؟
هو نصّ يطلق العنان لثورة على ما بقي من رواسب القهر والغطرسة الموروثة الّتي أعاد ترسيخها للأسف مسلسل بين القصرين في أواخر الثمانينيّات للكاتب المصريّ نجيب محفوظ، من خلال شخص سي السّيّد المفرد الجمع وما تلاه من مسلسلات كالشّيخ متولي وغيره، الّتي تشرّع لتعدّد الزّواجات بطريقة غير مباشرة إذ تخاطب اللّاوعي. ثقافة خدمتها سياسات وقوى رجعيّة معادية للمرأة وللأسرة. هي دعوة للثّورة والقطع مع الصّمت مُسقطة اللّثام عن ازدواجيّة في التّعامل مع المرأة في الواقع في مجتمع عربيّ باعتبار أنّ الكاتب عربيّ تونسيّ، وما النّصّ إلّا مرآة لمجتمعه.
قصّة قصيرة جدّا تعالج موضوعا اِجتماعيّا، حقّقت الدّهشة من لحظة خاطفة. اِنبنت على المفارقة والحضور والغياب وكذلك على التّشبيه البليغ أسّسه مقول القول المتمثّل في سؤال ورد (سألها، ردّت)، جمع بين المباشر في السّؤال: "حين سألها القاضي لماذا تلحّ في طلب الطّلاق؟" والبلاغة في الجواب تتجلّى في تشبيه الزّوج بمسدس كاتم الصّوت هذا الزّوج الحاضر الغائب باستبداده ونرجسيّته.
"زوجي كاتم صوت!"
 نّصّ اِستوفى عناصر القصّة القصيرة جدّا. لم يحدّد الزّمان ولم يذكر اسم الـ "هي" المشار إليها في الضّمير المتّصل (سأل(ها)) لتكون أكثر شموليّة وكونيّة ذلك أنّ المرأة المعنّفة أو المرأة مكتومة الصّوت مسلوبة الحقّ، صداها في المحاكم موثّقة قضاياها. المرأة الّتي تُقهر قد تقدم على جريمة أفظع. فأبغض الحلال قد يتحوّل إلى أنسب حتّى لا تخرس إلى الأبد. ولكن أليس من الأجدر منحها جرعة نفس من الحرّيّة للتّعبير لتشعر بكيانها كذات فاعلة حتّى لا تكسر الأغلال وتعلن العصيان على الكلّ؟..

 


حديقتي. بقلم الأديبة آمنه المحب

 حديقتي.

زرعت حديقتي أزهار
سقيتها، رعيتها أشبعتها
حبًا وماءً وأمطار
نورٌ ودفٌ ونسيم
وأرض خصبة معطاء
فنمتْ وتفتحت وأزهرت
وترعرعت وتطاولت أشجار.
وبدأت تبادلني ما أعطيتها
وأغدقت عليَّ من ثمرها أثمار،
فصارت في ظلالها نزهتي وراحتي
وإذا بأجمل العصافير
تستوطن أغصانها
وتطربني بجمال التغريد
تزقزق وتنشد الأشعار…
هي ذي دنياي حيث
بين أشجارها وأزهارها
سعادتي وكل ما قلبي اختار،
فاحفظها ربي وأبعد عنها الأخطار
واجعل من فيها من الصالحين الأخيار…
آمنه المحب إلى أولادي وأحفادي.

عجيب أمرك..أيها الشعب العظيم..! بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 عجيب أمرك..أيها الشعب العظيم..!

غريب أمر هذا الشعب التونسي لا يكتفي بالخبز بديلا عن الحياة والكرامة.
مدهش أمر هذا الشعب الذي أربك بثورته المجيدة أصقاع العالم..
عظيم هذا الشعب الذي مضى لملاقاة دبابات وعسكر ولا سلاح معه غير جسده وإصراره،فمعنى ذلك أنّ المقدّس فيه قد تجلّى.
أفتح الأنترنات و-أتسكّع-بين مواقعه فأبتسم للتعليقات الساخرة على صفحات-الأصدقاء الفايسبوكيين-على مردود الحكومة وعدم قدرتها على ترتيب-ما بعثرته الفصول-لشعب أنهكه طول الإنتظار و من ثم دعوتهم للإعتصام غدا أو بعد غد..لا يهم..المهم أن لا تتوقّف الإحتجاجات والإعتصامات،وما على الجميع إلا أن يحملوا معهم زجاجات المياه المعدنية وعلم تونس وأحذية مريحة وسندويتشات تكفيهم طوال مدّة الإعتصام..ويستلهموا من أبي القاسم الشابي المعنى الحقيقي للمجد والكرامة..
عجيب أمر هذا الشعب التونسي الذي يرفض أن تنتهي الحياة إكراما للذين تسابقوا للموت إعلاء للحياة..وتمجيدا لها..
هذا الشعب التونسي العظيم يعلم علم اليقين أنّ هناك من عقد العزم على إبادة الحياة وعلى إفسادها وتحويلها إلى جحيم.وهو على يقين أيضا بأنّ-المفسدين في الأرض-يستدرجون الحياة إلى الهاوية.وهاهم جنودنا البواسل ورجال أمننا الأفذاذ يتسابقون إلى الموت لأنهم مؤتمنون على استمرارية الحياة.من هنا تستمدّ المواجهة لديهم عنفها المدوّخ الضاري.
تونس يا مهد الثورات العربية.تونس..يا خضراء..ذات ربيع رحل أوكتافيو باز*.كتب شعرا ثم رحل.
لست أنا القائل بل هذا الشاعر الذي اسمه  أوكتافيو باز هو القائل :”لا يجب علينا أن نترك التماسيح الكبيرة تصنع تاريخ البشرية،إنني لا أستبعد الإنهيار الأمريكي فالتاريخ لا يمكن أن يتحمّل إلى ما لا نهاية هذا الإلتحام الهائل بين الموت والموت.لذلك أدعو دول العالم الثالث إلى العودة إلى الجوهر،وإلى الوقوف وقفة واحدة في مواجهة الجحيم.”
حتما لم يكن أوكتافيو باز يدري أنّ التونسي سيقف في مواجهة الإرهاب والجريمة المنظمة وحيدا.و”سي قيس”يدعو أيضا شعبه إلى الوقوف في وجه الإرهاب بجسارة من لا يهاب الموت..
ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان،بل بذاكرته المنقوشة في المكان.أزمنة متراصة مكثّفة.
هي ذي تونس إذن.زمان تكثّف حتى غدا مكانا وحكايات،أقاصيص وملاحم،سماء تنفتح في وجه الأرض،أرض تتسامى وتتخفّف من ماديتها حتى تصبح كالأثير.ثم يلتقيان.الأرض والسماء يغدوان واحدا.
هي ذي تونس اليوم مجلّلة بالوجع ومخفورة بالبهاء:أمل يرفرف كلما هبّت نسمة من هواء..ثمّة فسحة من أمل ..خطوة بإتجاه الطريق المؤدية،خطوة..خطوتان ومن حقّنا أن نواصل الحلم.
ولتحيا الحياة.

محمد المحسن

*أكتافيو باث (بالإسبانية: Octavio Paz ) (31 مارس 1914 -19 أفريل 1998) شاعر وأديب وسياسي مكسيكي،ولد في مدينة المكسيك،حصل على جائزة نوبل في الأدب لسنة 1990 ليكون بذلك أول شاعر وأديب مكسيكي يفوز بهذه الجائزة.
عرف بمعارضته الشديدة للفاشية،وعمل دبلوماسيًّا لبلاده في عدة دول.تشعب نشاطه في عدة مجالات،فإلى جانب كونه شاعراً،فقد كتب أيضاً العديد من الدراسات النقدية والتاريخية والمقالات السياسية.

 



عَمِيتْ هَلِيفِي" بقلم الشاعر محمود بشير

 "عَمِيتْ هَلِيفِي"
النائب الليكودي
ومشروعه لتقاسم الأقصى

"عَمِيتْ هَلِيفِي"يكشِفُ المستورَا
    "عَمِيتْ هَلِيفِي" يطرَحُ المحظورَا

"عَمِيتْ هَلِيفِي" ليسَ فرْداً طائِشاً
              بلْ جَبْهَةً قامَتْ تعجُّ شُرُورَا

في طبعِهِ ما كانَ إلاّ غاصِباً
     (المسجدَ الأقْصَىٰ) يرَىٰ مَشْطُورَا

نصفاً له نصفاً يؤجَّلُ نهبُهُ
               إنْ رامَ أكثَرَ يستَزِدْ مَسعُورَا

يمضِي ويقضِي ما بهِ إذلالُنَا
          قَضْمُ السّليمِ وأَخْذُهُ ميْسُورَا

إنْ سادَ يُبقِينَا عُراةً نُبْتَلَىٰ
           ذُلَّ المهانةِ و(الأنَا) المكسورَا
     
 لا خَيْرَ فينا إن رضِينَا ذلَّنَا
             إن قد قَبِلْنا موطِناً محْجُورَا

آمالُنا تُفْنَىٰ ويُدْفَنُ حُلمُنا
             ونظلُّ ننْدِبُ حظنا المعْثُورَا

لن نستقِلَّ بأرضِنَا إلاَّ إذَا
                ظلَّ الكفاحُ لِأرضِنَا منذُورَا

في خَوْضِهِ تَهِبُ الحرائرُ فِتْيَةً
                    الكُلُ ينْفِرُ ثائِراً وجَسُورَا

فنَخُطُّ في لطْمِ العدُوِّ صحائِفاً
                فيها نسَفِّهُ فِعْلَهُ المعْثُورا

فيهَا نُقدِّمُ للوَرَىٰ ثُوَّارَنا
            فيها نُمَجِّدُ شعبَنَا المنصورَا

محمود بشير