الجمعة، 9 يونيو 2023

قراءة بقلم الكاتب محي الدين محمد طريفي - في نصّ الشاعرة روضة بوسليمي (( غواية ))

 قراءة بقلم الكاتب محي الدين محمد طريفي -

في نصّ الشاعرة روضة بوسليمي (( غواية ))
**روضة بو سليمي فيض من ابداع ساحر فاق الروووعة بأسلوب جميل وسلس نابع من وحي الذات والوجدان والمشاعر الدافئة التي عبرت فيها بهذا القصيد الفلسفي الوجداني والتي تمثلت به صور إنسانية كثيرة باستعارة جميلة وساحرة للبيان دام نبض قلبك وعطر حروفك شاعرتنا الرقيقة الحس والإحساس لك تتعطر القوافي والسطور والمعاني والطيور اعزك الله واسعدك سلمت وغنمت وسلم عطر البنان والبيان لحضرتك كل السمو والرفعة وعبق الياسمين والورد حييت مساء"واوقاتا".
♧♧ القراءة الثانية
للأستاذ # رائف الريماويRaif Rimawy لذات النّصّ(( غواية ))
روضة بو سليمي ,جماليات عكست فيها ذاتها, و امتزجت بروحها في حالة شعورية فريدة .
عمان –خاص- كتب رائف الريماوي
رؤى وتأملات عميقة في النفس الإنسانية وما تحمله من أحاسيس ومتداخلة ، تمتزج فيها مشاعر القوة والضعف والعشق ، تنطلق من ذات الشاعرة ، ترتقي إلى آفق الوجود الإنساني ؛ بكل صراعاته وأحواله؛ ولتتفحص ملامح المواجع , متفاعلة مع مشاعرها وقلبها:
تغويها كلمات
بنكهة الحلوى
وهي !!
في حضرة السّكاكر
طفلة جدّا
تصدّق وعودا
خبزت من شهد
جريحة هي !!
تسأل مراجيح السّلوى
قصيدتها تحملنا الى آفاق شتى من الرؤى والأفكار، لغة تحمل دلالات متنوعة تغوي القارئ بطلب المزيد :
تساير جناحها الموجوع
تهادن كذب الرّيح
تغمز للنّوايا المدسوسة في عطر الجاردينيا
تمازح المعنى حتّى مطلع الشّعر
عالم قصيدتها عالم يغض بجماليات رمزية ذات دلالات خاصة لا يكتنفها الغموض ، يبعث في النفس توقًا إلى التأمل والتفكر، و يدفع للغوص لاستجلاب لؤلؤها المكنون , المتمركز في الاعماق , اعماق البحر واعماق نفسها :
تستعير من الخيال المجنون
منديلا مطرّزا على ذائقتها
يليق بصدق الدّمع الخالص
رمزية تكمن أهميتها الخاصة في قصيدة روضة البوسليمي انها تبعت رعشة جديدة في ايحاء العواطف , الاحياء العاطفي ، الذي تنقل فيه نقلاً مباشرًا لمشاعرها وافكارها عن طريق الدلالة الواضحة, رغم ان الايحاء بالرمز يغني دلالات نصها , لأن فيه اشارة إلى المعنى المراد المطلوب بدلاً من التصريح به:
تبيع الانهزامات للمنايا
تبتاع من الشّمس شروقا
نكاية في سحب الرّزايا
عكست جمال الحب وسحره, فأضحى كأنه العالم بجماله وسحره, وصار رمزًا لحالة العشق ، وحالة من الاتحاد والتماهي بينها وبين العالم , حالة اتحاد لعاشقين :
تغيض قوافل الخسارات
تنتفض انتفاضة شجرة تين
تتخفّف من أوراق الأحزان
الرموز التي استعانت بها روضه بو سليمي ليست غارقة في التعقيد و الغموض، بل هي رموز شفافة يمكن فك شفرتها بالقراءة المتعمقة للمعنى، لا تكلف فيها ولا اصطناع و جاءت انسيابية رقراقة بين سطور قصيدتها التي تعبر فيها عن ذاتها ورؤاها،
من قال إنّ شجر التّين
لا يحسن التّمرّد
وركوب الثّورات ؟!
فالشاعر حين يعبر عن ذاته ، انما يتمثل شخصيته التي.يعبر عنها بالشعر .
تعرض فاكهتها للطّير
ليغنّيَ ...
وترقص الأمنيات ...
كنّخلة شّامخة تُعطي بلا حدود،لغة الإيحاء عندها , جناحًا ناعمًا لفراشات، تحمل معها آفاقا واسعة من الصور والتصورات ، ودلالات متنوعة تحوي عالما خفيا مليئا بالصخب والغموض.
قصيدة أضاءت طريقها نحو حياة تقتنص منها بعضاً من لحظات ، تغلي في داخلها تكشف وتكتشف فيها عن مدى الجوى , و الحب للشعر والإبداع، تمنح الحرية لنفسها، و هذا سر اختيارها لهذا الطريق .
لا تتظاهر بالأشياء التي تعبر عنها ، بل تعبر عنها و تمضي معها وقتاً جميلاً يجعل من علاقتها مع ( من تحب) , علاقة حب وشوق، فلا تتجاوز التفاصيل التي تمنحها رائحة خاصة مميزة , تجعل من إهتمام الحبيب بها ذي مغزى حقيقي باق، وكأنها تشرب القهوة معه , او نائمة بحلمها في حلمه، فالتوق حقيقة من الحقائق التي تتحدث بهدوء ولطف عن تلك الطقوس التي يحتاجها كي تكون الحالة طافية بالأحاسيس التي يحتاجها كل مبدع مع مثل هذه التداعيات التي تتشكل كغيوم صيف تمطر مطرا عذباً على فضاءاتها، حيث تبدأ انفعالاتها بالتدفق وكأنها خمرا تسكر روح القارئ و روح الفضاءات التي تصنعها وتنثر فيها ازهارها ، فينتشي كلاهما حين ينبلج المشهد يفيض تماماً ويتدفق من جمال شعرها ومعزوفاتها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق