على أعمدة الدخان
نصنع شبح انتصار
ونقول لأنفسنا:
لا يهم من مات
ولا يهم من بقي حيا
ولا يهم ما فات
ولا يهم ما هو آت
ولا يهم إن انتحر الشجر
ولا يهم إن زم المطر
ولا يهم إن كفروا بالقدر
ولا يهم إن سرق منا العمر
ما يهم
أن الحرائق اندلعت
وأن الوجوه انسلخت
وأن الآثار انطمست
وأن الأصوات انكتمت
وأن الأماني انكمشت
وأن السيوف في القلوب انغرست
ما يهم
أنكم لازلتم
كما أنتم
بلا أخلاق
تنافقون في العناق
تخونون مل اتفاق
بلا ضمائر تتقنون فن الإملاق
لا يضيركم طمس الحياة لتحيوا
يطربكم لون الهزيمة
تتاجرون بسين المستقبل
وانتم تحرقون المستقبل
ما يهم
أننا ضحاياكم
ولن نسامحكم ما حيينا
لانكم كالضباع تقتاتون على الجيف
عمي تحملون ما ثقل وما خف
تسبحون في بحر بكى حتى جف
ما بهم
أننا سننهض كالعنقاء
وسنخصب شح السماء
وسننشد أغاني المساء
وسنطفئ حرائقكم بزلال الماء
ما يهم
أننا لازلنا هنا
رغما عنكم
ورغم العناء
الأستاذ:عبد الستار الخديمي
رجوتك يا نسمة مسائي
وسر دوائي
وعالمة بدائي
وبوحي كل مساء
بما لا أقدر على إفشاء
أسراره لغيره منذ استوطن قلبي
و أسر منه الوتين
وأعلن حبه المتين
الذي رأيته عين اليقين
في عينيه الذابلتين
و بالحب مفصحتين
لقد أقسمت له اليمين
على البقاء على العهد و الحنين
له على طول السنين
و لمن حولي و لكن الأمين
لا يلتفت شمالا ويمين
بل يجازي لمسات الوفاء بروتين
الإحسان في كل حين
رجوتك يا نسمة الأصيل
أن تبلغي من سبب لي العويل
بتعب قلبي العليل
وأوضاع جسمي الذليل
وأملي العظيم الجليل
في الصلح القريب الجميل
وأشعل بيننا فتيل
نيران الهجر سليل
الغدر ولم يعجل بالبديل
اللهم يسر لنا كل يسر
ليس بعده أي عسر
و حنن قلوب العشاق من البشر
وجنبهم الخيانة والهجر
الى يوم الحشر آمين
يا كريييم يا رب العالمين
ببركة سيد المرسلين
رفيقة بن زينب *** تونس الخضراء
لكم إشتقت لطفولة قضيتها
هناك في بهجة الأرياف
كنت نبت مثلما الزرع ينبت
بين ظلال السرو و الصفصاف
بين عيون الماء تذرف دمعها
لججا من الرضاب الصافي
و حكيت للشمس حكاية طفلة
و حكتلي شمسي عن الخطاف
عن وشوشات النحل عند الظهيرة
عن المراعي حيث تلهو خرافي
كنت هناك و معي أنوف تشمخ
و أنامل تهدي الرغيف الحافي
و على الشفاه الضاحكات تفتح
ورد القناعة و نخوة الأشراف
كنت هناك و الرفاق و صبرهم
و حمائم حطت على الأكناف
و صهيل ريح يستريح على الربى
طيفا يطوف بتلكم الأطياف
أين توارى العمر أين أحبة
مرسومة أسماؤهم على الصفصاف ؟
مرسومة خطواتهم
تتموسق ضحكاتهم
ما محت الأيام روعة الأوصاف
يا أيها الماضون نحوي بسمة
على شفاه السنديان الغافي
أشتاق إلى همساتكم تزرعني
صفصافة في غابة الصفصاف
سعيدة شبّاح
