الاثنين، 9 مايو 2022

مشروع بقلم الكاتب على حزين

 قصيدة ..

مشروع
بقلم / على حزين
في زمن اللاوعي
أحضر قلماً , أحضر دفتراً
أحضر لغةً مُنحلَّة
أحضر أحباراً , أوراقاً ,
محمولاً , وماكِينة تصوير
أحضر كُتباً, وجهاز حاسوب
أحضر مُمحاةً
واكتب ما شئت من العبارات
واجلس على الشات
بعض الاوقات
*
في زمن اللاوعي
كُن مختلفاً , كُن محترفاً
كُن إنساناً تملك قدرةً على الاقناع
اجعل لك شعاراً برَّاقاً
يأخذ بالقلوب وبالأبصار
" نحن نختلف عن الباقين "
واجعل لك وجهين اثنين
ولسانين , وذمتين , وضميرين
وعميلين يجيدان اللعب على الجنبين
يجيدان النصب , يجيدان الجر,
يجيدان الكسر ,
واللعب على أحلام البسطاء
والضحك على النبلاء
*
في زمن اللاوعي
ركِّب صوراً , اصنع أغلفةً
اشطب , عدل , ارسل , فبرك
لا تنسى بعض البهارات
اكتب بعض العبارات
واصنع لك دعاية قوية براقة
ثم اخلط هذا في ذاك , واكذب ,
اكذب , اكذب , اكذب
حتى يصدقك الناس
*
في زمن اللاوعي
عبر النت , والحاسوب , والواتساب
عبر العالم الأزرق الجذاب
عبر اعلام كذاب
ارسل تصميماتك , انصب شباكك
نظِّر , أطِّر , ضع مبادئ للعبة
تخرج لك , أشكالاً والواناً , الأسماك
ثم اكتب عروضات , تخفيضات ,
تسهيلات , تملأ السلَّات
عبِّئ جيبك بالدولارات
*
في زمن اللاوعي
أحضِر مكتباً فخماً , وجهاز تكييف
وطابوراً من الدعايات
ووجهاً , واجهة ,
ركِّب بعض العبارات
لا تنسى الصور , والأفيشـ هات
واللقطات والهشتكنات , والبشتكنات
والهشتاكات , والأفشخنات
وضع هذا كله في سلة واحدة ...
سلة المهملات
ثم أدخل هذا كله في الخلاط ,
ثم اسحب كرسياً واجلس
فلقد صارت عندك داراً
للهُبل , وللمجانيين ,
واللـ توزيعات
*******************
مساء السبت / 16 / 4 / 20022
على السيد محمد حزين ــ طهطا ــ سوهاج ــ مصر
Peut être une image de 1 personne

نفس عميق.. بقلم الشاعرة لمياء السبلاوي

 نفس عميق..

يريح القلب
اسمه .. هو
قصر كبير..
وفراش مريح..
لكن الوسادة خالية
وهناك...
في أقاصي البلاد..
كوخ على ضفاف
بحر النور....
ووسادة نبت فوقها الياسمين..
ينام عليها قلب أمي..
زهرة برية ..
عذراء ..
قطفتها يد غريبة
فباتت على الرصيف..
هل نعاتبها..
أم ننفيها..
أم نسجد امام
نزيف مآقيها..
وتلك هي الانسانية
ملخص السيرة النبوية..
علمونا أن الشمس
تشرق من الشرق..
فما بال شمسي
تشرق حيث ما كان..
سيد قومه؟..
طلع القمر..
غاب القمر..
لا تعتمدي عليه
في إنارة طريقك
وكأن كلّ الخيانات
كانت ذكر..
اعتمدي على نور
لا يغيب..
هل تراك فهمتِ الرسالة؟
كلمات باهتة..
صفق لها جمهور الحضور..
هل كان كرما منه..
أم انها الرداءة..
أم لأن من صفقوا
لم يولدوا شعراء..
بل تعلموا كيف يكونون..
من كتب سبويه؟..
اذا تكبّرت الاقلام..
وفقدت احساسها
بالاخر..
سقط أصحابها
من على عرش الربيع..
ومن عيون الانبياء..
قلبي ملكي وحدي
أسكنته فارسا..
فسرق العقد..
وحوّل الملكية له..
لست أبالي
فأنا أملك عقد ملكية
أحلامه .. حتى
لا يرى وجها غيري
فلاح يزرع شجرة
يرسم الحياة
على ورقة زيتون..
لتولد حبة مباركة..
يبيعها الوسيط للاثرياء..
ويكتفي الفقراء
برسمها...
على شفاه جائعة....
طالب فاشل..
طالب ناجح..
كلاهما سيعتصمان
من أجل مورد رزق...
قد يصمدان..
وقد يسقطان في فخ
تاجر مخدرات..
فالفقر كافر....
حرية بيضاء..
انجبت حرية
صفراء.. وحمراء
وخضراء.. وزرقاء...
وتلاقحت الالوان..
فلم نعد نرى
غير حرية سوداء
وهذا ما جناه علينا..
الجاهلون ..
ولم نجني على أحد..
توقف أيها القلم..
ما بالك تائه
بين شطحات القدر..
إثبت..
لا يهمك تقلب البشر..
حدثهم عن معادن
الفضة والذهب..
لكن لا تنسى
ان الماس أصله فحم..
فلا تتأثر ببريق أحد..
خربشات قبل الصيام... وربما صيام قبل الغياب.. لا أحد يملك أمره...
بقلمي لمياء السبلاوي
Peut être une image de arbre et plein air

الأحد، 8 مايو 2022

على عرشِ مصر بقلم الشاعرة رفا الأشعل

 على عرشِ مصر

ترى كان لي من قديم وجودٌ
وعشت بعهدٍ لفرعون ناءِ
فكم تعتريني كذكرى كوهمٍ
كحلمٍ جميلٍ يضيء مسائي
قصورٌ على ضفّة النّيل كانت
تروق بفيض الضّيا والبهاءِ
فهل قد سبتني لمصر ربوعٌ
وعشت بها في سنا وسناءِ
وهلْ كان يوما على النّيل قصري
أكان لتلك العهود انتمائي
وهل قد فتنت بحبّ حياة
على النّيل تشدو بعذب الغناء
وهل كنت يوما أميرة قومي
ترعرعت في نعمة الأمراء
أكنت جلست إلى النّيل أرنو
أناجي نجوما أضاءت سمائي
أما كنت في مصر أحكم يوما
أتيه .. أجرّ ذيول ردائي
أكنت على عرش مصر زمانا
أكان بوادِي الملوك انتهائي
حضارة قومي تسامت وكانت
كرمز الخلود كفيض الضّياءِ
كشمسٍ أضاءت لمصر ربوعا
ومجدٌ علا سرمديّ البقاءِ
وأطلال صامدة لعصورٍ
تباهت تحدّت أيادي الفناءِ
تحدّثنا عن زمانٍ عهيدٍ
وتاريخ قومٍ من العظماءِ
أيا مصر قد ألهمتني حروفي
طلولٌ تطول عنانَ السّماء
بقلمي / رفا الأشعل
على المتقارب

عيد بلا انا بقلم الشاعرة سلوى بن حدو. المغرب.

 عيد بلا انا

عدت يا عيد والوصل مفقود
في دروب غربتي الدمع سكيب
ولدت على صراخ مقصود
من بطن أمي مقتت الرحيل
تنزهت بين ربيعه والفصول
لأولد على أنقاض الخريف
في أرض كنود كهدهد مكسور
نبض شوقي مسجور وقيد
يلتهم الفقد فرحة المكروب
شمسه لضى قلب يجيش
يقرأ الرسائل المهترئة وينوح
يحتسي الخذلان من وعاء كليم
رحماك ربي !
أعدني لبطن امي الحنون
أتهزج في أحشائها أهزوجة العيد
بقلمي سلوى بن حدو. المغرب.
Peut être une image de 2 personnes, personnes assises, personnes debout et foulard

~ للمدائن كبوات ~ بقلم الشاعرة (( روضة بوسليمي ))

 ~ للمدائن كبوات ~

في مدينتي التي لطالما أطعمت
جياع العالم
أموت فيها ولا أحيا
أتسوّل في كلّ سَحر شربة ماء
ورغيفا من دقيق الكلمات ...
في مدينتي اللّاهثة خلف بوصلة
الباكية على أنقاض محرابها
يرتع زمرة من الأفّاقين
وأبناء عصاة قصموا ظهرها
في مدينة يأكل الباطل الحقَّ فيها
تُغتال أحاديث الأرواح النّقيّة
والمرايا
وتستشهد مواسم أفراحها
في المدائن التي لا تكون فيها الأقلام
حرّاس بوّابات الورع
ولا تسقي القصائد زائريها
خمرة
تخلو عيون أهلها من كلّ وميض بارق
وتنعقل الألسن من فرط الذّهول
حسرة
لذلك ؛
سألعن من سمّم السّنابل مرّة
وسألعن من جَرفَ الوادي
ألف مرّة
في مدينتي التي لطالما
اغاثت مدائن الكآبة
بقوافل الياسمين
تحاصرني الأشواك
وتكبّل القيود الأيادي الحرّة
يا مدينة عطشتُها وآشتقتها
عليك سلام المرابطين على عتبات الوجع
المشيّدين حصون الإباء
النّاقشين تراتيل الصّامدين على جدرانها
ولأن للأحلام البيض حقّ الحياة
غنّي موالا
ولوّحي للنّوارس
براياتك البيضاء
ولا تقولي :
- لقد تلعثم في حناجري التّعبير
يا مدينة سئمت الوعث
ولعنت أرباب العبث ...
ّ -------------- (( روضة بوسليمي ))
Peut être une image de 1 personne

إلى النّور بقلم الأديبة ... جميلة بلطي عطوي

 ............. إلى النّور ............

لملمت شتات حزنها وجلست في الزاوية المعهودة ، زاوية الصّمت تحط فيها الرّحال كل مساء لتصبّ آلام يومها في دنان الصّبر المعتّق ثم تسترخي باحثة عن عالم مغاير يسقي روحها المتعبة بعض الدفء والر,ّواء لكنّ اللّيل هذه المرّة واجهها مقطّب العتمة وقد شمّر عن سواعد الأرق تحاصر فسحتها اليوميّة . تسلّل السّهاد إلى عقلها ، نبش في الأركان التي حاولت أن تسكت أصواتها منذ اقتنعت أن لا سبيل إلى تغيير المقدّر .بدات المشاكسة عراكا على ضفاف جفنيها إذ كلّما حاول النّوم ان يتسلل إليها تلقته نصال ونصال.
جلست في فراشها البارد دون ان تشعل النّور . سعت إلى الاستعانة بالاستغفار والأذكار لكنّ الفكر بدا عنيدا ، إنّه يقطع عليها المحاولة بغياب التّركيز بل تمادى فرسم على صفحة السّواد أوجاعا خالت انها هضمتها مع الزّمن .
ها هي ترى المشهد من جديد : بيتها المتداعي والنّيران تحاصره من كل حدب وصوب . إنها تسمع صراخ ابنيها بل تحسّهما وهي تحاول ان تفتكّهما من ألسنة اللّهب . ثم ماذا جدّ بعد ذلك ؟ هي لا تعلم لأنّها فقدت الوعي بعد الشعور باختناق رهيب .كلّ ما تذكره انها استفاقت صارخة رامي ، هنيدة أين انتما ، أين ذهبتما فكان الردّ من ملائكة رحمة
- اهدئي سيّدتي ، حاولي ان تساعدينا على إنقاذك
اهدئي أرجوك
ازداد صراخها
- عن اي هدوء تتحدّثين ؟ أريد ابنيّ ، أين هما ؟ هل هما بخير ، أرجوك أخبريني بصدق هل هما بخير؟
وازدادت الحالة تشنّجا لكنّ الممرّّضة لم تجبها ولم تشف غليلها ، كلّ ما فعلته انّها حقنتها إبرة أغرقتها في سبات عميق .
ظلّت على تلك الحال فترة من الزّمن والجميع في المشفى يحاولون مساعدتها لكنّ الصّدمة كانت شديدة إذ علمت ان ابنيها ماتا في الهجوم الذي كان يستهدف زوجها المناضل ، ذلك الزوج الذي استشهد في موقع آخر وهو ينجز عملا بطوليّا .
لقد مرّت الأعوام والسّنوات على تلك الحادثة لكنّها في كلّ مرة تعيشها وكأنها اللّحظة . وها هي الذّكرى التي كانت طوال الوقت مخزّنة في اللّاوعي تطفح من جديد على صفحة الذّاكرة ، بل ها هو اللّيل يسخر منها ويخرج لسانه ليعلمها انّها ستظلّ طوال عمرها حبيسة زاوية الصّمت ، أسيرة العتمة، ثكلى لا بعرف النّور إلبها سبيلا. إنهاتشعر بمرارة وأيّ مرارة . الفقد مؤلم فما بالك إذا كان ظلما وعدوانا ، ما بالك إذا سقطت فيه ارواح بريئة دون ذنب، وظلّت الأفكار تتصارع في باطنها . سالت على خدّيها دموع ساخنة فأحسّت ان الصّقيع بدأ يتحلّل تماما كما يحدث للأرض عندما تتسرّب إليها أشعّة الشّمس الدّافئة فتتشرّب اكوام الثّلج ، ترتوي متها العروق وتستعدّ للانبعاث . خامرها إحساس غريب ثمّ
مدّت سبّابتها متوعّدة . نفضت شلّال الألم النازف ولوّحت بكلتا يديها في وجه اللّيل .
- لا تسخر ايّها الأبكم الجاثي على صدري ، لقد حان وقت خلعك ولن اتركك تحتويني من جديد.
لقد قرّرت ان تصنع لنفسها معبرا إلى الضّفة الاخرى ، إلى النور ، إلى الحقّ والحريّة . تحاملت على نفسها متحدّية القوانين المجحفة ، مدّت يدها إلى صندوق عتيق أكلت النّيران جانبا منه .، هو آخر ما تبقى من ركام بيتها ،هي تذكر جيّدا كيف حضنته بعد عودتها من المستشفى . تذكر انّها لم تجد اثرا لأيّ شيء عدا هذا الصّندوق الذي نجا بأعجوبة وكأنّه يريد أن يكون شاهدا على الغدر والعدوان ، وهي قد لاذت به علامة تذكّرها أنّها مازالت على قيد الحياة .ومن يومها وهو الوحيد الذي يؤنس وحشتها القاتلة بل الوحيد الذي يقول إنّ الحياة أقدار مقدّرة لذلك جعلته يشاركها خلوتها اليومية وقد زاده قيمة أن وضعت فيه شالا مزركشا يعود بها إلى زمن البهجة والاطمئنان ، شال اهداه إيّاها زوجها الشّهيد عندما انجبت بكرها رامي ذاك الشّال الذي نجا هو الآخر لأنّها أعارته لإحدى قريباتها قبل الحادثة بيومين .
سحبت الشّال ، رمته على كتفيها وخرجت متحديّة حظر الجولان . ظلّت تسير وهي تردّد
-من اليوم لا عتمة لا سواد ، لا حزن بملأ قلبي ، من اليوم أرفعه شعاري ، أسقط به العجز ، أسقط انكساري ، "إلى النور فالنور عذ.ب جميل" إلى النور فالن .. ولم تكمل اللفظة لانّ يدا خفيّة سحبتها من طريق رصاصة مميتة.
تونس...19 / 4/ 2022
بقلمي ... جميلة بلطي عطوي