الأحد، 9 مايو 2021

الشّيخ جرّاح بقلم أحمد مال

 الشّيخ جرّاح

وهل مطر يقبّل
أرضا عربيّة
بلا سحائب تسوقها
ريّاح شاميّة وعراقيّة
ونجدية وحجازيّة؟
وحين تنبح كلاب
سائبة تفرَق لها
تلك السّحائب
ويتناهى إلى المسامع
عصف ريّاح أُخَر
من أين؟
من أرض الكنانة
ومن تونس
وبلاد المغارب
وتهدأ السّحائب
البيض وترسل زخّات من حاصب
تهرس الرّؤوس والضّلوع
وتجبّ أشواك
العقارب
و تتوقّف الكلاب
عن النّباح
وتتقرّح الجراح
ويسأل بعضها
عن المسارب
وفجأة تُرى أمواج
من الّلاجئين
وشمها مفتاح
وشعارها مفتاح
وفي كلّ يد مفتاح
وتردّد:"ما ضاع حقّ
وراءه مُطالب"
ويُسمع صرير أبواب
المسجد الأقصى
وينادَى :"حيّ على الفلاح"
ويهطل مطر عربي
ويغسل مدنا فلسطينيّة
ما زارها قطْر منذ سبعين
عاما
وما وشوشت على أسقفها
مزارب
وتلفظ القدس بثورا
علقت بها
وتستوي عروسا تنسي
الورِع عدد خرزات
التّسبيح
وتغار منها ذات قدّ ووجه مليح
وتطهّر غزّة سواقيها
ويرنّ صوت عربيّ فصيح
ما عاد رثاء يلهينا
وللقدس و غزّة وحي الشّيخ
نكيل المديح
-
أحمد مال
Peut être une image de une personne ou plus et intérieur

إلى حبيبي في المنفى بقلم غادة عقل

 إلى حبيبي في المنفى

***************
لي حبيب في المنفى
جرمه أنه صلب صوان
رفض الذل والطغيان
واصطاد الأفاعي والعقبان
وصرخ بوجه الغربان
هذه أرضي أرض السلام
إرحل...فبيض النسور لا ترقدعليه الحمام
يا حبيبي في المنفى
تأكد..عندما يتأرجح بك الزمان
ويلقي بك في أي مكان
فاعلم حينها أنك إنسان
يا حبيبي في المنفى
هناك في غرفتك المظلمة المسكونة بالعناكب
وغبار القهر
وستارتك السوداء
أراك..تخاطب قلمك المهموم
واوراقك المضطهدة
وتكتب شعرك المشتعل
بجمر الظلم و نار الوحدة
يا حبيبي في المنفى
اليك حالي بعدك
حرموني منك فقتلوا الفرحة
وأطفأوا القمر
وقرعوا أجراس الموت
واحتسوا كؤوس الدم نخب الجتث
اصبحت ضفائري السوداء
طرقا بيضاء
ووشمي أخفته تجاعيد البكاء
وتفاح خدي أصبح صحراء
وبريق عيني إنطفأ وصار كمغارة ظلماء
وخلخالي تآكل من صدأ الإنتظار والعناء
وانتحرت الأنوثة على يد الجبناء
فاكتشفت أنك وجعي الأبدي
ولأنك وجعي أكره الدواء
يا حبيبي في المنفى
كالبرق مررت في حياتي
فما أيقنت حقيقة ظهورك
إلا بعد سماع الرعد
لكنك ورغم الرحيل
رائحة عطرك ما زالت عالقة في دمائي
تفلترها..كلما عكرها الفراق
يا حبيبي في المنفى
أخبار الوطن لن تسرك
ففي القدس
وأدوا الطفولة على أعتاب المادة
ولست أعلم بأي عقيدة
شرعوا الوأد وحرموا الحياة
وعلى شواطىء غزة
رسمت لك قلبي على الرمال
ومن شدة الشوق اليك كاد ينبض
وقبل أن يصلك نبضي مع الأمواج
أخذته تيارات الدم وألقته على شواطىء اللاإنسانية
يا حبيبي فلتبق في المنفى
لأنك طالما وعدتني بولادة اللقاء
ولكن في فلسطين خذلونا
بلحد الجنين في رحم الخيانة
في فلسطين
لا حبيب ولا زوج ولا إبن ولا وطن
في فلسطين
يولد المرء ليموت
وربما يموت قبل أن يولد
لا تعود من أجلي فأنا مت
يوم نحروا فلسطين
**************
غادة عقل
Peut être une image de 1 personne

سلسلة : " حديث النفس " بقلم إدريس جوهري

 سلسلة : " حديث النفس "

جلست على عرش قلبي أنصت
أستمع للضيف الذي سكن داخلي
" قل إنما أعظكم بواحدة " ..!!
فلا النوم يحلو ولا الأكل والشرب
أنتظر وقت نوم حراس قلعتي
لقد قررت الهجرة لبعض الوقت
لا أدري إلى أين .. ربما ..
" إني ذاهب إلى ربي " ..!!
أو كم ستستغرق هذه الرحلة
دخلت إلى الحمام أخذت دوشا دافئا
نظفت جسمي جيدا و تعطرت
ثم لبست جلباب جدي الذي ورثته عنه
و قميصا أبيضا و جهزت حقيبتي من ملابس
و بعض الكتب و المجلات للمطالعة و التسلية
ثم زادي من أكل وشرب لمشقة السفر
كذا دليل السياحة كي لا أخطأ الوجهة
و لا أنسى عصاي التي أتوكأ عليها
في مشيي " و لي فيها مآرب أخرى " ..!!
قد يعترضوني اللصوص أو قطاع الطرق
حملت أمتعتي تركت زوجتي
و الأولاد و المال و الجاه والسلطان
و خرجت خلسة في آخر الليل
من نفق مظلم تحت القصر
كي لا ينتبه أهلي و الحراس
شعور غريب أجدني خارج
مملكتي عالمي الذي عشت فيه
قرنا من الزمن بين أهلي
و خلاني و أحبابي و خدامي ..!!
الجو غريب جدا في الخارج صقيع
و ثلوج كالسكاكين تنغرس في جسمي
أتردد في خطاي أأكمل مشواري
أم أرجع إلى داري حيث الدفئ و الأمان
ألتفت إلى الوراء .. ألقي فيها
نظرة وداع حازمة أخيرة للسراب
رميت بلحاف العجز و الكسل
و شمرت عن ساعد الجد و العزم
قطعت الفيافي و القفار
و البلدان أطوف أجول
أدور .. أرقص .. أسبح ..!!
شطحات تسبيحات مع النجوم ..
حول المجرات والكواكب
تأملات نظرات تفكرات ..!!
" أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ "
منظم مرتب منضبط محكم الأشكال
و الأحجام و الأوزان و الأوقات ..!!
" لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر
ولا الليل سابق النهار "
انعزلت عن المنظومة الشمسية
وانغمست في بحار الملك .. الملكوت
الحضرات .. الأبعاد اللانهائية ..!!
أستكشف عوالم أخرى ..
" وفي أنفسكم أفلا تبصرون "
فما تركت شرقا أو غربا
ولا شمالا أو جنوبا ..!!
سكنت بأرض فلاة خاوية
نصبت خيمتي وحدي
" بواد غير ذي زرع " ..!!
رغيف خبز هو قوت يومي
ثم صائم ، قائم ، صامت ..
صمت في فراغ .. ثم فراغ في صمت
" آيتك ألا تكلم الناس " ..!!
أبحر في بحار لجية
" ظلمات بعضها فوق بعض "
صائد للخواطر و الفوائد
و النكات البيضاء ، السوداء
تخلية ، وتنحية وإزالة
من شوائب ومعايب
تبعيات مهلكات وشياطين
" فدمرناها تدميرا " ..!!
تتبعها تزكية وتصفية
وتحلية للمكرمات الطيبات
و الأنوار القدسية .. ♡
و التجليات الصمدانية .. ♡
" إنا فتحنا لك فتحا مبينا " .. ♡
" إن هذا لرزقنا ما له من نفاد "..!! ♡
تجرد و تحرر من قيود
و أشباح استعبادية استكبارية
فرعونية شيطانية ترابية ..!!
جمعت حالي و أحوالي و ترحالي
أستحم و أشرب من ماء الحياة
" هذا مغتسل بارد و شراب " ..!!
سبعة أشواط أولاها في البيت العتيق
تلبية لنداء نطق به في أذني
لما خرجت من الرحم ..!!
ثم أسير على قدمي
أدخل كونا ما أعظمه
اجتمعت فيه كل النجوم
و الكواكب و الشهب
و المجرات و الكائنات
" وإنك لعلى خلق عظيم " ..!!
فما من مخلوق إلا به
ملتمس غرفا من البحر
أو رشفا من الديم ..!!
سجود عشقي شوقي إنساني
ل " إذ يقول لصاحبه لا تحزن " ..!!
فسار طيف من أهواه مرشدي
و دليلي فصرت لهم غلاما خادما
أهلا لإكمال مشواري بصحبتهم
زاد حرصي للقرب و اللحاق بهم ..
" كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ
فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ
دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ " ..!!
تفتح أبواب توصد أخرى
درجات ومراتب ومقامات
و منازل لا عد لها ولا حصر ..!!
تحترق بالنيران كي تخترق الحجب
التي تراكمت من ران ومن دنس
لا سبيل للخلاص منها
إلا أن تطهر من كل صدأ
" ليذهب عنكم الرجس " ..!!
جربت مارست علوم
الكيمياء و الخيمياء ..
فصرت في تقلبات عشوائية
لا قرار ولا مقر ولا استقرار لي ..!!
برهان .. قربان ♡
عصيان .. غفران ♡
سكران .. صحيان ♡
ضياع و هدى .. قبض و بسط
ارتقاء و انتكاسة .. وصال و إبعاد
بياض و سواد .. نور و ظلام
بلاء و تمكين .. غيبة و شهود
موت و حياة .. ثم موت و حياة
حلقات زمنية مكانية حلزونية ..
أتقلب فيها طورا بعد طور ♡
حتى اكتمال خلقي نشأتي ♡
و بعثي ثم ميلادي الجديد ♡
تلبية لسر الكون و الناسوت " كُ .. نْ ..
..فَ .. يَ .. كُ .. و .. نُ .. "
@ بقلمي/ إدريس جوهري . " روان بفرنسا "
09/05/21 Jouhari-Driss
Allah – 70 Calligraphy Variations & ZM Creations
Aucune description de photo disponible.


إذا طرفت العيون وأدمعت. بقلم محمد كحلول

 إذا طرفت العيون وأدمعت.

فالقلب بمرارة الألم يعتصرُ.
تشكى العيون من حرقة البين.
والدّمع لما فى القلب يختصرُ.
يبقى القلب الحياة يشتكى .
وإن كان على الفراش يحثضرُ.
حرب القلب مع العقل مستعرة.
ينهزمان ولا أحد منهما منتصرُ.
و ليل إذا أبرقت فيه السّماء.
و سيل تدفق من الدّمع ينهمر.
البلاد أصابها العجز والشلل.
والموت فى كل ركن منتشرُ.
من عاش منكم للرأي متعصّبا..
نادرا ما تراه للغير يعتذرُ .
ضعيف الرّأى هو لا رأيَ له.
بين النّاس حضوره مُختصَرُ.
يا من زهت لك الدنيا فرحا.
لماذا انت للضّعيف تحتقرُ .
ترى النّاس بالفرائض متمسّكة .
أربعة وحجّ لمن هو مقتدرُ
الله فرض على الناس الحج.
كفاية وآجاز زيارة المعتمر .
أفضل النّاس من للخير فاعل.
سند للفقير وللحقوق منتصرُ.
لا عذر يقبل من كل جاهل .
و العاقل من الأخطاء يعتبرُ .
من يجلس فى مجلس ذلّ.
عليه كلّ العار و الذلّ ينهمرُ .
مجالس الذلّ للأشراف مقبرةٌ.
يموت الذّليل ولا يخلّد له ذكر.
محمد كحلول 2021/5/9
Peut être une image de rose et texte


يَا قُبْلَةَ اللَّحْنِ الْجَرِيءِ فِي الْهَوَى بقلم الشاعر والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه..

 يَا قُبْلَةَ اللَّحْنِ الْجَرِيءِ فِي الْهَوَى

الشاعر والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه..شاعر العالم شاعر المائتي معلقة
حَبِيبَتِي لَوْ تُدْرِكِينَ صَبْوَتِي=لَتَلْثُمِينَ طَيْفَهُ إِذَا بَدَا
وَتَغْرِفِينَ مِنْ مَعِينٍ شَهْدَنَا=وَتَحْلُمِينَ بِالْهَنَا إِذَا نَأَى
لَا تَبْعُدِي فِي وَجْنَتَيْكِ رَاحَتِي=أَجْتَثُّ أَحْلَى الشَّهْدِ مِنْ هَذَا اللَّظَى
يَا فُتْنَتِي يَا فِتْنَتِي يَا بَضَّتِي=يَا بُغْيَتِي مِنْ بَيْنِ ذَيَّاكَ الْوَرَى
ظَمْآنُ وَالْأَنْهَارُ تَجْرِي فِي دَمِي=مِنْ حُبِّكِ الْعَذْبِ الْجَمِيلِ مَا ارْتَوَى
يَا قُبْلَةَ اللَّحْنِ الْجَرِيءِ فِي الْهَوَى=يَا بَلْسَمَ الرُّوحِ بِبَحْرٍ قَدْ طَمَا
أَصْغِي إِلَى دَقَّاتِ قَلْبٍ نَاسِكٍ =صَلَّى بِمِحْرَابِ الْهَوَى حَتَّى ارْتَقَى
الشاعر والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه..شاعر العالم شاعر المائتي معلقة


حتى بقوم-النقد-بدوره المتكامل في نحت ملامح المستقبل..والتأسيس لثورة طليعية في مجال الأدب وحقل الفن وميدان الثقافة عموما.. بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 حتى بقوم-النقد-بدوره المتكامل في نحت ملامح المستقبل..والتأسيس لثورة طليعية في مجال الأدب وحقل الفن وميدان الثقافة عموما..

هل تخلى النقد عن النقد وترك المهمة للصحافة،فخطفت هذه الأخيرة خيرة النقّاد وحوّلتهم إلى صحفيين..؟!
وهل غدا النقد الجاد نسخة لما ينشر في الصحف وهذا أمر يثير تحفظات كثيرة،بإعتبار أنّ الصحافة تستجيب لأهواء إثارية عابرة،بما يجعلها تهتم بالشاعر مثلا،دون الشعر،تهتم-بصفة-النجم لا بإشراقات الإبداع،ومن ثم تتجلى على السطح مقومات أخرى لا علاقة موضوعية بينها وبين الشاعر والشعر والقصيدة،وتسطو”النجومية”على ما عداها من قيم الفن والنقد...
ألا يبدو التباين واضحا بين الصحافة والنقد الجاد بحيث تبرز أسماء أخرى وقيم أخرى ومعايير مختلفة،فيصبح المشهور صحفيا في حجمه الحقيقي نقديا،إلا أنّ لا أثر له على الإطلاق بين صفحات النقد الجدير بهذا الإسم،عكس المجهول صحفيا وهو الجدير بأعمق الدراسات النقدية..؟
وإلى أي مدى يمكن للصحافة والحال هذا،أن تؤثّر في إختيار الكتاب أو سماع محاضرة،أو الإشتراك في ندوة؟
وبسؤال مغاير : إلى أي مدى نستطيع القول بأنّ”النجم الأدبي” في الإعلام العربي الراهن،هو نفسه نجم القراءة؟
على أية حال يبقى النقد إختيارا ومسؤولية،وأقصى درجات الإلتزام هي الحرية..
ومهما قيل عن صحافة مجتمع الإستهلاك والإذاعة والتلفزيون فإنّه ليس صحيحا على سبيل المقارنة أنّ هذه”الوسائل” قد أضعفت من موقف”الكتاب”في الغرب،وليس هناك من يقول بهذا الضعف في سوق الكتاب العربي..
ولكن ليس هناك أيضا من يضع يده على أسرار إنحسار أو انكسار جدلية العلاقة بين الإبداع والنقد،أو بين النص الإبداعي والمتقبّل.إلا أنّ البعض من المنابر الثقافية المتقدمة تقوم بدورها لردم هذه الهوّة غير المرئية،كذلك البرامج الأدبية الهادفة بالإذاعات والفضائيات الأمر المضاد تماما لبعض الصفحات”الأدبية” الإستهلاكية التي تستبعد”النقد” كعلم وفكر أصيل بتركيزها عليه كتعليق خبري مطوّل،لا يحتاج إلى نقّاد،بل إلى “محررين” حتى ولو لم يكن ميدانهم الأصلي النقد..
إنّ مواكبة النقد للأدب العربي الحديث في ظل الإنتاج الأدبي الراهن تبدو ضعيفة إن لم تكن معدومة،ولعل لهذه الحالة ما يبررها إذا عرفنا أنّ معظم النقّاد العرب يعملون في الصحافة،كما أنّنا لم نعد في عصر طه حسين والعقاد والمازني ومحمد مندور..
وأخيرا علينا الإعتراف بأنّ البعض من نقادنا يقيم الآن في الخارج والبعض الآخر من الذين هنا-داخل المنطقة العربية-اختطفتهم مثلما ذكرنا الأضواء الصحفية فتماهوا مع إغراءات بريقها اليومي،وانحسر تبعا لذلك النقد الأدبي ذو المنحى العلمي ليفسح-للنقد الإنطباعي-الذي لا يخلو في مجمله من محاباة ومجاملة بإعتباره يحوم حول الشعر من خارجه دون ولوج العالم الداخلي للقصيدة،بما يجعله يستند على موقف الشاعر من قصيدة ما أو موروث جمالي ما،ويستهدي بهذه القيم الخارجية في تقويم القصيدة وينآى بذلك عن نقد الشعر بأدواته الخاصة وينساق بالتالي مع تلك القيم سوى كان معها أو ضدها،وسوى كانت منظومة شعرا تقليديا أو حديثا،وهذا يعني الإنزياح العفوي مع تداعيات النص الشعري،الأمر الذي يفضي إلى عرض الإنطباعات الجزئية دون إستخلاص المعيار.
إنّ ما نرومه،هو أن يكون النقد حاضرا حضورا”صداميا” وليس ساكنا أو مخاتلا..
نرومه حركة منفعلة ومتفاعلة داخل القصيدة لا يبحث في خباياها-مثلا-عن عناصر الأسطورة بل عن أدوات الشاعر في تجسيد الأسطورة..في تحويلها من الخيال المحلّق والذاكرة المكتنزة إلى فعل،وذلك من خلال تحليل النص الشعري إلى عناصره الأولية وإعادة تركيبه-بالخلق-في صياغة نقدية موضوعية،تستلهم المادة الشعرية نسيجها وأدواتها من ناحية،وتستلهم “الفكر الحضاري” نسيجه وأدواته من ناحية أخرى،بما يجعله -ونعني النقد-يتسع موضوعيا لمختلف الإبداعات أي بتحوّله عن الهوامش والحواشي والشرح على المتون،إلى كينونته المستقلة ذات الجسور مع الشعر والحياة وجمهرة القراء،فيخرج تبعا لذلك من دائرة”الإنطباعات”إلى حرية البناء الموضوعي الرحيب،ويتحوّل بالتالي من كونه”هامشا” أو حاشية للعمل الشعري،إلى خلق وإبداع تنتظمه كافة مراحل وتفاعلات العمل الفني سواء على صعيد التكوين النفسي أو على صعيد التجربة الجمالية بمختلف ظواهرها وخفاياها،ويصبح نتيجة لهذا وذاك علاوة على دوره الإجتماعي المباشر في تثوير النهضة وتجذير الحضارة قائما بدوره المتكامل في نحت ملامح المستقبل والتأسيس لثورة طليعية في مجال الأدب وحقل الفن وميدان الثقافة عموما..
محمد المحسن
Peut être une image de 1 personne