الشّيخ جرّاح
وهل مطر يقبّل
أرضا عربيّة
بلا سحائب تسوقها
ريّاح شاميّة وعراقيّة
ونجدية وحجازيّة؟
وحين تنبح كلاب
سائبة تفرَق لها
تلك السّحائب
ويتناهى إلى المسامع
عصف ريّاح أُخَر
من أين؟
من أرض الكنانة
ومن تونس
وبلاد المغارب
وتهدأ السّحائب
البيض وترسل زخّات من حاصب
تهرس الرّؤوس والضّلوع
وتجبّ أشواك
العقارب
و تتوقّف الكلاب
عن النّباح
وتتقرّح الجراح
ويسأل بعضها
عن المسارب
وفجأة تُرى أمواج
من الّلاجئين
وشمها مفتاح
وشعارها مفتاح
وفي كلّ يد مفتاح
وتردّد:"ما ضاع حقّ
وراءه مُطالب"
ويُسمع صرير أبواب
المسجد الأقصى
وينادَى :"حيّ على الفلاح"
ويهطل مطر عربي
ويغسل مدنا فلسطينيّة
ما زارها قطْر منذ سبعين
عاما
وما وشوشت على أسقفها
مزارب
وتلفظ القدس بثورا
علقت بها
وتستوي عروسا تنسي
الورِع عدد خرزات
التّسبيح
وتغار منها ذات قدّ ووجه مليح
وتطهّر غزّة سواقيها
ويرنّ صوت عربيّ فصيح
ما عاد رثاء يلهينا
وللقدس و غزّة وحي الشّيخ
نكيل المديح
-
أحمد مال

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق