الخميس، 22 أبريل 2021

بأي حال أتى رمضان هذا العام وكيف سيمر في ظل الظروف الاستثنائية الحالية؟ بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 "رمضان بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا رمضان..بِما مَضى أَم بِأَمرٍ فيكَ تَجديدُ" *

بأي حال أتى رمضان هذا العام وكيف سيمر في ظل الظروف الاستثنائية الحالية؟
هذا ما شغل بال الكثير من المسلمين قبل ما يزيد عن أسبوع،بمعنى قبل حلول الشهر المميز بالطقوس الدينية والعائلية، فماذا سيغير كورونا هذا العام؟
بعد ما يزيد عن أسبوع استقبل المسلمون في العالم أكثر شهورهم قدسية،رمضان الذي أتى هذا العام على غرار العام الماضي في ظروف استثنائية غيرت بشكل غير مسبوق مظاهر الحياة العامة والاختلاط بين الناس وستغير الوجه المألوف لهذا الشهر المميز أيضا.
فقبل سنة فقط من الآن لم يكن أحد ليتصور أن شهر الصيام سيكون خاليا من أهم مميزاته وخصوصياته: العزائم والولائم العائلية لوجبة الإفطار وصلوات التراويح وموائد الرحمن وربما فريضة الحج كذلك..
ورغم أن الشهر افتقد منذ انتشار جائحة كورونا اللعينة،أبرز ما يميزه من طقوس جماعية خاصة واقتصر الأمر على التعبد الفردي مع الأسرة الصغيرة داخل البيت بدلا من مظاهر التعبد الجماعي "إلأ أنها تجربة جيدة أن يعيش الفرد رمضان بعيدا عن الأشكال الطقوسية والمظهرية التي تخرجه في كثير من الأحيان عن مقاصده وأهدافه الحقيقية بل أحيانا تؤدي إلى عكس الحِكم التي شرع من أجلها،لذا أعتبر أنها ستكون تجربة خاصة ومفيدة مع ما سنفتقده من عادات أخرى جميلة مميزة لهذا الشهر،ومع كل الأمنيات طبعا بأن ينتهي بلاء الوباء في أسرع وقت ممكن".
للمرة الثانية، نصوم شهر رمضان على إيقاع الحياة الذي فرضته كورونا، ونحيي كل أجواء وطقوس رمضان في البيت. وفي مقدمة هذه الطقوس، فاكهة رمضان الروحية: صلاة التراويح. ونُقيم إفطارات جماعية عن بعد، كل في بيته، لكن بفضل التكنولوجيا كنّا معا. أما في الفضاء العام، فبدلا من اقتسام فرحة ودفء أجواء رمضان، تباعدنا مراعاة لمسافة الأمان.
فهل يعد ثاني رمضان في ظل كورونا أسهل أم أصعب من سابقه؟ وهل سيكون من اليسير استبدال العادات المتوارثة في المناسبات الدينية والاجتماعية مرة أخرى، بعادات تلائم الوضع الراهن؟ وكيف نتجاوز الآثار النفسية للتباعد الاجتماعي على المجتمعات العربية؟ وماهي البدائل الصحية؟
وإذن..؟
هذا العام، تشهد معظم الدول العربية والإسلامية حظراً للتجوال،وهي حالةٌ أقرب إلى الاعتكاف داخل المنازل،فتكاد الشوارع-ليلا-تخلو من المارّة والمركبات،ويقضي كثيرون نهارهم نائمين وليلهم ساهرين...
إذن لا فروق تذكر بين الطقوس والسلوكيات المتبعة حالياً بفعل كورونا وتلك السنوية المصاحبة لشهر رمضان. وكأن كورونا فرض قسراً سلوكاً رمضانياً مبكّراً، ما قد يفقد تلك الطقوس والتغييرات جاذبيتها وعبقها المعتاد، فالمسلمون يمارسونها بالفعل منذ أسابيع عدة.
أما عن جوهر ما يحمله الشهر الكريم،فالأمر مختلف،فشهر رمضان يحمل لمسلمين كثيرين جوهراً مميزاً وشديد الخصوصية والتفرّد،فيبسط روحانيات وينشر سلاماً وتسامياً،ولا يدانيه في ذلك المزيج التصوفي بين التعبّد والتزهد، سوى شعائر الحج. على أن جوهر الحج توسل للرّب، أما رمضان فتبتّل للرب وتنفل لعباده. وسيأتي شهر رمضان، ومسلمون كثيرون في العالم قد رأوا بأعينهم قدرة الله على البطش بعباده، وإن كانوا على يقينٍ مسبق بالقدرة الإلهية، إلا أن من رأى ليس كمن سمع.
لا يعني ذلك أن رمضان هذا العام سيزيد المؤمنين إيماناً أو سيستقبله المسلمون بيقين أعلى وعقول أوسع دراية وقلوب أكثر هداية. صحيحٌ أن مسلمين كثيرا عادوا إلى الله، وبعضهم راح يبحث في مرجعياته العقيدية عن ملجأ روحي وفكري يلوذ به. ولكن هذه الرّدة إلى الروحانيات والإيمانيات لم تكن مقصورة على المسلمين وحدهم، فمعظم الديانات والعقائد، عاد إليها أصحابها بحثاً عن مهرب أو مخبأ من ذلك القاتل الخفي المجهول، كورونا.
وبينما يُفترض أن يتطلع المسلمون إلى شهر رمضان للتعبد والاسترحام والتضرع من أجل رفع البلاء،لا شواهد توحي بوجود تلك الروح الإيمانية المعتادة في استقبال رمضان.
كأن المسلمين عاشوا بالفعل خلال الأسبوع الماضي لحظات العجز والتسليم والعبودية،وبلغوا ذروة الخضوع للقوة الإلهية المطلقة. ودخل عليهم رمضان،وقد فرغت طاقتهم الإيمانية،ونفدت قدرتهم على التحمّل.
وبدلاً من المسارعة إلى رحمات ومغفرة من ربهم،علّه يرفع عنهم بلاء كورونا،وهو كفيل به، يبدو أن الفيروس لم يصب فقط الأجساد،وإنما ضرب أيضا القلوب والنفوس،حتى إن جاءها رمضان وجدها وحيدة منعزلة،ربما حتى عن ربها.
وفي ظل جائحة كورونا التي لا تزال –وهي وفي عامها الثاني- تخيم بظلالها على العالم بأسره، ستبقى وقاية النفس من الوباء وسلامة المجتمع لها الأولوية على تلك العادات والطقوس بما فيها صلوات القيام وصلة الأرحام، بحيث تقتصر صلة الرحم على اتصالات ومكالمات عبر الهاتف ووسائل التواصل الاجتماعي، وستقتصر الصلوات في المساجد على الفرائض والتراويح وفقاً لضوابط وشروط معينة، ولا يوجد تعارض في ذلك مع الحكمة من الشهر الفضيل، لأن الأحكام تتبدل في ظل الظروف المحيطة، فما كان مستحباً قبل الجائحة أصبح مكروهاً أو محرماً خلالها، ذلك أن قدسية الحياة مقدمة على قدسية الدين، قال تعالى عز وجل: {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}. وعن عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَضَى أَنْ «لاَ ضَرَرَ وَلاَ ضِرَارَ»، وعن أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لاَ ضَرَرَ وَلاَ ضِرَارَ، مَنْ ضَارَّ ضَارَّهُ اللَّهُ وَمَنْ شَاقَّ شَقَّ اللَّهُ عَلَيْهِ». وهذا ما استوجب منع الاختلاط والتجمعات وصلة الأرحام والاعكتاف في زمن كورونا لتفادي كل هذه المخاطر التي تعد عاملاً أساسياً في نشر الفيروس، ولما تعود به من ضرر على المجتمع ككل.
لكن..ورغم هذه الظروف،تبقى للشهر بهجته وروحانيته،حيث يتمكن المسلم بالخلوة من التقريب أكثر في علاقته بخالقه،قدوةً بالرسول الحبيب صلى الله عليه وسلم الذي كان يحب الخلوة في غار حراء مهبط الوحي. قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: «ثُمَّ حُبِّبَ إِلَيْهِ الْخَلاء، فَكَانَ يَخْلُو بِغَارِ حِرَاء يَتَحَنَّث فِيهِ -وَهُوَ التَّعَبُّد اللَّيَالِي ذوات الْعَدَد- قَبْلَ أَنْ يَنزِع إِلَى أَهْله وَيَتَزَوَّد لذلك، ثُمَّ يَرْجِع إِلَى خَدِيجَة فَيَتَزَوَّد لِمِثْلِهَا، حَتَّى جَاءهُ الْحَقّ وهو في غار حراء».
والخلوة تمكن الإنسان من التأمل والتفكير بعيداً عن ضغوط الحياة والالتزامات الدنيوية والروتين اليومي.. وتسمح للعبد بأن يكون مع الله وهو جالس في بيته، يكلم الخالق عز وجل وهو يقرأ آياته وسوره الكريمة.
الصيام في رمضان ليس فقط امتناعاً عن الأكل والشرب، بل هو أيضاّ امتناع عن كل المتع والشهوات التي تقطع على المسلم الطريق إلى الله. ومن تمام الصيام الابتعاد عن الغيبة والنميمة قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا}. وقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغيبة، وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «أتدرون ما الغيبة؟
قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ذكرك أخاك بما يكره. قيل أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول،فقد اغتبته،وإن لم يكن فيه فقد بهته».
وسيساهم حظر التجمعات والزيارات في التخفيف من الإشاعات والأخبار الكاذبة التي تصرف المسلم عن مقاصد الصيام، ونشر الخير وإشاعة المحبة بين الناس،فيرتقي الناس بسلوكهم إلى سلوك حضاري وروحاني،خاصة بالتضامن مع المحتاجين عبر إخراج الصدقات والزكاة.
المسؤولية توجب احترام كل التدابير الاحترازية لتقليل تفشي الوباء، وهي فرصة جميلة لنرجع لزمن العادات الرمضانية الطيبة والبسيطة، بعيداً عن التكلفات الكبيرة والعزومات الباهظة والتفاخر بالأكل والزينة والولائم الكبيرة.
ولمحاولة قصر الأعين عن متع الدنيا،قال تعالى: «وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى».
على سبيل الخاتمة:
يتميز شهر رمضان الفضيل بخصوصية مباركة وروحانية كبيرة،وهذا ما يدعو إلى التأكيد بأنه يجب الالتزام بالإجراءات الوقائية والاحترازية المتبعة،إذ إن الرهان أصبح الآن قائماً على وعي المجتمع باعتباره حجر الأساس في مواجهة الوباء واحتواء انتشاره،لأنه مهما كانت طبيعة الإجراءات الوقائية والخطوات الاحترازية،فإنها تظل بلا جدوى دون الالتزام الكامل والطوعي بها من جانب أفراد المجتمع، فالمجتمعات التي استهانت بتنفيذ التعليمات والإرشادات ما تزال تعاني حتى الآن،وتكاد منظومتها الصحية عاجزة عن توفير الرعاية الصحية بشكل جيد للمصابين، لهذا فإن وعي المجتمع والتزامه الكامل بكافة الإجراءات الاحترازية والوقائية،يظل أساس التعايش مع وباء كورونا،والقضاء عليه بشكل نهائي.
وأخيراً يظل عدم التهاون بتطبيق الاشتراطات الصحية وأهمها ارتداء الكمامة والتباعد الجسدي وغسل اليدين وبجانب ذلك الحرص على أخذ التطعيم خير وقاية، مع تناول الوجبات الصحية خلال الفترة من الإفطار إلى السحور، وممارسة الرياضة ومنها المشي، وإعطاء الجسم كفايته من الراحة والنوم،وتعزيز المعنويات النفسية بالتفاؤل ومتابعة الأخبار الإيجابية وتجنب الأخبار المحبطة.
بقي أن أشير إلى أن منظمة الصحة العالمية دعت الحكومات للنظر بجدية في مسألة إلغاء المحافل الاجتماعية والدينية وتعويضها بالبدائل الافتراضية،وذلك تماشيا مع مستوى الخطر، الذي على الحكومات تقييمه.
وبينما أكدت المنظمة على التزام الجميع بقانون التباعد الاجتماعي، حثت أيضا على منع التجمعات في الأماكن المرتبطة بالأنشطة الرمضانية الاعتيادية، مثل جلسات الإفطار الجماعية والولائم.
وشددت المنظمة على ضرورة بقاء كبار السن والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة في منازلهم،على اعتبار أنهم أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بالوباء.
وأكدت على أهمية النظافة الشخصية وعمليات التعقيم، مع التشديد على تقديم نصائح مرئية مضاعفة تتعلق بكيفية اتباع الإجراءات الاحترازية خلال شهر رمضان.
وختمت منظمة الصحة العالمية بيانها بالتأكيد على ضرورة اعتناء الجميع بالصحة النفسية، فلا بد من طمأنة الأشخاص بأنه لا يزال بإمكانهم ممارسة طقوسهم والإحتفاء بشهرهم الفضيل.
محمد المحسن
*بيت شعري لأبي الطيب المتنبي مع تصرف طفيف أملاه مسار المقال.
Peut être une image de 1 personne

شو صعب فراق الاهل بقلم د. منى_ضيا ( لبنان)

 شو صعب فراق الاهل

كل يوم ع فراقكم يا خلاني
وكلمة اهلي قديش رمز الحنية
لو تعرفوا كل يوم منهم كيف مرقوا عليي
كل يوم كنت عم اشرب الم مر الفرقة
وكل فراق يهون الا فراقكم يصعب عليي
حملت ورقة وقلم تأكتب الكم مرثية
انبرى القلم وجف الحبر وصرت اكتب بدموع عينيي
هل هلالو رمضان والكل فرحانين
وانا لو تعرفوا يا اهلي شو صعبة عليي بعيد عنكم هلالو
ع ضريحكم رحت ضويت سود شموع
ومتل اليتيمة كنت ناطرة عراسي تمسحوا بحنية
سمعت همسة من قلب الضريح أمي يا امي
لا تبكي يا بنتي دموعك غالية عليي
وتصبري بالله يا زينة الاخوات
واذكرينيا دوما بآيات عطرية
مش رح نفارقك يا ياسمينة الدار
روحنا بتبقى الك رفيقة
وروحك بتبقى ساكنة فينا
وبانا لله ومرجعنا للرحمان
وصدقة لروحنا اقري كل يوم وآيات قرآنية
بعرف قديش صعب يفقد الطير الجناح
وقديش صعبة كلمة اشتقتلكم يا اهلي
انت المنى والامل واغلا الاحباب
رح تبقي بسم الحب نجمة مضوية
ما بقدر الا قول برضى وقبول
الله يرحم تراب يلي حضنت الأحبة
بقلم د. منى_ضيا
( لبنان
Peut être une image de 2 personnes et texte

*لم أكنه* بقلم الأديب المختار المختاري 'الزاراتي'

 *لم أكنه*

لم أكنه
لكنه كانني في غيبتي
وغفلة الزمان
وفي كذبة لسان
وفي التفاتة ورقة من نقد البهتان
لم أكنه
لكنّ الزيف غالب زيفه
وانخدع بغربتي
فارتمى في حضن الخديعة
وكان الليل تراتيل صمت الحسرة
على أيام تركتني
وغادرت
ولمت لوني في حقيبة
تركتها على رصيف محطة الذهاب
إلى غايات الحياة
لم أكنه
ولم يكنني
ولكنّ الذي قرّر أنه يعرف
ولا يعرف
وانه يجرف ما قبله
ولا يخاف ما بعده
وأنّ خيمة القبيلة بلا أبواب
وأنّ لاشياه
والأشباح
والوشاح الذي غطى سرداب الظلام
كان يهذي
ويسقط وجهه على خارطة الصعود
وكنت الصمود حتى آخر نفس
كنت الحبس الذي يخفي الحقيقة
وكنت وحدي
وفي حديقة النار
أواجه الجحيم
بجهنّم الأشعار
وأرسم على الرمل خطاي
أسطر حبّ للناس
وحتى الوسواس الخنّاس
تركت له في المدى اسطورة
وكتلة أوهام
ليحكي لظله وهو يهرب الى قفاه
قصص الذي وهب للتراب ماء قلبه
وتوارى في السخرية المرّة
لم أكنه
ولم يكنني
ولكنّي الذي كنت كلّه
والذي كنته وحدي في وحدي
والذي كنته في كلّ قلبي
يحدث هويتي عن لغة أضاعت لغتها في تاريخ التجارة
وهذي القوافل تخرج من بكة صيفا لتعود في شتاء الهزيمة
ولم يكنني حين كنت أقضي في خلق روحي
لكنّه أسرّ خرافته في الآذان المنسية من الصعود
ليبق أجدرهم رهن حيوانه
ويشتهي العلف فقط
يا هذي الكتب
اندبي عربا
واحرقي كلّ صمغك
واندثري في الرفع
لم يبق في الأرض ما يكفي لنشعل حريق الوداع
ولم يبق في التاريخ ما يشبع من جوع
ويقي من خوف
كلّ الذي بين ايدينا
تخريف
وكذب وزيف
لذلك
لن اكونه
ولن يكونني
ولا أكون سوى أنا الذي في القصيدة
يبشّر بموت الزمان في قلوب
مقبورة مذ خلقت في حدود جغرافيا الحشر
والنهايات الخرافية
لذلك أكرر للتلفاز وللجريدة
لم أكنه ولن أكونه
لكنه كانني في غيبتي
وغفلة الزمان
وفي كذبة لسان
تافه... خائن... جبان...
وفي التفاتة ورقة من نقد البهتان
ولن ينال منّي مهما دفع ثمن صكّ الغفران.../...
21/04/2021
المختار المختاري 'الزاراتي'


صدور الجزء الخامس والأخير من المجموعة الكاملة شعر للأديب المصري ناصر رمضان عبد الحميد

 صدور الجزء الخامس

والأخير من
المجموعة الكاملة شعر
للأديب المصري ناصر رمضان عبد الحميد
ويضم الجزء الخامس
خمسة دوواين:
_أنت إمرأة فوق العادة
_حين تنام الفصول
_أنا عرّاب قافيتي
_أنا أصداء أغنيتي
_للفجر أغنية أخيرة
ويضم الجزء الخامس ترجمة ديوان
أنت إمرأة فوق العادة
إلى اللغة الإيطالية
ترجمة الشاعرة والمترجمة اللبنانية
تغريد بو مرعي
والشاعر عضو اتحاد
كتاب مصر
وسكرتير رابطة الأدب الحديث
تصميم الغلاف
الفنان العراقي هنري كونوي


رثاء صخر بقلم الشاعر نزار جميل ابوراس

 رثاء صخر

أبكي ديارا و قد شبت بها النار
فيها تنادى صناديد و أحرار
أبكي رجالا على بيدائها صمدت
قلاع مجد علا أسوارها الغار
هذي الديار بها أحلامنا ولدت
روض المعالي زغاريد و أزهار
واليوم تبكي على صخر مضاربنا
حل` البلاء و مر` العيش إفقار
تبكي الروابي على صخر وكم فجعت
مع كل آه بها عزم و إصرار
أين الرجولة ؟!و الأحفاد تقصدها
لا لن تذوق كؤوسا ملؤها العار
غيث الشجاعة قد روى ضمائرها
أحيا نفوسا شذا الأحلام إكبار
نبكيه دهرا و ما جفت مدامعنا
صخرا ننادي صدى الآلام هدار
دمع الرجال لكم ناءت به مقل
كيف التجلد هطل الجفن مدرار
صهيل خيل وفي ميدان مرمحها
فوق الأصائل مقدام و مغوار
قيد النوائب كم بانت نواجذها
تدمي ليوثا وناب القيد غدار
صخرا بكينا لعل الدمع يسعفنا
في فقد صخر بكى طير وأشجار
الحزن حل` فلم تذو مباسمنا
نحن الحياة بثغر المجد أشعار
أسد البوادي متى لانت عزيمتكم؟!
والكل فينا لعتم الليل قهار
حتى الزروع ذوت حزنا ومن ألم
طبع الزمان به يسر و إعسار
صخر الرجولة قد أمسى لنا مثلا
عند الشدائد جواد و نحار
كيف نبيت على ظلم ومكلمة
فينا الأباة على أحزانهم ثاروا
لقد بكينا لمرات فواعجبا؟!
إن المنون لها بوح و أسرار
لقد رضينا بدمع العين مع رمد
مهوى النفوس بجوف الليل إبصار
حتى عجبنا لم' أقدارنا جبلت
على الدموع وقد ضاقت بنا الدار
نحن الذين إذا هبت بشائرنا
نسعى إليها فما للسعي أقدار
بقلم نزار جميل ابوراس
Peut être une image de ciel et océan

الأربعاء، 21 أبريل 2021

الى أين يا فلسطين !! بقلم / ابراهيم الدهش

 الى أين يا فلسطين !!

بقلم / ابراهيم الدهش
آه آه يا فلسطين لو تعلمي كم احبك !! قد يتفاجئ القارئ عندما أتحدث بهذه الطريقة والأسلوب وخاصة عندما يكون الحديث عن المكان الذي عرج منه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إلى السماء ، تلك البقعة الطاهرة التي تسمى بيت المقدس ، تلك الرئة التي يتنفس من خلالها العرب وذاك القلب النابض ، نعمة من نعم الله التي وهبها لنا ، وكنز من الجواهر واللألئ ، خيرات لا تعد و تحصى لا يعلمها إلا من تذوقها بنكهة زيتونها ، ورغم مكانتها وما تمتلك من خيرات فإنها تئن منذ عقود من الزمن وتحديدا من عام 1918 حتى عام 1948 حيث الجرح العميق ونزيفها المستمر ، فقد حيكت اكبر مؤامرة وابشع جريمة عرفها التاريخ بعد القتل والسلب والتهجير والجرف من اجل إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين لأجل إعطاء أرض بلا شعب إلى شعب بلا أرض وعرض ، وكانت النتيجة تهجير أكثر من مليون فلسطيني ، رجال اصلاء وشجعان من القدس وحيفا ويافا وعكا وصفد وتل الربيع والمجدل وبئر السبع وبيت جبرين ، وتركوا ما تركوه من خيرات ونعم ، نعمة حقول البرتقال وأشجار الزيتون وكروم العنب وسهول القمح والبلوط والصنوبر وغيرها ، ومنذ تلك الأيام الظلماء والى يومنا هذا والقضية الفلسطينية تشغل فكر جميع شعوب العالم بكافة تفاصيلها واحداثها ، فمنهم من يتعاطف ويرأف بحال الشعب الفلسطيني والبعض من يوجه اتهامه ويوعز سبب تعكر الأجواء الفلسطينية وعمليات التهجير وعزل غزة عن الضفة الغربية ، إلى عدة اقطاب لهم تأثير مباشر على المشهد السياسي والعسكري في فلسطين ، والمخاوف تأخذنا من تسرب هذه المفاهيم و التيارات على حساب الهوية الفلسطينية وعنوانها الحقيقي ومحو القيم والمبادئ التي نشأ عليها المواطن الفلسطيني .
أن الأحداث التي تمر بها فلسطين وتعيشها الان، لم تأتِ بصورة عشوائية وانما بتخطيط ممنهج وبتدخل أيادٍ خبيثة لعينة من الخارج أثرت تأثيرا مباشرا حتى على سياسة الحكومة الفلسطينية من الداخل وخاصة في ملف المفاوضات وإقامة الدولة المستقلة والاستيطان والقدس واللاجئين والأسرى ، مع المحاولة إلى إلغاء صلاحية الحكومة والتمتع بسيادتها ومركزيتها ، وقطب الرحى في الأزمات هي إسرائيل الجرباء
فقد سعت إسرائيل منذ البداية بتوجيه وتخطيط امريكي لتجزئة وتقسيم دولة فلسطين وتحقيق مآربهم الدنيئة ، فكانت غزة هنا والضفة الغربية هناك ولكل منهم أجندته الخاصة وسياسية في التعامل والتصرف ..
إن الأحداث والأزمات التي مرت على البلدان العربية و الثورات والانتفاضات صدقاً كانت ام كذباً هدفها الأساسي تهميش وتغييب القضية الفلسطينية عن عيون العرب وذلك بانشغالهم في امورهم الداخلية والتدخلات الخارجية الخاصة بكل بلد إضافة إلى القتل والإرهاب ، كما تعرض وطننا العربي إلى ابشع الغزوات بما فيه الغزو الفكري الذي جعل إسرائيل تنفرد بفلسطين إضافة إلى مآربهم الأخرى ، فقد مزقت القدس إلى أشلاء وامتلأت (الضفة الغربية) بالمستوطنات التي حطمت على بواباتها حلم إقامة الدولة الفلسطينية واصبح مستقبل فلسطين مجهولا ، وتلاشت الشعارات ، من البحر إلى النهر أو من سيناء إلى الجولان ، وتبقى فلسطين هوية وطنية مغروسة في قلوب رجالها الأوفياء ، فهي عماد عزتهم أمام شموخ القدس .
إننا اليوم نوجه دعوتنا إلى الشعب الفلسطيني في إعادة ترتيب بيتهم الداخلي والالتفاف حول قضيتهم الجوهرية القضية الفلسطينية وكذلك ندعو إلى وحدة صفوفهم المسلحة والثبات في موقفهم وانهاء كل الانقسامات ، والنظر إلى فلسطين كوطن واحد دون مسميات غزة والضفة الغربية والوقوف ضد الفساد والمطالبة بحق الشعب الفلسطيني في كافة المحافل الدولية وبطرق أكثر فاعلية.
وهذا لا يتم إلا من خلال وضع رؤية استراتيجيّة وطنية شاملة على شكل خارطة طريق يشترك في إعدادها كافة الأطياف السياسية الفلسطينية دون استثناء، والاستفادة من التجارب والأخطاء السابقة في مسار القضية الفلسطينية، ومن ثم تفعيل الدبلوماسية الفلسطينية الخارجية عربياً واقليمياً ودولياً، واستثمار كافة القرارات الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية والبناء عليها وخصوصا القرارات الدولية التي تمس فلسطين ..
نحن اليوم في أمس الحاجة إلى تظافر جميع الجهود بما فيها المنظمات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية وكذلك تنشيط وتحفيز الدور الإعلامي لكي يأخذ مساحته الكافية وكذلك دور رجال الدين في التوعية والإرشاد والمواعظ ودعوتهم إلى نصرة قضيتهم وقضية العرب جميعا وكيفية الحفاظ على فلسطين وتحريرها من الطواغيت
Peut être une image de 1 personne