الجمعة، 26 نوفمبر 2021

طوفان من الحلوى في معبد الجماجم// لأمّ الزين بن شيخة المسكيني/ محمّد مجيد حسين – كردي سوري/جريدة الوجدان الثقافية


 النزوح خارج اللغة في رواية

(طوفان من الحلوى في معبد الجماجم) لأمّ الزين بن شيخة المسكيني.
(لم يعد في مقدورنا في هذا العصر إنتاج قيمنا الأخلاقية وصقلها بسبب غياب التربية الإنسانية وتغول العلم بتجريده وعمومياته، أصبحنا مجرد مستهلكين للرصيد الأخلاقي الذي كونه أسلافنا، فالفضيلة الآن كلمة بلا معنى يضحك المرء منها، وويل لمن لا يضحك). فريديك نيتشه
استهلال
لننحت بحواسنا الهاربة من دلالة النار
لنُفكك ماهية اللغة عبر صدى صرخات الجياع
ولنرسم بدموعنا الساهرة خلف متاريس الضباب
ولنبكي خلسة ولنبتسم حتى تحت أعواد مشانق الفيروسات.
ولنسمع الموسيقا بأرواحنا المُتعبة
ولنسترسل بعمق لنُعانق حبيباتنا خارج منظومة الملموس
ولنسكب ماء الورد على مُحيا الإيقونة أمّ الزين بن شيخة
ولنذوب في طوفان من الحلوى
ولندرس جماليات العبثية في معبد الجماجم.
الخلاصة
استدعاء مركزية اللوغوس عبر التشارك ما بين جذور المنطوق والمكتوب من خلال مونولوج كثيف الدلالة رغم حيز الإشكالية في نواته الضامنة للعبور الآمن لرؤى الروح والمُتمثلة بالكائن التاريخي من جهة والكائن الحداثي المُنتمي لقيم العصر عبر العقل القادر على تفكيك رمزية الحروف وماهية اللقاءات فيما بينها والمنبثقة من مزج عالي التركيب ما بين الإيقاع وجمالية الشكل, هذه الوجبة النادرة تنجح في تحقيقه الروائية أم الزين بن شيخة عبر روايتها طوفان من الحلوى في معبد الجماجم وبمهنية رفيعة خاضعة لجُل مفاهيم علم الكتابة وفقاً (لجاك دريدا).
إرهاصات
أطفال اليوم في العالم الإسلامي عندما يكبرون هم مشاريع للموت إما قتلة أو ضحايا أو سيتباعدون خوفاً من الفيروسات أو سيُقمعون من حكامهم.
والفتيات انحسرت مساحة الجمال في مُخيلتهن, حتى ذاك الحلم العميق والمُتمثل بارتداء الفستان الأبيض وهو الحلم المتفق عليه بين معظم الفتيات في العالم وتحديداً في العالم الإسلامي بات صعب المنال.
هذه الويلات أدخلت الضبابية إلى عالم معظم الشرائح الاجتماعية ..
عودة الأصولية , انتشار فيروس كورونا , ظلم الحكام , الظلم الاجتماعي المُتأصل والمُتوارث وأزمة العقل هذه المنظومة الفظيعة غيرت الموازين وبشكل مُدمر ..
رسائل إلى القتلة:
( نخيل تدمر لا ينحني ) قالها بشموخ عالم الآثار السوري خالد الأسعد وهو مُحاصر برشاشات القتلة فرحل بشموخ.
لهؤلاء المستوطنين في جبلي مغيلة والشعانبي أشجار الزيتون لا ولن تركع للقتلة.
هذه أنفاس أمّ الزين بن شيخة الناطقة باسم الحياة والعقل هناك في بلاد قرطاج.
وصوت الكلمة سيعلو على صوت الرصاص, المجد للإنسانية.
وهناك في كوباني وقفت آرين ميركان الكردية بعزيمة الجبال وتحدت القتلة والموت واستشهدت مُنتصرة.
الرواية والروائية
الروائية التونسية أم الزين بن شيخة نموذجاً:
من خلال روايتها طوفان من الحلوى في معبد الجماجم, قال جبران خليل جبران:
(المرأة التي يتحسن مزاجها من كتاب، قصيدة، أغنية أو فنجان قهوة.. لن ينتصر عليها أحد؛ حتى الحياة تخسر أمامها)
سأمنح نفسي تذكرة سفر في العوالم النفسية للروائية أمّ الزين فهي كتبت هذه الرواية من منظور عقلاني يرتكز على منظومة من الطمأنينة والتصالح الداخلي, أي أنها نظمت علاقتها مع ذاتها ومع الحياة من خلال التوافق الانسيابي ما بين المشاعر والعقل, وهو بدوره يعمل عبر المشاعر.
هنا يُمكننا أن نستنتج بأن التفاعل ما بين العواطف والعقل قد يمنح الكائن البشري بوابة لفضاءات قد تؤسس لكينونة حقيقية.
العقل في ضيافة العاطفة, والعاطفة في حضرة العقل من أجل خلق الأجواء الأكثر ملاءمة للإنسان المُعاصر.
ميّارى
هل تنتهي الهجرة باللغة أم تُساق إليه بغفلة من السماء,
وهل تحرير الأنوثة من التوحش الذكوري بحاجة إلى النزوح خارج اللغة,
وهل التربص هناك بمحاذاة زبدة الذكريات الممكنة في عالم يخوض معارك من الافتراس بدوافع وجودية, في خضم هذا العويل هل يُمكننا رصد جغرافية آمنة للجمال؟
ميّارى هي روح أمّ الزين ورمز الحياة التي تعاملنا بلطف وعفوية, وأحياناً بأنانية بيضاء في ظل تعطل ولو مؤقت للعقول, وهي تُمثل عالم المرأة الداخلي أيضاً في ظل تضخم حجم الأنا في اللاوعي في عالم شاسع تم اختزاله في قرية صغيرة.
مُغامرة في عمق الطوفان:
حلوى حياتنا تُغرق سيوف القتلة, وماء الزهور النابعة من قلوبنا العاشقة للحياة تُنعّم حتى أشواك الكراهية في قلوب القتلة, حيث ستسود ثقافة انتصار البياض على السواد.
فجماليات المساحة تختلف من خلال الأشكال الهندسية ,وكينونة الطيور في السماء تختلف من زمنٍ إلى آخر, وأحمر الشفاه يتباين على شفاه الروائيات بحسب انسجام الملامح.
ومشاهد القتل تختلف من مكان إلى آخر وفقاً لمنسوب التماهي مع الموروث الثقافي وضعف الانتماء لقيم العصر وعجرفة القائمين على إدارة الآخر.
ثمة اشتغال تحفيزي في اللاشعور على مواجهة منطق العقل عبر منظومة التخويف والترهيب وباستراتيجية مؤلمة تستهلك طاقاتنا وتشغل تفكرينا أي أنها تُحجّم مساحة البياض في أعمارنا.
ثنائية الموت والحياة تم التطرق إليها منذ القِدم كما هو شائع في النص الأقدم تاريخياً ملحمة جلجامش فما كانت رحلة جلجامش وأنكيدو إلى غابة الأرز حيث الخلود المزعوم إلا محاولة للهروب من جبروت الموت ومن ثم عودتهم بخُفّي حنين, وفي السياق التاريخي تناولت شريحة واسعة من الكتاب هذا الصراع ما بين الحياة والموت, وهنا تتناول المُبدعة أم الزين بن شيخة المسكيني أبعاد الصراع عبر مزج الدوافع الذاتية المُنبثقة من الموروث الثقافي والتربية المنزلية وكذلك المجتمعية من جهة, وكذلك مصالح الدول العظمى التي تُساهم في خلق الأجواء العدائية ذات البُعد الوجودي.
هنا لنقبض على شهد الكلمات من رابية التاريخ ومن خلال عفاف ذاكرتنا العميقة التي تمنحنا جملة من السرديات في فضاء العزف المُنفرد وفي أصداء المواعيد التي تتظلّل في غياب شبه تام للظل الموضوعي في عالم يتغذى على العدائية الخالدة.
رواية طوفان من الحلوى والتي تجري أحداثها في تونس تطرح إشكالية الحياة المُعاصرة وتحديداً منذ 2011 وما يسمى بالربيع العربي وما تلا ذلك المُنعرج من تحولات مؤلمة كظهور الجماعات الأصولية كداعش والتي كانت أكثر الجماعات انتشاراً وسفكاً للدماء والتي نشطت في سوريا, والعراق, وليبيا, وتونس, وجماعة الحوثين في اليمن وجبهة النصرة في سوريا ولبنان و..
هذه المنظومة التي تتشارك في اتخاذ القتل وترهيب الناس كمنهج لعملها اللاإنساني واكتمل المشهد الظلامي بانتشار فيروس كورونا وباتت الحياة كمنظومة قاتمة وانحسرت الحياة الاجتماعية, هنا أعلن الموت تفوقه العميق على الحياة.
وبالعودة إلى ينابيع الرواية التي تطرحها أمّ الزين بن شيخة في روايتها طوفان من الحلوى في معبد الجماجم, عندما تقول: ( وأشجار احمرت أوراقها من شدّة كرهها للون الأخضر .. ) هنا نستطيع أن نستشفي جملة من الأفكار من هذه الكلمات: فأوراق الأشجار تم تشبيهها بشكل مُعاكس, فهي خضراء وباتت تُعادي ذاتها, هنا ثمة انزلاق مؤلم في النظرة إلى ماهية الحياة, الأخضر وهو رمز الحياة يتحول إلى الأحمر وهو رمز الموت, ثمة انتقال من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين, فتخلخل المجتمع نتيجة ظهور هذا التيار الدموي, واستقطابهِ المُهمّشين والبسطاء و تجنيدهم لقتل الرعاة والأبرياء حيث بات القتل مصدر عيشهم.
لنقطف زهرة أخرى من حديقة الإيقونة أمّ الزين بن شيخة
(الصيف على الأبواب.. وكل البيوت مُقفلة تواجه الفيروس وحيدة.. والمدينة تسقط ببطء شديد وتتظاهر أحيانا بالنعاس.. بين الموت والنوم لا فرق يُذكر)
هنا ثمة تسليط للضوء على العتمة التي خلقتها كورونا فلا يُمكننا عبور الصيف من وراء الأبواب والنوافذ, تتضاءل الفوارق ما بين موتنا وراء الأبواب المغلقة والموت التام, فالمكوث الإجباري يُمكننا مقارنته بالموت السريري, فأجواء الحظر أنتجت مساحات مُخيفة في اللاوعي من الخوف, وسلطت الضوء على جغرافية الهزيمة الداخلية.
هنا ومن خلال النموذجين السابقين من هذا النص المُذهل نستطيع أن نستسيغ جملة من حديقة الفيلسوفة أمّ الزين بن شيخة وهي قدرتها المُتشعبة في رصد فائق الدقة لمنغصات الحياة وجمالياتها, أي أنها تختزل المنحى الظلامي في مشاهد تكعيبية صارمة التأثير, فهي تستهل برفع الستار عن كامل مكامن الجمود والجبن في عقولنا مروراً بالضياع نتيجة إيماننا الهش بالعلم ووصولاً إلى المساحات الضائعة والضبابية في ذواتنا كانعكاس للجانب المظلم للحداثة.
وفي سياق الرواية التي تأتينا ملفوفة بحنان ورُقي لغوي مُنقطع النظير,
الروائية تُجيد الحنكة اللغوية من خلال الربط ما بين إيقاع الكلمات ومدلولاتها المؤثرة والمُتبرعمة, ثمة طرح يكشف للقارئ الحصيف أهمية دراسة تاريخ الأفكار عبر تقسيمات موسيقية, أي أن عملية الانتقال تُحدث ارتباكاً يترافق بمسحة من نبيذ الكينونة التي تمنح الكائن البشري نشاطاً وطاقة لمواجهة تخبطات الحياة.
هنا سنتطرق إلى مفهوم الجمال والفن في مواجهة القتلة, وسنبدأ بتشريح معبد الجماجم, ثمة تشفير لماهية الدلالة, فالمعبد هو مكان للعبادة كيف بات مأوى للجماجم, هنا تُحفزنا الروائية على تعميق منبع التساؤلات للوصول إلى الضوء الكافي لرؤية التفاصيل التي تُساهم في بلورة مفاهيم مُختلفة قد تنسجم مع آلية الحياة الحديثة المُتداخلة ومن مسافات مُتباينة من خلال جملة من التساؤلات المؤثرة ما بين المرء وذاته, فالأطفال حائرون وقلقون, فهم في المستقبل وفي ظل الظلامية السائدة هم مشاريع للقتل إما أن يُقتلوا أو يَقتلوا, أي أنهمُ محكومون بالانزلاق صوب منظومة القتلة لطالما نواة الخطاب السائد تُغذي هذه المنظومة.
لنضع أسس المعادلة من خلال الرسام كوشيمار وحبيبته ميّارى رمزي الحياة في عالم أمّ الزين, حيث تُسلّمهما مشعل الحياة في مواجهة القتلة في جبل مغيلة, أي الفن في مواجهة الكراهية المقدسة وفقاً لمحمّد أركون, هنا يتبرعم الصراع ما بين طوفان الحلوى ومعبد الجماجم, وفي نهاية المطاف يقتحم طوفان الحلوى أركان المعبد, هنا ارتكزت أمّ الزين على المدلول التاريخي لمفردة الطوفان الذي يعني القوة المُتفوقة وفقاً للأسطورة الغيبية ميلاد البشرية الثاني الذي جاء نتيجة طوفان النبي نوح الذي جاء بتعاليم جديدة, هنا تسعى الروائية أن تصل بنا إلى منعطف الحلوى التي تُغرق معبد الجماجم, لن نغوص في تفاصيل الأحداث فقد نالت مُبتغاها في هذا الرواق لكثرة القراءات التي تناولت النص ومن مختلف الزوايا, لكننا هنا نسعى أن نتطرق لبعض الجوانب الفكرية العميقة التي نجحت أمّ الزين بن شيخة في تقديمها لنا على شكل موائد مُتلاحقة مُتناغمة عبر التفاعل الصارخ ما بين خصوصية اللغة وتفكيك بنى الأفكار.
والجانب الآخر الذي يحضر في أجندات الرواية وبدفء ممزوج عبر منظومة الجمال, فالروائية من أنصار الانتماء للعالم جمالياً ونبذ الانتماءات الضيقة التي لا تنسجم مع قيم العصر.
طوفان من الحلوى في معبد الجماجم رواية ذات بصمة منفلتة لا يُمكننا اختزالها إلا عبر وضعها في مواجهة حقيقية مع لب المرايا المقعرة والمحدبة التي تعكس ما وراء نبضات القلوب الباحثة عن الحياة الدافئة.
هذا العمل الروائي الشاهق أنجز جُل مهامه بانسيابية وسيميائية وأستيقية، تتصارع في متنها أريج الزهور المتهافتة لمعانقة بذور المحبة والقيم في أعماقنا, هذه صرخات أمّ الزين وقد اجتازت الحدود واخترقت التابوهات وأتتنا حاملة ثورةً من القناديل وبقايا مرسم كوشيمار بصحبة زقزقات العصافير التي أسهبت في بث السكينة في السكون, وعزفت ألحان العبور رغم وعورة الدروب المؤدية لكسر العجرفة الذكورية على الفضاءات الإبداعية, فطوفان من الحلوى تجاوز معبد الجماجم وانتشر في معظم الجهات يُناشد عشاق المعرفة والحياة الآمنة.
محمّد مجيد حسين – كردي سوري

مُعَلَّقَةُ هَمَسَاتِ قَلْبِي // لمحسن عبد المعطي محمد عبد ربه/جريدة الوجدان الثقافية


 مُعَلَّقَاتِي الثّلَاثُمِائَةْ {62}مُعَلَّقَةُ هَمَسَاتِ قَلْبِي لمحسن عبد المعطي محمد عبد ربه و قصيدة ذُدْ عن مواردِ أدْمُعي طيرَ الكرى لابن سهل الأندلسي على أنغام بحر الكامل التام

بقلم / الشاعر الدكتور والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه..شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة
{1} مُعَلَّقَاتِي الثّلَاثُمِائَةْ {62}مُعَلَّقَةُ هَمَسَاتِ قَلْبِي
الشاعر الدكتور والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه..شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة
1- عَيْنَاكِ وَالشَّفَتَانِ حُبِّي فَجَّرَا = لَحْنَ الْهَوَى حَتَّى اسْتَطَابَ وَعَمَّرَا
2- أَدْمَنْتُ حُبِّي وَاشْتَعَلْتُ بِصَبْوَتِي = أَرْجُو الدُّخُولَ فَكَمْ وَقَفْتُ مُحَيَّرَا
3- شَفَتَاكِ رِيقٌ لِلْحَلَالِ مِنَ الْهَوَى = فَمَتَى أَذُوقُ فَكَيِّفِينِي يَا مَرَا؟!!!
4- أَنَا فَارِسُ الْأَرْجَاءِ تَهْتَزُّ الدُّنَا = لِحُرُوفِ عِشْقِي تَسْتَتِبُّ عَلَى الذُّرَى
5- عَيْنَاكِ تَسْتَلِبَانِ هَائِجَ شَهْوَتِي = نَادَتْ أَنِ ادْخُلْ فِي السَّلِيمِ غَضَنْفَرَا
6- إِنِّي اشْتَهَيْتُكَ كَيْفَ تُشْبِعُ رَغْبَتِي = أُعْطِيكَ فِي فِيكَ الْمُعَطَّرِ سُكَّرَا؟!!!
7- وَتُرِيحُنِي مِنْ بَعْدِ أَنْ طَالَ الضَّنَى = هَمَسَاتِ قَلْبِي فَاسْتَطَالَتْ أَبْحُرَا
8- بَحْرَ الْبَسِيطِ مَعَ الطَّوِيلِ لَذَاذَةٌ = مَا بَعْدَهَا وَهَبَ الْحَيَاةَ تَبَصُّرَا
9- أَمَّا الْمَدِيدُ أُرِيدُهُ مَدًّا جَرَى= بِقَنَاتِيَ الْحَرَّى وَكَوَّنَ أَنْهُرَا
10- وَالْوَافِرُ الْمِعْطَاءُ وَفَّرَ وَقْعُهُ = سُبُلَ الْهَنَاءِ عَشِقْتُ ذَاكَ الْمَنْظَرَا
11- هَزَجٌ يُهَزِّجُنِي يُمَزِّجُ شَهْوَتِي= بِحَنَانِ قَلْبِكَ الْ عَشِقْتُ مُؤَخَّرَا
12- خُذْنِي لِكَامِلِ أَبْحُرٍ مِعْطَاءَةٍ = فِي الْحُبّ ِأَكْمِل ْدُخْلَتِي مُتَعَطِّرَا
13- وَ الْمُنْسَرِحْ سَرِّحْ بِكَفِّكَ قُصَّتِي = وَارْكَبْ عَلَى الْحَنْطُورِ أَشْبَعْ يَا تُرَى ؟!!!
14- أَمَّا السَّرِيعُ عَشِقْتُهُ قَدْ هَزَّنِي = بَعْدَ الدُّخُولِ يُزِيلُ هَمِّي الْمُكْثَرَا
15- قَلْبِي وَقَلْبُكِ نَبْضُهُ مُتَقَارِبٌ = يَهْوَى الْوِصَالَ وَلَمْ يَكُنْ مُسْتَهْتِرَا
16- أَشْتَاقُ وِرْكَيْكِ الْجَمِيلَيْنِ ارْتَقَى = حَرْفِي لِيَدْخُلَ بَيْنَهَا مُتَأَثِّرَا
17- مُتَهَيِّجٌ مُتَحَفِّزٌ مُتَشَوِّقٌ = فِي الِانْتِصَابِ يَصُولُ مَا بَيْنَ الْعُرَى
18- وَيَجُولُ فِي أَنْحَائِهِ مُتَدَافِعاً = لِيُمَتِّعَ الْهُولَ الْجَمِيلَ مُعَبِّرَا
19- يَا مُنْيَتِي يَا حُلْوَتِي يَا قِطَّتِي = أَشْتَاقُ لَمْسَكِ فِي الدُّجَى مُسْتَبْشِرَا
20- أَشْتَاقُ نَحْيَا فِي اجْتِمَاعٍ دَائِمٍ = جَلَبَ الْهَنَا واليُمْنَ أَنْبَتَ فِي الثَّرَى
21- يَا وَيْحَ قَلْبَكِ تَنْعَمِينَ بِلَحْظَةٍ = فِي الِابْتِسَامِ أَلَسْتِ بَدْراً نَيِّرَا؟!!!
22- يَا وَيْلَتَا أَنْثَايَ أَحْلَى مَنْ أَرَى = وَأُرِيدُهَا فِي خِلْوَتِي مُتَدَثِّرَا
23- يَا وَيْلَ قَلْبِي مِنْ جَمَالٍ آسِرٍ = سَلَبَ الْفُؤَادَ النَّبْضَ وَلَّى مُدْبِرَا
24- مَنْ ذَا يُزِيلُ شَقَاوَةً فِي دَاخِلِي= إِلَّاكِ تُخْفِينَ الدَّلَالَ الْخَيِّرَا
25- تَتَفَتَّحِينَ عَلَى فُؤَادِي وَرْدَةً = أَطْيَابُهَا فِي الْقَلْبِ تَرْسِمُ مَنْظَرَا
26- أَشْتَاقُ رَأْيَكِ دَافِعاً وَمُؤَثِّراً = يُعْطِي الْحَرَارَةَ يَسْتَضِيفُ الْبَيْدَرَا
27- أَشْتَاقُ نَهْدَيْكِ اللَّتَيْنِ بَنَتْ عٌرىً= قَدْ أَسَّسَتْ لِلْمَجْدِ لَحْناً فِي الْكَرَى
28- عُوجِي عَلَى حُبِّي وَبُزِّي نِسْوَةً = يَخْرُجْنَ كَيْ يَأْتِينَنِي فِي الْمَنْدَرَا
29- أَنَا سَيِّدُ الثَّقَلَيْنِ يَا شَهْدَ النُّهَى = مُتَنَبِّئٌ بِالْغَيْبِ أَحْكِي مَا جَرَى
30- فَلْتُخْرِجِي لِي يَا أَنَا كُلَّ الْهَنَا = وَتُدَوِّنِينَ قَصَائِدِي فِي مَنْ شَرَى
31- وَتُعَبِّرِينَ بِفَرْحَةٍ مِعْطَاءَةٍ = عَنْ حُبِّنَا الْبَاقِي يَرُودُ الْأَعْصُرَا
32- فَتَزَيَّنِي وَتَجَمَّلِي وَتَغَطَّفِِِِِي = وَتَحَجَّبِي وَتَسَاءَلِي عَنْ صُبْحِنَا قَدْ أَسْفَرَا
33- عَيْنَاكِ وَالنَّهْدَانِ وَرْدٌ حَالِمٌ = يُوقِعْنَ قَلْبِي فِي الْجَحِيمِ مُسَعَّرَا
34- حِنِّي عَلَى قَلْبِي الَّذِي يَا جَهْبَزِي= قَدْ جَابَ آفَاقَ وَشَافَ الْأَجْحُرَا
35- قَدْ كَانَ أَذْكَى مَنْ شَهِدْتُ خِلَالَهُ = وَرَفَعْتُ طَرْفِي أَسْتَلِذُّ الْأَشْطُرَا
36- قَلْبِي الَّذِي لَمْ تَعْرِفِي فِي مَحْفِلٍ = قَدْ هَاجَ بِالرُّوَّادِ وَالحَفْلُ افْتَرَى
37- وَوَجَدْتُ قَلْبِي حَائِراً مُتَلَهِّفاً = يَبْكِي عَلَيْكِ مُحَكِّياً وَمُنَظِّرَا
38- يَا بَلْسَمَ الْقَلْبِ الَّذِي الْتَزَمَتْ بِهِ = حِيتَانُ مَكَّةَ حِينَ عَافَ تَأَخُّرَا
39- أَنَا مِنْكِ يَا بَدْرَ الزَّمَانِ مُوَلَّهٌ = يَا حُبَّ عُمْرِي لَمْ أَزَلْ مُتَحَضِّراً
40- أَحْرَجْتِنِي وَدَلَالُ حُبِّكِ لَائِمِي = وَأَنَا أُفَكِّرُ فِي هَوَاكِ مُسَخَّرَا
41- فَتَّشْتُ فِي اللَّيْلِ الْحَزِينِ عَنِ الْهَوَى = وَدُمُوعُ قَلْبِي خَلَّفَتْ مُتَعَثِّرَا
42- يَا أَنْتِ يَا نَغَمَ الرَّبَابَةِ وَالْهَوَى!!! = كَتَبَ الْهَوَى فِي دِفْءِ حِضْنِكِ مَعْبَرَا
43- أَيْقَظْتِنِي مُتَأَثِّراً بِصَبَابَتِي = وَالشَّوْقُ يَنْحِتُ مِنْ جَوَايَ الْأَصْخُرَا
44- فَبَكَتْ عُيُونِي وَانْتَحَبْتُ بِحَالَتِي = طَبْطَبْتِ فَوْقَ عُيُونِ قَلْبِي فَانْبَرَى
45- يَجْتَاحُ بَعْضَ عَوَاصِمٍ أَثَرِيَّةٍ = تُغْرِي اللَّبِيبَ مُهَيَّأً مُتَصَبِّرَا
46- يَا مَلْكَةَ الْعَصْرِ الْحَدِيثِ بِشِعْرِهِ = وَبِنَثْرِهِ بُشْرَاكِ لَمَّا اسْتَنْظَرَا
47- إِنِّي أُؤَمِّلُ فِي لِقَاءٍ حَاسِمٍ = وَهِلَالُكِ الْوَضَّاءُ - حُبِّي نَوَّرَا
48- وَأَهِلَّةٌ كَانَتْ تُدَارِي وَجْهَهَا = فَتَسَمَّرَتْ بِمَكَانِهَا مُتَجَدِّرَا
49- لَمَّا رَأَتْكِ وَأَنْتِ أَرْوَعُ فِتْنَةٍ = وَفَمُ اللَّيَالِي قَدْ حَبَاكِ الْجَوْهَرَا
50- وَخَرَجْتِ لِلْأَيَّامِ تُبْدِينَ الْهَوَى = وَجَمِيلُ حُبِّكِ يَا حَيَاتِي أَزْهَرَا
51- رَقَّصْتِنِي مَتَّعْتِنِي دَلَّلْتِنِي = وَجَعَلْتِنِي فَوْقَ الْبُسَاطِ مُخَيَّراً
52- أَشْدُو بِحُبِّكِ طَائِراً وَمُنَغِّماً = تَحْكِي اللَّيَالِي حُبَّنَا مُتَطَيِّرَا
53- لَيْلَايَ هِلِّي بِالرَّبِيعِ يَهُزُّنِي = وَيَهُزُّ قَلْباً فِي الْغَرَامِ مُسَيَّرَا
54- لَا تَسْتَهِينِي بِالْهَوَى وَجُيُوشِهِ = وَفُيُوضِهِ مَهْمَا الْغَرَامُ تَبَعْثَرَا
55- أَصْغِي إِلَيَّ بِعَبْرَةٍ فَيَّاضَةٍ = تُوًصِي بِحُبِّكِ لِي فَتُؤْوِي الْقَيْصَرَا
56- مَا زِلْتِ فِي قَصْرِي وَبِينَ جَوَارِحِي = تَلِدِينَ طِفْلاً حَائِراً مُتَقَهْقِرَا
57- يَشْتَاقُ ضَمَّةَ أُمِّهِ وَبِحِسِّهِ = يَلِجُ الْحَيَاةَ مُمَزَّقاً وَمُدَمَّرَا
58- أَيْنَ الْعَبَاءَةُ يَا فِلِسْطِينُ الَّتِي = تَبْكِي وَيَلْطُمُهَا الزَّمَانُ مُجَنْزِرَا
59- مَا عُدْتُ أَدْرِي يَا سِنِي نَكَبَاتِنَا = كَيْفَ الْخَلَاصُ مِنَ الَّذِي قَدْ أَنْذَرَا؟!!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذه المعلقة من بحر الكامل التام
أول الكامل :
العروض تام صحيح
والضرب تام صحيح
ووزنه :
مُتَفَاعِلُنْ مُتَفَاعِلُنْ مُتَفَاعِلُنْ = مُتَفَاعِلُنْ مُتَفَاعِلُنْ مُتَفَاعِلُنْ
الكامل التام :
هو الذي وُجدت تفعيلاته الستة في البيت مثل :
عَيْنَاكِ وَالشَّفَتَانِ حُبِّي فَجَّرَا = لَحْنَ الْهَوَى حَتَّى اسْتَطَابَ وَعَمَّرَا
أَدْمَنْتُ حُبِّي وَاشْتَعَلْتُ بِصَبْوَتِي = أَرْجُو الدُّخُولَ فَكَمْ وَقَفْتُ مُحَيَّرَا
شَفَتَاكِ رِيقٌ لِلْحَلَالِ مِنَ الْهَوَى = فَمَتَى أَذُوقُ فَكَيِّفِينِي يَا مَرَا؟!!!
أَنَا فَارِسُ الْأَرْجَاءِ تَهْتَزُّ الدُّنَا = لِحُرُوفِ عِشْقِي تَسْتَتِبُّ عَلَى الذُّرَى
عَيْنَاكِ تَسْتَلِبَانِ هَائِجَ شَهْوَتِي = نَادَتْ أَنِ ادْخُلْ فِي السَّلِيمِ غَضَنْفَرَا
إِنِّي اشْتَهَيْتُكَ كَيْفَ تُشْبِعُ رَغْبَتِي = أُعْطِيكَ فِي فِيكَ الْمُعَطَّرِ سُكَّرَا؟!!!
وَتُرِيحُنِي مِنْ بَعْدِ أَنْ طَالَ الضَّنَى = هَمَسَاتِ قَلْبِي فَاسْتَطَالَتْ أَبْحُرَا
الشاعر الدكتور والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه..شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة
mohsinabdraboh@ymail.com mohsinabdrabo@yahoo.com
{2}ذُدْ عن مواردِ أدْمُعي طيرَ الكرى.. ابن سهل الأندلسي العصر الأندلسي
1- ذُدْ عن مواردِ أدْمُعي طيرَ الكرى=وأعِدْ بنارِ الوجدِ ليلِيَ نيّرا
2- وأصِخْ وطارِحني الشجونَ وغنِّني=بهمُ ونازعني أفاويق السُّرَى
3- ريحانها ذكرى حبيبٍ لم يزلْ=راحي بِهِ دمعاً وكاسي محجرا
4- سلب الثريا في البعاد محلها=و أعارَ جفني نوءها المستفزرا
5- لا تَعْجَبوا إن غابَ عَنِّي شَخصُهُ=وخَيَالُهُ في أضْلُعي مُتَقَرِّرا
6- هذا أبو عثمانَ خيم قدرهُ=في النيراتِ وشخصهُ بين الورى
7- الكوثريُّ إذا همى ، والكوكبيْ=يُ إذا سما ، والمنصليُّ إذا فرى
8- ملكٌ تسنَّمَ من قُريشٍ ذروةً=من أجْلِها تُدْعى الأعالي بالذُّرى
9- حسبٌ يجرُّ على المجرة ِ ذيله=و مناقبٌ تذرُ الثريا كالثرى
10- يسعى السُّهى أنْ يغتدي كصغيرها=و يعذرُ الدبران عنها مدبرا
11- عالي مَنارِ العِلْمِ لَوْ أنَّ الهُدى=شخصٌ لَكَانَ لشَخْصِهِ متصوِّرا
12- ومُبارَكُ الآثارِ لَوْ وطىء َ الصَّفا=لجرى بمنهلِّ النَّدى وتَفَجَّرا
13- أو مَسَّ عُوداً ذابِلاً ببنانِهِ=مساً لأورق في يديهِ ونورا
14- خُصَّتْ بِهِ من ورقَة ٌ وسَناؤهُ= قدْ نورَ الآفاقَ حتى أقمرا
15- كالشمسِ مطلَعُها السماءُ وضوءُها=قَدْ عمَّ أقطارَ البسيطَة ِ أنؤُرا
16- كذبَ المشبِّهُ بالنجومِ ضياءَه=و سناءه وذكاءه المتسعرا
17- لو كان عند النجمِ بعضُ خصالهِ=ما كان في رأي العيونِ ليصغرا
18- ملكُ السّجايا لو يحلُّ بمنزلٍ=بينَ النجوم الزهرِ كانَ مؤمرا
19- العالِمُ البطلُ الذي ما انْفَكَّ في=حالٍ يخطُّ دجى ويرفعُ عثيرا
20- لَمْ أدرِ قبلَ هباتِهِ وكَلامِهِ=أنَّ الفراتَ العذبَ يُعطي الجوهرا
21- ندبٌ إذا أعطى الكرامُ ليحمدوا=أعطى كرائمَ مالِهِ كي يُعْذَرا
22- لما تكررَ كلَّ حينٍ حمدهُ=نسيَ الورى ثقلَ الحديثِ مكررا
23- أضْحى بَنو حكم وقد علم الضُّحى=مذ أسفروا أنْ ليس يُدْعى مُسْفِرا
24- قومٌ إذا ركبوا الخيولَ حسبتها=عقبانَ جوٍّ حْمّلَت أُسْدَ الشَّرى
25- أو شِمتَ مُسْبَغَة َ الدروعِ عليهمُ=أبصرْتَ أنهاراً تضمُّ الأبحرا
26- لو مَثَّلَتْ لهمُ المَنايا في الوغَى=أقرانَهُمْ لم تلقَ مِنهم مُدبرا
27- جُمعتْ مآثرُ منْ سواهمْ فيهمُ=جمعاً كمثل العامِ ضمَّ الأشهرا
28- نفرٌ لو انكَ لم تكنْ من عزهمْ=في عسكرٍ جهَّزْتَ عزمَكَ عَسكرا
29- قَدْ كانَ قبلَ الأمرِ أمرُكَ صادعاً=والفعلُ يعملُ ظاهِراً ومقدَّرا
30- آياتُ عيسى في يديك وإنما=ماتَ الهدى وبحسنِ رأيك أنشرا
31- حاربتَ حزبَ الشركِ عنهُ بالحجى=والرفقُ مثلُ البطشِ يقصمُ أظهُرا
32- و طعنتهمْ بالمكرماتِ وباللها=في حيثُ لو طَعَنَ القنا لتكسَّرا
33- قد تجهلُ السمرُ الطوالُ مقاتلاً=تلقى بها الصُّفْرَ القصيرَة َ أبْصَرا
34- و تصححُ الآراءُ والراياتُ قدْ=نكصتْ على الأعقابِ واهية ِ العرى
35- إن خابَ غيركَ وهوَ أكثر ناصراً=وبقيتَ للإسلامِ وحدكَ مظهرا
36- فالبحرُ لا يروي بكثرة ِ مائهِ=ظمأً ورُبَّ غمامة ٍ تروي الثرى
37- الغيثُ أنْتَ بل انْتَ أعذبُ شيمة ً و أعمُّ إحساناً وأعظمُ عنصرا
38- و المزنُ يهمي باكياً متهجماً=أبداً وتهمي ضاحكاً مسبشرا
39- و الشمسُ مرمدة ٌ ونوركَ لو جرى=في مقلتَيْ أعمى لأصبَحَ مُبصرا
40- حَسَّنْتَ قُبْحَ الدهرِ حتى خلتُهُ=ذَنْباً وخلتُكَ عُذْرَه المستغفرا
41- و وهبتَ لا مسترجعاً ، وحكمتَ لا=مُتَنَطِّعاً، وعَلَوْتَ لا مُتَجبِّرا
42- فالملكُ منك خصيبُ أشجارِ المنى=يقظانُ عينِ السَّعْدِ مشدودُ العُرى
43- هو مفرقٌ في السلمِ يلبسُ منكمُ=تاجاً وفي حربِ الحوادثِ مغفرا
44- يا بحرُ جاورتَ البحارَ لعلة ٍ=حازَتْ لها الفخرَ المياهُ على الثَّرى
45- وأراكَ لم ترضَ البسيطَة َ ساحِلاً=فجعلتَ ساحِلَك الخِضمَّ الأخضرَا
46- بحرٌ أجاجٌ حالكٌ أدى إلى=بحرٍ حلا وِرْداً وأشرقَ مَنظرا
47- تُهدي رياحُ الحمدِ عَنْكَ المسكَ إن=أهدتْ رياحُ الأفقِ عنهُ العنبرا
48- خُذها تُنيفُ على الجمانِ مفصَّلاً=و الزهرِ غضاً ، والرداء محبرا
49- روضاً تغنَّتْ من ثنائك وَسْطَهُ=وُرْقٌ جَعَلْنَ غُصونَهُنَّ الأسطرا
50- لما طغى فرعونُ دهري عاتياً=شقّتْ عَصا شعري بَنانَكَ أبْحُرا
51- ما إن أُبالي حيثُ كنتمْ وجهتي=أنِّي أُفارقُ موطناً أو مَعْشَرا
52- إذ عصركم كلُّ الزمانِ وأفقكمْ=كلُّ البلادِ وشخصكمْ كلُّ الورى
53- ينسي الوفودَ سماحكم أوطانهمْ=وكذاك طِيبُ الوِردِ يُنْسي المصدرا
54- لم أرعِ تأميلي حمى لكمُ ولايَمَّمْتُ مَغناكُم محلاًّ مُقْفِرا
55- إنْ كان عُمْرُ المرءِ حُسْنَ ثنائِهِ=فاعلمْ بأنكَ لنْ تزالَ معمرا
56- أذكى عليَّ الدهرُ خطوبهِ=فبثَثْتُ فِيها من مديحِكَ عَنْبرا
57- رفعتْ عواملهُ وأحسبُ رتبتي=بنيتْ على خفضٍ فلن تتغيرا
58- دمْ للأنامِ فلوْ على قدرِ العلا=بقيتْ حياتهم خلدتَ معمرا
59- واسلَمْ تنيرُ دجًى ، وتُخصبُ مجدباً=و تبيدُ جباراً ، وتغني مقترا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نبذة حول : ابن سهل الأندلسي
ابن سهل الأندلسي
605 - 649 هـ / 1208 - 1251 م
إبراهيم بن سهل الإشبيلي أبو إسحاق.
شاعر غزل، من الكتّاب، كان يهودياً وأسلم فتلقّى الأدب وقال الشعر فأجاده، أصله من إشبيلية، وسكن سبتة بالمغرب الأقصى. وكان مع ابن خلاص والي سبتة في زورق فانقلب بهما فغرقا.
بقلم / الشاعر الدكتور والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه..شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة
mohsinabdraboh@ymail.com mohsinabdrabo@yahoo.com

إشراقة صبح/أحمد خليف الحسين/جريدة الوجدان الثقافية


 ☆ إشراقة صبح ☆

أقول لك:
أنت الفرات والزورق
والشام
والعراق
جنائن لا تغرق
أكتب قصيدِ
والشوق والمداد
من دمي
يسكب على الورق
أنت
أركان عبادتي
تاريخ
الماضي
وحاضري على مد الأفق
من لي؟
في الحياة سوى
قلبٍ
وفؤادٍ
يكسوه رداء العشق
من بردى
ونهر العاصي
وزحام يطوف حول
مقام الهوى
طلوع الشمس
و قبل الغسق
سأجعل لك مقعد صدقٍ
بين ملكات التاريخ
كحضارة المشرق
لايرويني إذا عطشت
ماء البحر
سوى فستانك الأزرق
*************
أحمد خليف الحسين
حلب ... ٢٠٢١/١١/٢٥

أرى الأنثى بلا سببٍ تهانُ/ محمد الدبلي الفاطمي/جريدة الوجدان الثقافية


 أرى الأنثى بلا سببٍ تهانُ

لمأ الأنثى يُقاومُــــــها الذّكورُ***ونحنُ على الرّحى دوماً ندورُ؟
أليستْ نصفنا جسداً وروحاً؟***لـــــــــــماذا يستبدّ بنا الغرور؟
نعنّفها ونطــــمعُ في هواها***وسوءُ الفعل يعقـــــــــــبُهُ النّفورُ
فلا التّأنيثُ ضعفٌ في النّساء***ولا الذّكرانُ كلّهمُ الصّـــــــقورُ
فكنْ دوماً مع الأنثى لطيفاً***فإنّ اللّطــــــــــفَ يتبعُهُ السّــرورُ
////
نحبُّ البربريّةَ في الرّجال***ونفخرُ بالــــــــتّعالي في الخصـالِ
ونعتقدُ اعتقاداً ظلّ وهماً***بأنّ العنفَ مفـــــــــــــــخرةُ الرجالِ
وهذا في الحقيقة سوءُ فهمٍ***ترسّخَ في العقــــــــولِ لدى البغالِ
تأمّلْ حالنا سترى شــــعوباً***من الغوغاءِ تعْبــــــــثُ بالخـلالِ
تربّتْ في بيوتِ الظّلم ليلاً***على قيمٍ حوتْ ســــــــوءَ الفـعالِ
////
لمَا الأنثى تهانُ بلا سببْ؟***لماذا يســــــــــتخفُّ بها العـــربْ؟
يسيئُ إلى كرامتها رجالٌ***تربّوا كالوحـــــوشِ على الغـضبْ
ويُحرمُها الأقارب حقّ إرثٍ***لأنّ الجهلَ كانَ هو السّــــــــببْ
وتُمنعُ من تعلّمِها وتبْقى***أســـــــــــــــيرةَ بيتها ترْجو الهـربْ
وليستْ في الحقوقِ كما اللّواتي***بمُجتمع التّحـــــضّرِ والأدبْ
////
أرى الأنثى بلا سبب تهانُ***ويؤذيها الـــــــــتّحـــرّشُ واللّسانُ
تعاملُ في البيوت بلا احترامٍ***كخادمةٍ يلاحقُــــــــــها الــهوانُ
وتُضرَبُ إن أبتْ أنْ تستجيبَ***وتتّهمُ انتقـــــــــــــاماً أو تهـانُ
وإن هرمتْ كأمٍّ أهْــــملوها***وشرّدها بقـــــــــسْوته الزّمــــانُ
وما الأنثى سوى أمٌّ وزوجٌ***وأختٌ في شريعتنا تـــــــــــصانُ
////
أحبّ بـــــنيّتي حبّا جميلا***وأسعد حين تمنحـــــني الجـــــميلا
أحسّ بأنّها سكنت فؤادي***بحبّ في القــــــــلوب غدا جلــــيلا
حياة بنيّتي أحيت حياتي***فكانت زهرة فاحت عـــــــــــــــليلا
تزوّجت القرنفلة اختيارا***وكان زواجــــــــــــــها فعلا أصيلا
وشرّفت الأقارب والأهالي***لأنّ وفاءها ابتكر السّــــــــــــبيلا
////
سألت الله ربّ العالمــــينا***معاقبــــــــة الرّجال الظّالمـــينـــــا
يسومون النّساء أذى وخسفا***وشرّ النّاس من أضحـــــى لعينا
ألمّا تعلموا أنّا ابــــــــــتلينا***بداء المـــــــــــشركين المارقـينا؟
فصــــــرنا أمّة من دون دين***لأنّ الدّين ينهى المســــــــلميـنا
ركبنا كلّ فعل مستــــــطير***وشيطننا التّـــــــخلّف أجمعـــــينا
////
دعوني أسأل العقلاء علما***ومن حازوا الهدى وعيا وفهــمـــا
لماذا حول أنفســـــنا ندور؟***وهل هجر الهدى كيــــــفا وكمّا؟
أليس الفاسدون هم الذّكور؟***ولو نطق الزّمان لـــصار حكمــا
نغالط في الحقائق دون فقه***وندلي بالذي قد ظلّ وهــــــــمـــا
ونتّهم الأنوثة بالتّـــــــدنّي***ونحن السّاقــــــطون هدى وعلمــا
محمد الدبلي الفاطمي

وهو آخر ما أكتبه /زكرياء عسول/جريدة الوجدان الثقافية


 وهو آخر ما أكتبه

لك .فحين تعانقين .
الورد يخفق قلبي .
وأشم رحيك الآت .
من بعيد فأتلفظ آخر .
نفس وكأنه نفس الموت .
حقاا ..فلا عدت .
أذكر شيئا بعدك.
ولا أنتظر أحدا غيرك .
لذا سأجمع كل الأسطر .
وأغلق الكتاب وأحفظ .
المذكرات إلى أن.
تأتي أو أرحل أنا ..
زكرياء عسول

دين و حقوق/الهاشمي البلعزي/جريدة الوجدان الثقافية


 دين و حقوق

هل خانت طريقها أم خانها الطريق
منذ الصبى مقهورة بتمييز دقيق
هي للخدمة وهو للمقهى شقيق
هل خانت طريقها أم خانها الطريق ؟
هل آلة مملوكة على مدى الأزمان
أم عبدة شقية تصارع الأكفان
بربكم أغيثوا سلطانة الزمان
الأم و الأخت و البنت في الميزان
صاحبتي بنية شكت من التمييز
أنجبت و ربت عزيزة و عزيز
ظُلمت عزيزة و نُصر عزيز
عزيزة محتاجة من جيلنا تعزيز
لا خبر فينا إذا أُهينت حبيبتنا
أو ضامها التعب أو هزها الوجع
لا خير في أمة بلا أم
و حبيبة قلب ينتابها الفزع
يا بنت إن طلبت العدل و المساواة
ففي الخير مرحى لا في الملذات
في طاعة الله و في العبادات
في عمل الخير و في عزة الذات
الطاعة في الله واجبة و مطلوبة
لا تَزِنِي الأمر بغالبة و مغلوبة
و إن رأى أن يزيد عليك بثانية
فحكمي العقل طاعة الله بائنة
هنا يتوقف عقل المرأة و ينشطر
تصير كافرة و تصير أميّة
لا أرض تحملها لا بر و لا بحر
أيّ مساواة و ستزيدني ضرة
هل خانت طريقها أم خانها الطريق
مسلمة ...كافرة أم هو الحريق
صديقتي بالحكمة ينفك كل ضيق
بوصلة الحياة أنت للغريق
حبيبتي سيدة رفيعة المقام
تتحمل الأوجاع و تحرك الأقلام
مسؤولة بطبعها و ترفع الأعلام
بعزمها بروحها تتحقق الأحلام
الهاشمي البلعزي
في
25.11.2021

حساب السنة القمرية/ حمدان حمّودة الوصيّف /جريدة الوجدان الثقافية


 17... حساب السنة القمرية :

هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (5) يونس.
وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39) لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40) يس.
في الآية الأولى أعلاه ، كشف الله بوضوح أن القمر كان وسيلة لحساب السنوات. وبالإضافة إلى ذلك ، فإنّ من الواضح أنّ هذه الحسابات يجب أن تتم وفقا لمنازل القمر عندما يتحرّك في مداره. نظرًا لأن الزوايا بين الأرض و القمر والشمس والقمر وتختلف باستمرار ، فإنّنا نرى القمر في أشكال مختلفة و في أوقات مختلفة.
وبالإضافة إلى ذلك ، فقدرتنا على رؤية القمر ممكنة بفضل الشمس عندما تشرق. فكمية الضوء المنعكسة على القمر التي نراها من الأرض تغيير.
إذا اعتبرنا في الحسبان هذه التغييرات ، فبعض الحسابات ممكن أن تُؤدَّى ،وهذا مما يسمح بحساب السنوات.
في العصور القديمة ، كان حساب الشهر مساويا لوقت ما بين قمرين كاملين ، أو الوقت الذي استغرقه دوران القمر حول الأرض. ووفقا لهذه الحسابات ، فإنّ الشهر الواحد يعادل 29 يوما ، 12 ساعة و 44 دقيقة. هذا هو المعروف باسم "الشهر القمري". و الأشهر القمرية هي 12 شهرا في السنة ، وفقا للتقويم الهجري. ولكن ، هناك فرقا بـ11 يوما بين التقويم الهجري والتقويم الغريغوري ، والذي يعادل الوقت اللازم لدوران الأرض حول الشمس. والواقع أن الآية التالية تؤكد هذا الاختلاف .
وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا... الكهف (2)
يمكننا أن نفسر حساب الفترة الزمنية التي تحددها الآية كذلك : 300 سنة في11 يوما (وهو الفرق في كل سنة) = 3300 يوما. وإذا نأخذ في الاعتبار حقيقة أن السنة الشمسية 365 يوما و 5 ساعات و 48 دقيقة و 45.5 ثانية ، بعد مرور 300 سنة على التقويم الغريغوري ما يعادل 300 إلى 9 سنوات من حيث التقويم الهجري. وكما نرى ، فهذه الآية تشير إلى الفرق الدقيق للغاية لـ9 سنوات. فليس هناك شك في أن القرآن ، الحامل لمثل هذه المعلومات ، و المعارف في ذلك الوقت ،إعجاز علميّ. (والله وحده أعلم)
حمدان حمّودة الوصيّف
من كتابي : القرآن والعلوم الحديثة

موعد طيف/فريدة عاشور/جريدة الوجدان الثقافية


 موعد طيف

فريدة عاشور
أصْغَتْ إليَّ حواس
عشقك لهفةً
فسرقت منها قبلة
زادًا لأشواقي على
عجلٍ
فموعدِ طيفك الداني
ينائي مسرعًا
لا تلحق النّجوى تروّضهُ
وحلمي لا يراهْ
وإذا ضممت ظلاله لبدا ملاكًا
شاردا تاهت سماهْ
وإذا تراءى واضحا
أسقي مسامي منّهُ
وينال سقياهُ
لكي لا تهرب الأحلام
أهجع في منافذهِ
وتوشي مهجتي في حبّهِ
وخرائطي
ومدائني
وبرونقي
ورعونتي
أمضي
لأحصد منتهاهْ
طوّقتُ في قلبي
مشاعرهُ
وجمّعت السكون
ينام في مأواهْ
وعزفت من أعماقهِ
معزوفةً ترجو
رضاهْ
وعكفت في بصماتهِ
لأرودُّ الأنسام فوق سماهْ
فلعلّنى يومًا أفوز
بحضنه
ولعلنّى أشدو صداهْ
ٌوصبرت في
صخب الحياة
أدثّر الأحلام
في برد الهوى
ووجدت قلبى تائهًا
لا تهتدي دنياهْ
وبَحَثْت عنه في
دهاليزي
بأوردتي
لعلّ عيون قلبي ترتقي لمكانهِ
فوجدته في شهوةِ الأحلام
يبعد عنّي
وأنا التي أرجو سماهْ
وليلهُ وضحاهْ
قال الذى رسم الزمان مصيرهْ
إنّ الأماني أينعتْ
وهروبه منّي محالْ
فتدفّقتْ روحي به
فتبلورت شفتاهُ
وتبسّمتْ عيناهُ
فوددت تقبيل العيون
وضمّة لا تبتغي إلّا سواهْ

لست ادري كيف/ لمياء السبلاوي/جريدة الوجدان الثقافية


 لست ادري كيف..

لكني اعرف انه
مع نهاية هذا الاسبوع..
سأرسم الشمس
ساجمع كل الغيوم
التي تغطي الافق
سأضعها في سلة المهملات
ساحدثكم عن ........
المضحكات .. المبكيات..
وكعادتي.. ساستعمل..
أبسط المفردات...
وستبتدئ فعلا .. الحياة...
ربما سيصاحبها شتاء بارد..
ربما سيعود الربيع..
ربما لن أكون هنا..
وأكون قد عدت للبديع...
ربما.... ربما....
لست ادري كيف..
ولا الى أين امضي..
ولا لما أنا اليوم ابكي...
ولا لما كنت اصلا ابكي...
ولا لما للوهم..
كنت آلامي اشكي..
لست ادري..
لست ادري...
لكني اعرف انه...
مع نهاية هذا الاسبوع..
سأفتح ابواب البحر..
وسأغلق ابواب البحر...
وسأكسر امواجه..
بأغنية امراة استثناء
يتطاير شعرها الأسود..
في الفضاء...
على انغام قطبية باردة...
باردة جدا...
فربما يقف نزيف أوردة...
ما عادت تصلح للحياة..
وربما وقتها...
نعود الى احلامنا...
نجلس على عرش الكبرياء...
وعوضا عن قصائد العشق..
سنكتب عن ثمن راقصة
على قارعة الكلمات..
تحمل بين طياتها..
قلما وسجارة قذرة..
نعم سنكتب عن ذلك
فالموت يجعل الروايات
اكثر صدقا.. ..
يجعلها بلا مجاملات...
ولا اقنعة....
ولا رسائل ود زائفات....
لأننا سنكتب ما عشنا...
عن الحقيقة المطلقة.....
عن الصقيع في النهايات
بقلمي لمياء السبلاوي

علي /علي السعيدي /جريدة الوجدان الثقافية


 ... علي ..

كم ذا يلوح
وحدي هنا فوق الجبال
ما زلت أصعد
ما زلت .. أصعد
أعانق أرجوحة الظّلال
في المنحدر
أشمّ هنا روائح
الشّيح / الزّعتر/ والإكليل
ثم ..
أصعد من جديد
سأبقى كالطّير الغريب
يطير .. يطير
ولم يلق عشّه
هناك وراء التّل
بوارق ظلّ
ودروب من الامال
مبعثرة .
... علي السعيدي / شاعرمن المناجم ...