**صاحبي الفلسطيني**
1
صاحبي الذي لا تعرفونه،
صاحبي "فلسطيني"،
سألني مرّة سؤالًا
شقَّ قلبي،
وأثقلَ جفوني
قال: كيف أُفرّق بين من هوّ عربيٌّ؟،
على ديني،
ومن هوّ من بني صهيون؟
فقد تعبتُ... تعبتٌ ...
وأدمَتْني ظنوني.
2
فقلتُ له: تعالَ نجرّبْ،
فلعلَّ شكَّك يذوب،
أو يزدادَ يقيني...
اصعدْ أوّلَ مئذنةٍ،
وارفعْ صوتك بالنّداء:
يا إخوةَ الإسلام،
إليَّ...
لقد هدموا بيتي،
شرّدوني،
واقتلعوا زيتوني.
3
إليَّ...
أنا عربيٌّ،
أنا فلسطيني،
القدسُ تناديكم...
أنجدوها،
أنجدوني.
4
أنا أخوكم في الله،
فلا تتركوني!
5
فإنْ أجابك نفرٌ قليل،
هؤلاء،
هم أهلك...
**وبكلِّ يقين**.
وأمّا البقيّة؟
البقيّة...
** شياطين**
6
من نسلِ بني صهيون،
وإنْ تسمَّوا بأسمائنا،
وإنْ سجدوا،
وإن ركعوا
وإن حفظوا السّتين...
7
**كيف يُسمّى "مسلمًا؟"
من صلّى،
ثمّ نام قريرَ العين،
والقدسُ تنزف،
غزّة تُباد
وتنتحبُ فلسطين؟**
8
كيف يُدعى "أخًا في الله؟"،
من أعرض عن نداء المظلوم،
وغفا فوق وسادة غفلة،
والنّار تحرقُ إخوتَه،
في كلّ حين؟
9
أين المروءة؟
أين عهدُ المدينة؟
أين أنصارُ الحقّ،
وحماةُ الدّين؟
10
أما علمتم
أنّ الإسلام ليس ركوعًا وصيامًا فقط؟
بل **نصرةٌ** للمقهور،
و**رِباطُ يقين**؟
11
وأنّ الأمّة إذا ما خانت عهد الأخوّة،
**تقاذفتها** أمواج الذلّ،
وأُغرِقت... في طوفان المهانة
والتّمزيقِ،
والأنين؟
12
إنّ الطّوفان لا يرحمُ
من فرّقتهم الرّايات،
ومزّقتهم المذاهب،
ونسوا أنّهم
إخوةٌ في الله...
منذ بدرٍ
إلى فلسطين.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق