غزّة...
أنت في قلوبنا حبّا لا يندثر،
ونغمة تسكن الخاطر،
تزرعين فينا أملا أخضر،
وتوقظين فينا رغبة العمل...
ورغيف الحلم.
سرقوا ماءك، ونهبوا زيتونك،
وأشعلوا النار في سنابل عمرك،
فصار عمرانك حطاما،
وزرعك رمادا،
وصوت الجوع نشيدا لا يطرب.
يا وطني...
شبّهتك بوجه أمّي وأبي،
حين يملأهما الألم،
ويضيئان رغم العتمة،
ويبتسمان..رغم الغصّة.
لن تذبل أغصانك فينا،
ولو اقتلعوا الأشجار من ضيعتنا.
فنحن الماء،
نحن السماد،
ونحن الصّوت الّذي لا يخفت،
ولا يزول.
وسنظلّ ننهض...
سنزرع من رمادك وردا،
ونبني من أنقاضك بيتا جديدا،
يطلّ على البحر،
ويطوّق الشّمس.
سنعلّم أطفالنا أنّ الأمل لا يدفن،
وأن الجذور، حتّى لو داسها العابرون،
تعرف كيف تنهض
وتثمر من جديد.
غزّة…
ستبقين أغنيتنا، ولو خفتت الأصوات.
ستبقين نبضنا، ولو جفّت الشّرايين.
رشدي الخميري/ جندوبة/ تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق