خلقتُ من طين مختلف
لطالما رأيت العالم جميلاً كل شيء فيه يبدو عاديًا ومتاحًا والابتسامات صادقة كالشمس والعلاقات نقية كالماء لكن مع مرور الزمن والنضج تأتي الصدمات لتكشف أن الواقع أكثر تعقيدًا وأن النجاح يتطلب الكثير أحيانًا على حساب راحتنا واستقرارنا وأنه من السهل أن ننسى أنفسنا وسط ازدحام المسؤوليات والحمد لله فهذه الصدمات تصقلنا تجعلنا أقوى أجمل وأكثر مرونة كأشجار عميقة الجذور تواجه الرياح دون أن تنكسر تمامًا كما يقول نيتشه “الإنسان العظيم هو الذي يعرف كيف يتحمل الألم ويجعل منه وقودًا لخلق نفسه”.
كأني خلقت من طين مختلف تراودني أفكاري وتقمعني أشعاري تمزقني حروفي وأذوب بين الرؤى النقدية والازدحام أريد أن أكتب أكثر وأعبر أكثر ويرهقني القلم وأنسى متى أكلت وحتى حين أشعر بالإرهاق أجد راحتي في هذا الخليط في تلك اللحظة التي أبني فيها فكرة أو أنهي مقالاً أشعر بأن العالم كله يستقر قليلاً وأن روحي تجد متنفسه
وأنا امرأة واقعية جدًا أواجه أحيانًا التحرش والضغوط المختلفة وأحيانًا انتقادات حول كتاباتي الجريئة او الفلسفية وحتى في الحب أراه أحيانًا مكيدة من الواقع ومع ذلك يبقى حقيقيًا عندما يُحتفى به في الروح في الماهية في الكلمة وفي الابتسامة حين يُقدَّر الحرف ويُبجَّل وكأني خلقت من طين مختلف يرى الحياة والفن والحب بعين القلب شكراً للأقدار التي لم تغيّر مني شيئًا ولم تجعلني نسخة من آمال الآخرين.
شكراً لكل رؤساء التحرير والمجلات والكتب والنقاد على إيمانهم بأن الوعي ينبني على الوضوح والشفافية وشكراً لكم من القلب على تحملنا ودعمنا فبفضلكم تستمر الكلمة بالعيش والنور ونستمر بالعطاء لنثبت أن الأدب الحقيقي هو الذي يحافظ على أصالته واستعفافه .
شكراً لمحبتكم التي تراودني في يقظتي ومنامي وتدفعني نحو العطاء والعشق والغزل لأخلق كل يوم من طين مختلف.
د/آمال بوحرب
تونس

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق