على هامش ذكرى المولد النبوي الشريف
لتكن ذكرى المولد النبوي الشريف..منبعا فياضا لإبداعاتكم شعرا ونثرا..على غرار قصيدة الشاعر التونسي الكبير د-طاهر مشي (صلّوا عليْهِ فكلُّنا ……عُشّاقُ..)
نلتمس بلطف شديد من-مبدعي الوجدان-المساهمة بإبداعاتهم في سرد قصة الرسول صلى الله عليه وسلم ومولده،وبيان أهمية بعث سيدنا محمد للعالمين ونشره للمحبة والسلام وتوحيد الله،
إذ تشكل ذكرى المولد النبوي الشريف منبعا فياضا للإبداع،شعرا ونثرا..كما أن الشعراء التونسيين كانوا سباقين إلى الاحتفال بالمولد الشريف ونظم القصائد في مدح الرسول الكريم وتعداد مناقبه الفاضلة وذكر صفاته الحميدة وسيرته النبوية الشريفة..
إن قصائد المولديات،أو قصائد التهاني المولدية،قصائد متميزة في الأدب العربي عموما،ولها-في تقديري-خصوصية تونسية،استمدت أصالتها من طبيعة الفكر التونسي وفي نزوع إبداعه إلى الانصهار بين الذات والجماعة،وذلك من أقوى عوامل الإبداع في التراث الإنساني
ختاما أقول : قصائد المولديات شعر صادق،يجمع بين الدلالة الحرفية الحسية والدلالة الصوفية الروحانية.كما يندرج هذا الشعر ضمن الرؤية الدينية الإسلامية،ويمتح لغته وبيانه وإيقاعه وصوره وأساليبه من التراث الشعري القديم.كما أن هذه القصائد المدحية تمتاز بصدق المشاعر ونبل الأحاسيس ورقة الوجدان وحب الرسول طمعا في شفاعته،على غرار القصيدة التالية التي أبدع الشاعر التونسي القدير د-طاهر مشي في صياغتها تاركا لكم حرية التفاعل والتعليق:
صلّوا عليْهِ فكلُّنا ……عُشّاقُ……
وُلِدَ الحبيبُ وكلُّهُ إشراقُ
فأضاءتِ الأرجاءُ والآفاقُ
جاءَ البشيرُ لنا بدينٍ قَيِّمٍ
دخلَ القلوبَ وزالَ عنْهَا نِفاقُ
جاءَ الشّفيعُ لأمَّةٍ مُشتاقةٍ
ذكراهُ سَلْوى للقُلوبِ، رِفاقُ
أنت الحبيبُ المُصطفى أنت الهُدى
لولاكَ ما سادَ الوُجودَ وِفاقُ
صلّوا على نورٍ أتانَا محمّدٍ
خيْرِ الخلائقِ زانَهُ الأخلاقُ
فَهْوَ المُبلِّغُ للأنامِ رِسالةً:
أللهُ واحِدُ والهُدى أرزاقُ
ذو العَدلِ لا يرضى مذلّةَ سائلٍ
دانت لهُ الأعرافُ والأعراقُ!
صلّوا عليهِ وسلِّموا وَتَواصَلوا
فالخيْرُ فيمَنْ بالإيمانِ تلاقوا!
صلّوا عليْهِ وسلّموا وتراحَموا
خيْرَ الخلائقِ ،كلُّنا عُشّاقُ!
(طاهر مشّي)
إن إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف ليس بدعة ضلالة كما يظن البعض،بل هو من البدع الحسنة التي أقرها كثير من العلماء،شريطة أن تكون في إطار الشرع،خالية من المخالفات والمنكرات.فهي مناسبة للخير والبر والتقرب إلى الله بشكر نعمته، ومحبة رسوله،واتباع سنته.
كما أن الحديث عن الشعر والشعراء في ذكرى المولد النبوي الشريف هو حديث عن فن أبدع في التعبير عن أسمى مشاعر الحب والولاء لسيد الخلق، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
والشعر في مدح النبي صلى الله عليه وسلم هو لغة القلب قبل لسان القول،وهو جسر يربط بين الماضي والحاضر،ويعبر عن حب أمة لنبيها.
وفي ذكرى المولد النبوي الشريف،تكتسي هذه القصائد بمعانٍ جديدة ( قصيدة الشاعر د-طاهر مشي-نموذجا) فتذكرنا بسيرة النبي العطرة وشمائله الكريمة،وتجدد في نفوسنا مشاعر الاقتداء به وحبه.
كل عام والأمة الإسلامية أجمع بخير،وكل عام وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم بقلوبنا أطهر وأعظم.
متابعة محمد المحسن

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق