. محمّد مولد الهدى
النّفس عصيان وهجران
وأخبروني أنّ أبطال الإسلام
بعد القمر أنوار وشجعان
اخبروني أنّ بعض العبادات
من عهد يثرب أوثان وطغيان
يتحلّى بها أحبّة الهوى
النّفس في قربهم وبعدهم هوان
وإتبّاع دروب الجهل ظلام
يعتّم الفؤادَ وبه يتهدّم البنيان
فاصطفى اللّه للكون محمّدا
وأيّده بنواميسِ الهداية عرفان
كان ميلاده مَحبّة بألم الفؤاد
كأنّ قبل أمرِه طاعه الأقدمان
بزغ بملاده فجر جديد
سبّح الوجود به زهر وبستان
وأهلّ علينا خَير خَلق اللَه
ضياؤه شفاعة وخيره إحسان
قمنا نحيي مولده بالحنّاء
والبخور يتعطّر بهما الصبيان
وبالصّلاة والسّلام عليه
في مجالس الذّكر شيوخ وشبّان
محمّد مولد الهدى أنار
بالفطرة الخجل وسيرته عنوان
ذلّل عذاباتِ الجهالة بتوحيد اللّه
والأخوّة لأنهار الإيمان وديان
نقّى النّفوس كالأثواب من
رجس الوثنيٌة والزّهد وجدان
هاجر مضطرا لواسع العيش
يقدّم دعوته ولرسالته الأمان
خلّص الأمّة من مخالبِ الرّجس
حين فاز بالفتح نهجه القرآن
تمرّ السنين والهدي يكبر
وتتهاوى قلاع يسكنها الرهبان
تستمدّ الأمة من غزواته
نفحاتُ الذّود لا يصدّها عدوان
وتستمدّ النّفس منه أخلاقا
صراعها على الشرك طوفان
ساس بالعدل ربوع دولته
اتّسعت ليشملها بشيّمه إنسان
وطيبُ كلامه سنّة نبوّية
ودستور القرآن عبادة وغفران
كل حرف من رسالته دعوة
ومفتاح غرفةٍ ضوءها الإيمان
المأكل والمشرب شوق الحلال
والغزو فتحٌ يرتوي به الحِرمان
فهل مشتهي زلال الماء
يرتحل عن عين زمزم عطشان؟
يرى مهجور المكاره هدبا
تحرّكه في محبّة محمّد العينان
أين نحن من تضحية صحابته
صَداهم ضيّاء منبعه القمران
هجران الدّين كالأوطانِ
فراق وجفاء بَردهم نيران
لا يبتعد عن هجر النّفوس
ظلم لا يلتقي عليه الأعيان
نبقى نروي يُتمنا بسيرته
وسحر الحرمين سلام وأمان
سلوا ربوع المدينة ومكة
يستضيفنا فيهما الرحمان
سلوا الكواكب رفعةَ المقامِ
سلوا الحقب في الدوام برهان
سلوا الألسنة مطرّزة بالصٌلاة عليه
ترجو الشّفاعة والفردوس جنان
سلوا من حملوا عنه الرسالة
كيف بلّغهم الوحي بالرّفق تبيان
سلوا الشّكر فيه والثّناء قليل
البدر يفي نورَه والشمس حسبان
بقلمي: دخان لحسن. الجزائر
12 ربيع الأول 1447 هجرية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق