جديلة الريح
رأت نفسها تمشي في ممرّ طويل بلا أبواب.
الجدران من زجاج، خلفها وجوه كثيرة تحدّق بها، لكنها لا تسمع سوى الصمت.
كانت تحمل بين يديها جديلة شعر، طويلة، تتماوج كأنها حيّة.
شدّت عليها بقوة، تخاف أن تنفلت منها… فهي آخر ما تبقّى لها من حياةٍ مضت.
فجأة، انفتح سقف الممر، وهبّت ريح عاتية.
انتزعت الجديلة من يدها، رفعتها عاليًا، ثم بعثرتها في الهواء كغبارٍ ذهبي.
صرخت بكل ما أوتيت من وجع: “انتظريني… لا تتركيني!”
لكن الريح ابتلعت الصوت، ولم يبقَ سوى صدى متكسّر.
سقطت على الأرض، احتضنت الفراغ، ثم ابتسمت بمرارة:
حتى الريح تعلّمت كيف تسرقني.
وقّعت أسفل الصفحة:
بقلم: هدى حجاجي أحمد

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق