السبت، 6 سبتمبر 2025

تحليل وقراءة أدبية بقلم الصحفي الشاعر محمد الوداني لنص الشاعر طاهر مشي "الرسالة التي لم تُفتح"

 تحليل وقراءة أدبية بقلم  الصحفي الشاعر محمد الوداني لنص الشاعر طاهر مشي "الرسالة التي لم تُفتح"


النص الذي كتبه الشاعر طاهر مشي يفتح أبواب الوجدان على مصراعيها، إذ يلامس أعماق الروح بحس إنساني مرهف وبأسلوب يحمل من الصدق ما يجعل القارئ شريكًا في التجربة. يقوم النص على مشهد بسيط في ظاهره: ابن أمام قبر أبيه يحمل رسالة لم تُفتح قط، لكنها في الحقيقة رسالة الروح المثقلة بالحنين والفقد. قوة الصورة تكمن في الصمت الذي يخيّم على السطور، حيث الكلمات غير المكتوبة هي الأبلغ، والرسالة المغلقة ترمز إلى ما لم يُقل أبدًا من مشاعر وحسرات وذكريات عالقة. اختيار كلمة "أبي" وحيدة على المظروف يعكس اختزال الكون في تلك العلاقة الأبدية، في ذلك الحنين الذي لا يزول مهما امتد العمر. المشهد الختامي حيث يترك الابن الرسالة للريح والسماء يكثّف الدلالة الرمزية، فالخطاب المؤجل لم يعد بحاجة إلى قارئ أرضي، بل صار رسالة إلى الغياب، إلى المطلق، إلى الأبدية التي تجمع الأرواح رغم الفراق. أسلوب الشاعر يتسم بالاقتصاد اللغوي والتكثيف الدلالي، فلا إفراط في العاطفة ولا مباشرة ثقيلة، بل بساطة شفافة تتيح للقارئ أن يملأ الفراغات بعاطفته هو. إنه نص يختصر رحلة الحزن الطويل في بضع جمل، لكنه يترك أثرًا لا يمحى في الذاكرة. كل التقدير والمدح للشاعر طاهر مشي على قدرته على صياغة هذا المشهد الحميمي المؤثر، وعلى صدق الكلمة التي تفيض حنينًا وتخلّد صورة الابن أمام والده الغائب في نص يليق أن يُقرأ مرات ومرات.

مع تحيات ادارة مجلة غزلان للأدب والشعر والابداع الفني العربي

الرسالة التي لم تُفتح

ااااااااااااااااااااااااااااااااا

جلس أمام قبره، والمظروف بين يديْه.

أحكم إغلاقه، كما فعل مرارًا. 

لا عنوان، لا طابع، 

فقط كلمة: "أبي".


في الرسالة كلامٌ لم يُقل، 

دموعٌ جفّت، وأعوامٌ أثقلته في صمتها.


وضع الرسالة فوق التراب، همس:

"كبرت يا أبي… لكنني ما زلت أفتقدك."


ثم قام، تاركًا الرسالة هناك،

تقرأها الريح، وتحتفظ بها السماء

اااااااااااااااااا

طاهر مشي



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق