الاثنين، 1 سبتمبر 2025

بُكَاءُ قِطَّةٍ بقلم الشاعر محمد جعيجع

 بُكَاءُ قِطَّةٍ : 

..................................... 

لِي قِطَّةٌ وَلَهَا سَوَادٌ وَاحِدٌ ... 

سَودَاءُ بَیضَاءُ اكتَسَت وَبَرًا يُرَی 

مَاتَ السَّوَادُ وَمَا دَرَیتُ ہِمَوتِهِ ... 

مَاتَ الوَحِیدُ لِأُمِّهِ وَسَطَ العَرَا 

إِلَّا وَقَد مَاءَت بِقُربِي مَرَّةً ... 

وَطَرَدتُهَا مِثلَ الطَّرِيدَةِ فِي العَرَا  

فَأَعَادَتِ الإِزعَاجَ ثَانِيَةً مَعَي ... 

فَنَهَرتُهَا رَميًا بِنَعلِي مِن وَرَا 

وَقَدِ انتَبَهتُ لَهَا بِثَالِثَةٍ، مُوَا‎ ... 

ءٌ فِيهِ حُزنٌ أَو جٌرُوحٌ لَا تُرَى 

كَانَت تُكَرِّرُ خَطوَهَا فَتَرُوحُ ثُمـ ... 

مَ تَجِيءُ قُربِي دُونَ خَوفٍ أَو شَرَى 

تَبغِي مُرَافَقَتِي لَهَا، فَتَبِعتُهَا ... 

خَطوًا بِغَيرِ تَرَدُّدٍ حَيثُ الحَرَى 

لِتَدُلَّنِي عَن جَروِهَا، مَيتًا وَجَد ... 

تُهُ لِلحَيَاةِ مُفَارِقًا فَوقَ الثَّرَى 

فَسُبحَانَ مَن جَعَلَ الأُمُومَةَ بَصمَةً ... 

فِي كُلِّ أُنثَى وَالمَواتَ مُقَدَّرَا 

فَسَعَت إِلَى إِكرَامِ مَيتٍ دَفنِهِ ... 

فَحَمَلتُهُ وَدَفَنتُهُ تَحتَ الثَّرَی 

هُوَ ذَا الغُرَابُ يُعِيدُ شَرحًا وَافِيًا ... 

لِلدَّرسِ مَغزًى فِي عُرُوقِي قَد سَرَى 

مِن بَعدِ ذَلِكَ مَا سَمِعتُ مُوَاءَهَا ... 

قَد غَادَرَتنِي دُونَ تَودِیعٍ جَرَى 

..................................... 

محمد جعيجع من الجزائر  - 28 أوت 2025م



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق