الأربعاء، 3 سبتمبر 2025

على هامش الدورة 98 لحفل توزيع جوائز الأوسكار متابعة الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 على هامش الدورة 98 لحفل توزيع جوائز الأوسكار


الطفلة الفلسطينية الشهيدة هند رجب.."ستسمع صرخاتها" المزلزلة للضمير الدولي..عاليا..!


مما لا شك فيه،أن السينما التونسية شهدت تطورًا ملحوظًا ومثيرًا للاهتمام،من بدايات متواضعة إلى إنتاج أفلام حازت على تقدير نقدي دولي كبير. 

في هذت السياق،قررت اللجنة المجتمعة تحت إشراف المركز الوطني للسينما والصورة يوم 27 أوت 2025،ترشيح الفيلم التونسي "صوت هند رجب" للمخرجة كوثر بن هنية،لتمثيل تونس في فئة أفضل فيلم عالمي ضمن الدورة 98 لحفل توزيع جوائز الأوسكار،الذي سينتظم يوم 15 مارس 2026 في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية.

وجاء في بلاغ صادر عن المركز الوطني للسينما والصورة،أن هذا الفيلم استوفى جميع معايير الأهلية الفنية والتقنية التي تفرضها أكاديمية فنون وعلوم السينما،الجهة المنظمة لجائزة الأوسكار،التي تعدّ من أرفع الجوائز السينمائية في العالم.

ويمثل هذا الترشيح الثالث من نوعه،الذي تحظى فيه أعمال كوثر بن هنية بهذا الشرف،بعد ترشيح فيلمها الروائي "الرجل الذي باع ظهره" سنة 2021،والفيلم الوثائقي "بنات ألفة" سنة 2024.

يروي هذا الفيلم الساعات الأخيرة من حياة الطفلة الفلسطينية هند رجب البالغة من العمر ست سنوات، والتي استشهدت بنيران الاحتلال الإسرائيلي في جانفي 2024 بعد أن علقت في سيارة مع أقاربها الذين استشهدوا في غزة. وانتشرت على نطاق واسع صرخاتها المسجلة طلبا للمساعدة والتي أطلقتها عبر الإنترنت،وأصبحت رمزا لاستهداف الكيان الصهيوني للمدنيين في قطاع غزة.

وينتظر أن تعلن الأكاديمية عن القائمة الأولى المختصرة للأفلام المرشحة لجائزة أفضل فيلم عالمي يوم 16 ديسمبر 2025 والتي ستضم 15 فيلما قبل أن يتم الكشف عن القائمة النهائية يوم 22 جانفي 2026.

ويذكر أن السينما التونسية كانت قد بلغت للمرة الأولى في تاريخها القائمة النهائية لجوائز الأوسكار خلال دورتها الثانية والتسعين عام 2020، من خلال الفيلم الروائي القصير "إخوان" للمخرجة مريم جوبار.

تجدر الإشارة إلى أن جائزة الأوسكار لأفضل فيلم عالمي التي كانت تُعرف سابقًا بجائزة أفضل فيلم بلغة أجنبية تعدّ من أبرز الجوائز التي تكرّم الإنتاجات السينمائية خارج الولايات المتحدة، وتمنح فرصة لعرض رؤى ثقافية متنوعة أمام جمهور عالمي واسع.

ختاما نشير إلى أن السينما التونسية تطورت من أداة لبناء الهوية الوطنية إلى سينما فنية جريئة وشخصية.ورغم التحديات الاقتصادية والتسويقية،تظل تونس واحدة من أكثر الدول العربية إنتاجًا لأفلام ذات قيمة فنية عالية،وتقدم أصواتًا سينمائية فريدة لا تخشى طرح الأسئلة الصعبة واستكشاف حدود التعبير الفني.هذا دون أن يفوتنا توجيه تحية إجلال وإكبار إلى المخرجة التونسية المبدعة كوثر بن هنية،التي تعد واحدة من أبرز الأصوات السينمائية ليس في تونس والعالم العربي فحسب،بل وعلى الساحة الدولية،إذ بفضل عطائها،أصبحت مصدر فخر ورمزًا للإبداع التونسي والعربي،تثبت دائمًا أن السينما قادرة على نقل صوت الإنسان أينما كان،وتجاوز كل الحدود.

فهنيئًا لها بنجاحاتها الباهرة،ومزيدًا من العطاء والإبداع في مسيرتها المشرقة.


متابعة محمد المحسن



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق