ذاكرتي والبحر (1)
خرج طائر النورس ليشعل الفتيل في فانوس البدر لتتوهج السماء حضنا دافئا تتلملم فيها العيون الساهرة .
كل شيء بدا واضحا في عالم خال من الالوان حتى انني استطعت ان ارى سرب امان يعبر الافق الغربي، حيث اختبأت الشمس لتغتسل من عناء العبور، واستطعت ان ارى حورية تداعب الرمال عند ذلك المقعد الدافئ. تبحث عن كلمات سقطت من حبيبين مضيا لتصنع منها عقدا تتجمل به حبا امام من تهوى.
كل شيء صامت امام هذا الايقاع الضوئي الساحر، فهناك تلال تزداد شموخا لتدغدغ قدمي القمر ليزداد تألقه ضحكا، بينما يتكئ البحر على اريكة الدهر ثقيل الحركة كراهب أبدي في محراب الارض، من زفراته يصبح الالم موسيقى وتضرعا في جنبات الصمت.
موجة مشاكسة، تحدث جلبه بتكسرها على قدمي، فيتناثر الماء تحت ضوء القمر الى حبات ياقوت، لملمها حلم هائم تزين بها ثم مضى.
قلت في نفسي وأنا ارقب تلك الموجة لماذا لا يتحرك الموج في الاتجاه المعاكس؟
هل قدر كل موجه ان تتكسر كل يوم كقلبي؟
وكأنني اناجي البحر الذي وقف منتصبا كمن يتحدى النهايات!
قال بصوت عميق اشبه بصوت الرعد في لحظات المطر: هناك في الافق البعيد تتخبط اماني وآمال العاشقين مذبوحة حتى اللهفة الاخيرة، فتتحول الى اشلاء ينقلها رسول الموج كأصداء رجاء الى اصحابها ليدفنوا قتلاهم بصمت حزين يرتلون صلوات الحب على ذكرياتهم الباقية كلما ترددوا على هذه الشطآن!
وقفت امامه مرتعشة، لقد بعث ذاكرتي من ثيابها بعدما اعاد الي ما يخصني من اشلاء وجراح!
لتخرج دمعه من عيني عنوة ترسم انتظارا جديدا ربما احياه على هذه الشطآن!
عاد ومسح دمعتي بنسمة سحرية وقال: ان في البحر حكمة لا دمعا ...
فما الصحراء الا بحرا قديما أنهكه الانتظار على ضفاف الزمن!
قلت له وقد توهن صوتي من نحيبي: لقد تصحرت عشقا وانتظارا ... ونما الوجد كالصبار فوق قبر حنيني وما جنيت منه إلا شوكا وألما.
قال قبل ان يعود الى امتداد من وقار امام نوافذ أطلت منها حسناوات الليل من النجوم: ان الانتظار غصن من شجرة الوفاء ... ومن يركب ريح العشق فارسا عليه ألا يخشى من سقوط الأعالي للوصول!
ثم ابتعد وابتعد ...
نظرت حولي كل شيء عاد الى سكينته، لبست ذاكرتي وعدت الى وحدتي ...
تسترت بحزني وأخذت انقل تلك الصخور نحو البحر لأصنع بها ميناء لذلك الشراع الذي لا بد ان يرجع يوما!!!
طه دخل الله عبد الرحمن
البعنه == الجليل
31/05/2011
كل شيء بدا واضحا في عالم خال من الالوان حتى انني استطعت ان ارى سرب امان يعبر الافق الغربي، حيث اختبأت الشمس لتغتسل من عناء العبور، واستطعت ان ارى حورية تداعب الرمال عند ذلك المقعد الدافئ. تبحث عن كلمات سقطت من حبيبين مضيا لتصنع منها عقدا تتجمل به حبا امام من تهوى.
كل شيء صامت امام هذا الايقاع الضوئي الساحر، فهناك تلال تزداد شموخا لتدغدغ قدمي القمر ليزداد تألقه ضحكا، بينما يتكئ البحر على اريكة الدهر ثقيل الحركة كراهب أبدي في محراب الارض، من زفراته يصبح الالم موسيقى وتضرعا في جنبات الصمت.
موجة مشاكسة، تحدث جلبه بتكسرها على قدمي، فيتناثر الماء تحت ضوء القمر الى حبات ياقوت، لملمها حلم هائم تزين بها ثم مضى.
قلت في نفسي وأنا ارقب تلك الموجة لماذا لا يتحرك الموج في الاتجاه المعاكس؟
هل قدر كل موجه ان تتكسر كل يوم كقلبي؟
وكأنني اناجي البحر الذي وقف منتصبا كمن يتحدى النهايات!
قال بصوت عميق اشبه بصوت الرعد في لحظات المطر: هناك في الافق البعيد تتخبط اماني وآمال العاشقين مذبوحة حتى اللهفة الاخيرة، فتتحول الى اشلاء ينقلها رسول الموج كأصداء رجاء الى اصحابها ليدفنوا قتلاهم بصمت حزين يرتلون صلوات الحب على ذكرياتهم الباقية كلما ترددوا على هذه الشطآن!
وقفت امامه مرتعشة، لقد بعث ذاكرتي من ثيابها بعدما اعاد الي ما يخصني من اشلاء وجراح!
لتخرج دمعه من عيني عنوة ترسم انتظارا جديدا ربما احياه على هذه الشطآن!
عاد ومسح دمعتي بنسمة سحرية وقال: ان في البحر حكمة لا دمعا ...
فما الصحراء الا بحرا قديما أنهكه الانتظار على ضفاف الزمن!
قلت له وقد توهن صوتي من نحيبي: لقد تصحرت عشقا وانتظارا ... ونما الوجد كالصبار فوق قبر حنيني وما جنيت منه إلا شوكا وألما.
قال قبل ان يعود الى امتداد من وقار امام نوافذ أطلت منها حسناوات الليل من النجوم: ان الانتظار غصن من شجرة الوفاء ... ومن يركب ريح العشق فارسا عليه ألا يخشى من سقوط الأعالي للوصول!
ثم ابتعد وابتعد ...
نظرت حولي كل شيء عاد الى سكينته، لبست ذاكرتي وعدت الى وحدتي ...
تسترت بحزني وأخذت انقل تلك الصخور نحو البحر لأصنع بها ميناء لذلك الشراع الذي لا بد ان يرجع يوما!!!
طه دخل الله عبد الرحمن
البعنه == الجليل
31/05/2011

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق