بعيداً عن عينِ الهواجس"
لبكاءٍ في السِّرّ
أنصتَ هزيع المواجع
صهْ أيّها المطر لاترتعد
في صدر الغيم
نفيرُ شوق
نقر الخبزَ
على خدٍّ متقرمد الدَّمع
كم أدمته
أقدامُ العطشِ
غير مكترثةٍ بحنوِّ هديل الحناجر ..
كم نحتاجُ لناقوسٍ يعلن
في أذنِ الموت توبةً
علّها تضمِّدُ جرحَ الحياةِ
بخيط مدى رفيع
النّورِ
ونصحو مجرّدة أكفاننا من لجام
مزيّف البياض ..
فجرٌ
ما رتّلت شفاه الطُّهر آياته
برضابٍ آسنة
ولا أفشت نافذةُ النّهار
لرقصات السّوسن
لهاث الأسى
صلاةٌ خرساء الشّوق هي
جلس الحبُّ القرفصاء
كتعبّد الخطوات
لرفل سرابٍ هارب ..
كيف سجدتِ الأهدابُ
مقدِّسة صلصال آدم
دون التيمّم بشرانقِ
ورقة التوتِ
لنعود إلينا
ونغمض أعينَ الهواجسِ
عن نقش ألواح الأزلِ !
رغم فضولِ أحلامنا
المنفلتةِ من ملاءةِ اللّيل
استيقظنا كنهرٍ عقيمٍ
مضمخٍّ بطين الخطايا
جاحدين بنعمة ذاكرة
دُكَّت أوتادها في خلاخيل خيامٍ
عارية الرّؤوسِ!
هل نحتاجُ لعصا موسى
لنفجّر اثنتا عشر
صرخةً
تشكّل أرخبيلاً من دمٍ
كيما ينفخُ الكيان فينا..!
نزفت أوردةُ الأرض
براكينَ منشطرة البرهانِ
لعمري كم تلذَّذنا بكشف عورتها
أقاموا على رحمها الحدَّ
قطعوا حبل سرّة أواصر العمق من جذر الرّحمِ
أتراها أحجية قدرٍ
مسجّى بين أجفانِ الغيبِ
أم أنَّنا ما تعلّمنا كيف نصنع الإنسان فينا ..
فبنت اللّقالقُ أعشاشَها
على قممِ أشجارِ الضّمائر
ورقصت الرّيحُ
بساقٍ حافية
سلامٌ لأعشاشِ الوهم
فلننْصت
لصدقنا الكاذب
قمرصابوني
بيروت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق