كان لي قمران
غاب أحدهما فحلت الأحزان
كنت أسأل نفسي في بعض الأحيان
و تملكتني الحيرة والأشجان
إليك أشكو يا قمر كل زمان
أيها المتجول في كل مكان
لوعة الفرقة و الهجران
و أبعث معك قبلاتي لإنسان
فاجأني يوما من الأيام
بموقف جمد الوجدان
و حير معي كل الأنام
دون كلام افترت شفتان
في ظلمة ليلة من نيسان
عن ابتسامة تبعث الاطمئنان
أنار ألقها وجهي من الأمام
فصار لي يومئذ وجهان
من سأسامر من الخلان
و قد امتلأ خزان
الأسرار و الأخبار
وفاض منه سران
احتضنهما قلبي
فنبتت لي عينان
إحداهما تنامان ليلا
والأخرتان تغفوان في النهار
من سيعوض مسامري من زمان؟
صاحب الريحان
والورد الريان
من أقاصي الجنان
و أروع بستان
أين أنت يا نبع الحنان ؟
وشتان بين الإنسان
الصادق و ذي البهتان
أيتها الغيمة لا تحجبي القمر
و لا تخفيه عن النظر
لنرقص على بصيص نوره للسمر
بعيدا عن خفافيش مخيفة للبشر
و ها قد آن أوان إعلان النوم للظفر
بفرحة الأحلام في رحلة سفر
دام الأمل في كل خير مؤشر
و للجميع أول مبشر
لإطفاء نيران الفقد و الهجر
آمين يا عليم بكل ما يجري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق