الأربعاء، 13 سبتمبر 2023

سَبٌّ ينتظرُ اعتذار ... بقلم الشاعر محمد بن بوڨرة جعيجع من الجزائر ـ

 سَبٌّ ينتظرُ اعتذار ... 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

الخَيرُ والشَّرُّ في التَّأريخِ مَحفورُ ... 

وكلُّ إِنسٍ بسَطحِ الأرضِ مَقبورُ 

كُلُّ ابنِ غُربٍ وإن طالَت إقامَتُهُ ... 

يَومًا على أَلسُنِ الأفضاحِ مَذكورُ 

بَينَ الأُناسِ بذِكرٍ فاضِحٍ وبذا ... 

تِ الأَلسُنِ المَدحُ في الأَرجاءِ مَشهورُ 

يَمشي على استِكبارٍ راقَ خُطوَتَهُ ... 

والرأسُ مَرفوعَةٌ والهُدبُ مَسرورُ 

والناسُ في رَصَدٍ مَشدودَةٌ طَمَعًا ... 

في فَضلِهِ.. بَرَكاتُ الخُبزِ تَنُّورُ 

والعَينُ شاخِصَةٌ في مَشيِّهِ وجُلو ... 

سِهِ وفي نَومِها بالحُلمِ مَحفورُ 

والأُذنُ سَمَّاعَةٌ في هَمسِهِ وبِرَفْــ ... 

عِ صَوتِهِ وله ناسٌ وجُمهورُ 

والقَلبُ أخفى نِفاقًا ضامِرًا مع صِد ... 

قٍ مُظهَرٍ حَسرًا والصَّدرُ مَغرورُ 

والأَنفُ في الوَجهِ أمسى شاهِقًا وبلا ... 

زَفرٍ كأنَّهُ قد أغشاهُ مَعطورُ 

والجَيبُ يَرمي دَنانيرًا بجَيبِهِ دو ... 

نَ حِسبَةٍ والهَدايا وَهْوَ مَحبورُ 

هذا غَريبُ الحِمى عاشَ المُنى مع نَمـ ... 

لَةِ الغَباءِ وقوتًا رامَ صُرصورُ 

يَومٌ سَيأتي عَلَيها بالجَوى لتَفيـ ... 

قَ من سُباتٍ غَنَّى فيهِ شُحرورُ 

مِرآةُ عَينِ الحَيِّ للناسِ ناظِرَةٌ ... 

مِثلَ النَّديمِ قدِ استَهواهُ مَخمورُ 

وما اختَفى من أخبارٍ على عَجَلٍ ... 

تأتي إلى أُذنِهِ والأنفُ مَجرورُ 

تأتي إلَيهِ تَقاريرٌ مُفَصَّلَةٌ ... 

عن حَيِّنا والرِّضى ضَوءٌ ودَيجورُ 

وها هيَ الأَلسُنُ انصاعَت إلى خَبَرٍ ... 

خَصَّ الغَريبَ بفَضحٍ فيهِ مَثبورُ 

فَمَن أتاكَ عنِ الناسِ المُنى خَبَرًا ... 

سَتُؤخَذُ عَنكَ أخبارٌ ومَحظورُ 

نُصحي الغَريبَ بسَدِّ الأُذنِ..لا أحَدٌ ... 

عن نَمَّةٍ، عن غِيابٍ فيهِ مَعذورُ 

نُصحي لأَهلِ الحِمى تَركَ الغَريبِ بحَجْـ ... 

مِهِ بلا نَفخٍ والقَدرُ مَقدورُ 

وإن يَكُن لغَريبٍ سُلطَةٌ فتَعا ... 

مَل قَدرَها..ثَعلَبٌ للخُمِّ مَحذورُ 

يَومًا سَيَرحَلُ عَنكُم تارِكًا أسَفًا ... 

وحامِلًا ذَهبًا والرِّجلُ مَبتورُ 

يَومًا سَيَرحَلُ عَنكُم ضاحِكًا شَدَقًا ... 

وقد رَعاهُ خَدَّامٌ وزَنبورُ 

وفي مَجالِسِهِ يَروي حِكايَةَ ذُلْـ ... 

لٍ في الحِمى له قَوَّادٌ وطُرطورُ 

شيبٌ شَبابٌ على مِنهاجِهِ لَزِمٌ ... 

رِجلَ الغَريبِ فَنَملاتٌ ودَبُّورُ 

قَبلَ الرَّحيلِ بأيَّامٍ يُسَلِّمُكُم ... 

لغَيرِهِ عُهدَةً بالوُدِّ مَشكورُ 

هذا غَريبٌ قد جاءَ الحِمى خَجِلًا ... 

هذا غَريبٌ بالخَيراتِ مَغمورُ 

بالأمسِ جاءَ الحِمى مِن فاقَةٍ خَمَصٌ ... 

واليَومَ قد كَشَّرَ الأَنيابَ عُصفورُ 

وقد تَنَكَّرَ للخَيراتِ عَن عَمَدٍ ... 

وراحَ في سَبِّ كُلِّ النَّاسِ مَسعورُ 

دونَ اعتِذارٍ مِن مَن سَبَّهُم بلِسا ... 

نِهِ السَّليطِ وأمسى فيه مَحضورُ 

والوَقتُ مَرَّ بأُسبوعٍ وأكثَرَ مِنْـ ... 

هُ والأَسى خاطِرٌ بالقَلبِ مَكسورُ 

والوَقتُ مَرَّ بأيَّامٍ على مَضَضٍ ... 

فإن تَنازَلَ عن كِبرٍ له خَوْرُ 

مِنهُ اعتِذارٌ لجَبرِ الكَسرِ في مَلَإٍ ... 

بمِثلِ سابِقِهِ والفِعلُ مَبرورُ 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

زَنبورُ: حَشَرَةٌ مِنْ فَصيلَةِ الزُّنْبورِيَّاتِ،

قَوَّادُ: مُنَظِّمُ شُؤُونِ سيّده ، 

طُرطورُ: تَافِهٌ ، ضَعِيفٌ، مَنْ لاَ قِيمَةَ لَهُ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

محمد بن بوڨرة جعيجع من الجزائر ـ 

الجمعة 16 صفر 1445هـ 

الموافق لـ: 01 سبتمبر 2023م 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق