قصيدة ..
أعطني الناي وغنِّي
بقلم / على حزين
مازلنا في قلب الدائرة ندور
مازلنا في قلب الدوَّامة
تعصرنا طواحين , ورِيحٌ نَعُور
وكل الطرق لا تؤدي إلى شيء
في ظل المأساة ,
ظلام , تشويش, لا حياة
يا سادة الأبواب مؤصدة
بألف قفل صدئ , والمأساة طويلة ,
والتاريخ يئن , يصرخ ,
ولا حياة لمن تنادي
إن كل الأخبار في بلادنا تعيسة
مات حلمنا الصغير ..؟!
مات الربيع ..؟!!,
والقلوب قُدَت من صخر
ومات الضمير
والحب غاب في زحمة الحياة
وما أراه إلا قد مات
فأعطني شربة ماء , وغنِّي
فأنا في التِيه , وفي الرمق الأخير
مات كل شيء جميل كنا ننتظره
ولم يبقى إلا الخيانة ,
والعفن , والجبن يملأ الصدور
لم يبقى إلا بقايا من بقايا إنسان
والخوف , وصمت القبور ,
مات كل شيء جميل كنا ننتظره
مات كل شيء فلا عزاء
واغتيلت القصيدة
وها أنت تمضي بمفردك
تبحث عن ضياء ,
تبحث عن ذاتك , تبحث عن طُهرٍ
في زمنٍ مات فيه الطهر والحياء
فمن أنت ..؟! .. ومن أين أتيت ..؟!
من تكون ..؟!... أيها الوغد الدعيّ
هل أنت نبي , الطريق , والباب ..؟!!
أم ننتظر آخر ..؟!!
يا أيها المقهور المصلوب المكسور
المغلوب في زمن القهر
هذا كل ما لدي من أخبار
وأنا الأن أعيش في العراء,
فهل لي رغيف خبز أعيش به , وأقوى ,
أو مأوى , سكن آوي إليه كل مساء
فأنا لا مأوى لي , لا عمل , لا حياة
ضاع حلمي الصغير , ضاع عمري سدى
وأنا أنتظر النجاة
فأعطني حريتي , أطلق صراحي
حنجرتي , حرر عقلي , أطلق يديَّ
أعطني بسمتي , وأوراقي
ومعطفي , وقلمي
أعطني حُلمي القديم ,
رُد إلي ذاتي , ونفسي التي رحلت ,
ووجهي البريء , أين , أين النجاة , النجاة
لقد تعبت من الانتظار
ومن الوجوه الثقيلة
ومن طول الصبر , والاحتمال
والحلم القصي استعصى على المجيء
وكأن الصباح لا يخرج إلا من خلال دمك الفضيِّ
وأنا أجري خلف السراب , وأذيال الخيبة
خلف أحلام كاذبة , وأمنياتٍ خادعات
فأعطني تاريخي , وأشيائي القديمة
" أعطني الناي وغنِّي فالغناء سر الخلود ",
وأعطني أبجدية جديدة للحياة وللوجود
وأعطني حتى أرضى , ثم امضي من حيث جئت
أو دعني أموت في صمت ..؟!
مُلْقى بي في العراء
**********************************************
على السيد محمد حزين ــ طهطا ــ سوهاج ــ مصر
تمت مساء الأحد / 3 / 09/ 2023
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق