رسالة من مغترب
كتب هذه الرسالة على خطوط تجاعيد وجهه في صفحات أيام عمره
- لم يعد رحم الحنين قادرا على حمل أجنة الألم و الفراق
تركت قبعة شعري السوداء في خزانة غربتي اليوم وضعتها على رأسي و وقفت أمام المرآة فرأيت لونها الأسود أصبح أبيضا سألت نفسي كيف تغير ذلك اللون ؟ وكم مضى علي من الزمن
الغربة إمرأة شديدة الجمال راودتني عن نفسها وأنا كنت أضعف من شهوتي
فأثمر عن تلك العلاقة طفلا مجهول النسب فلا هو ابن الغربة و لا هو ابن وطن أبيه
عدنا بعد غياب نريد حضن الوطن فنظر إلينا و كأنه يقول لنا
-عفوا ...من أنتم ؟
نحن من غاب عنك قلنا لن نتأخر
وضاعت نلك الساعة التي كانت بيدنا فلم نعرف كم مضى من الوقت و عندما نظرنا إلى المرآة أدركنا بأنه مضى من السنين أكبر من عمر طفل صغير أصبح اليوم شابا
هل تسمح لنا يا وطن بحضن صغير
فربما يكون ذلك الحضن هو الحضن الأخير
الكاتبة والصحفية رنا قلفه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق