عمق الدلالة..وفيض الجمال للكاتبة التونسية القديرة آمال بوحرب
لوحتها الإبداعية الموسومة ب" لست ملاكا وإن عانقت حروفي السماء" نموذجا.
بعد كل رحيل يزداد شكري لله الذي فاض عطاؤه،وأنار قلبي وعقلي بنوره،إذ لم تكبلني التعريفات المختلفة للحب وللتعبير عنه..دائما أرى نفسي مختلفة فهذه الحياة قارورة تمتلئ فتفيض بكل المشاعر المتغيرة وتجعل منا أحيانا لا ننتمي الى ما نريد،ولكن ننتمي في كل الأحوال الى واقع مقيت وعلاقات متقطعة وشائكة لا تعرف عنها الا بعد أن تمر بها ..الا اذا كنت ذكيا وكنت حريصا،واحيانا هذا القلب يكبلك بحب يؤدي الى الغرق مع شخص غير مناسب لك،إما في التفكير أو في عمق التجارب،أو لا يملك قلبًا ليحب به..
ولكن يجيد شراء القلوب ويريد شخصا على منواله وعلى مقاس رغبته..
الحمد لله على نعمة الحب الصادق الذي اكنه للجميع اخوة واصدقاء..
والحمد لله الذي وهبني هذا العشق الروحي للجميع واكتب كلماتي-دون محاباة أو مجاملة- للجميع..ولا اعني شخصا بعينه من الكتاب أومتابعين..
والحمد لله على نعمة العقل ونعمة التوازن إذ لا أخفيكم أني مررت بالكثير والكثير لكي أصل الى هذه النقاط من التجارب وأنا اتحدث عن الواقع وليس كل ما يعرف يقال وأنا كذلك لست ملاكا وإن عانقت حروفي السماء .
حفظكم الله اصدقاء واخوة لي في حياتي..
وأتمنى أن يعرف الجميع ليست كل امرأة انثى،وليس كل ذكررجلا،وليست الحروف وحدها هي التي تعبر عن الولاء والوفا..ولكن السند والاهتمام والقول الذي يدعمه الفعل..
فأرجو ان يعرف كل منا نفسه ماذا تريد وكيف يحميها من غدر الواقع،وغدر الافكار السامة والعلاقات الهدامة..
هذه أول مرة أتكلم عن نفسي،وهذه هي الحياة كما أراها مزدحمة الى حد لا مكان احيانا لي فيها،ولكن بمشاعري اسكنها،وكما قال جان بول سارتر (مهما أخذنا من احتياطات فإن الأمور المتماثلة تاتي متأخرة جدا )
(آمال بوحرب)
نص إبداعي سردي يفيض بالجمال ومشبع بالدلالة وعمق المعنى والفرادة والتميز..نحتته ببراعة واقتدار أنامل الكاتبة التونسية المتميزة آمال بوحرب.
وهنا أقول : غاية التشخيص في القصة القصيرة جدا أو الخاطرة المنبجسة من رحم الواقع: ليست التماثل بين النص المكتوب والنص الدنيوي،وإنما هو إبداع عالم لغوي مواز تمحي فيه المسافة بين الأدبي والواقعي،بين الحقيقة والتخييل.وبذلك،يتحقق ذاك التحول الذي يجعل من العالم المتعدد المبعثر واحدا موحدا،عالما تصنعه إستراتيجية فنية تسعى إلى تقويض المنمط والمألوف،لتجعل الكتابة القصصية فنا منفتحا على التأويل،باحثا عن شكل له جديد،وعن رؤية متجددة تصبح مجالا لمحاورة الإيدولوجيات،ووضعها موضع تساؤل من خلال التقاط المعيش والمستجد،واستثمار العلامات والرموز واللغات الملتصقة بفضاء المجتمع الجديد : فضاء الصراع والتجابه والتعدد في الرؤى.
ولن يستقيم حديثنا عن التشخيص القصصي إلا متى حاولنا تحديد البناء الفني للقصة القصيرة جدا،بما يحمل منها محملا فنيا لمضامين قضوية،يتخيرها الكاتب(ة) من محيطه المعيش لتعركها ذائقته،بما تتوفر عليه من قدرة على خربقة خيوط نسيجه القولي،وإخراجه في إهاب سردي يقوم على التلميح والاختزال والتكثيف..
ومن المعروف أن التشخيص أنواع عدة،التشخيص الذاتي (القصة الرومانسية)،والتشخيص الواقعي(القصة الواقعية)،والتشخيص الميتاسردي(القصة الجديدة تفكر في أدواتها التقنية). بمعنى أن القصة القصيرة جدا تعبر عن ذات المبدع،أو تشخص الواقع،أو تشخص عملية الكتابة نفسها.والظاهر أن التشخيص-في تقديري-موضوعة أثيرة لدى أغلب كتاب القصة القصيرة جدا،مهما تنوعت مشاربهم الثقافية،ومهما اختلفت تياراتهم الفكرية،وتمايزت أساليبهم الكتابية،إذ نجد جل نتاجاتهم القصصية القصيرة جدا،تمتح من عناصر الواقع مادتها،وتغترف من أحداثه رواءها ومغامرتها..
وعليه،تتفكك الأحداث المروية في "اللوحة الإبداعية الموسومة ب" لست ملاكا وإن عانقت حروفي السماء" للكاتبة التونسية السامقة آمال بوحرب إلى مجموعة من المقاطع السردية ذات وظائف أساسية في شكل نوى إسنادية بعيدة عن المكملات والزخارف والتنميق
اللفظي.علاوة،على تشغيل جمل قصيرة خالية من التنميق اللغوي والزخرفة البلاغية،لأن الغرض الأساس هو تصوير الواقعي على حقيقته.
وهذا ما أبدعت فيه ببراعة واقتدار-كما أشرت-الكاتبة التونسية آمال بوحرب..التي سنتناول ابداعتها الثرية لاحقا بالدراسة والتحليل..حين يختمر عشب الكلام..
ختاما أقول : ان عرض مفصل لهذه-اللوحة الإبداعية-قد يحتاج الى منهج اخر،نحن سجلنا انطباعتنا في قراءة ممتعة لمثل هذا المنجز الأدبي الإبداعي الذي يشكل اضافة اخرى لأدب المبدعات في تونس التحرير..متوقعا-بحدس لا يخيب-مستقبلًا زاهرًا لهذه المبدعة المتألقة آمال بوحرب في المدى المنظور.
لها مني باقة من التحايا..مفعَمَة بعطر الإبداع.
محمد المحسن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق