هذا الذي تعرف البطحاء وطأته
الكاتب نايف ثامر الكعبي
حج هشام بن عبد الملك (توفى سنة 125هجرية) في خلافة أخيه الوليد بن عبد الملك (توفى سنة 96هجرية) ومعه رؤساء أهل الشام.فجهد أن يستلم الحجر فلم يقدر من ازدحام الناس.فنصب له منبرا وجلس عليه ينظر إلى الناس وأقبل الأمام السجاد علي بن الحسين (توفى سنة97هجرية) وهو أحسن الناس وجها وأنظفهم ثوبا وأطيبهم رائحة.فطاف في البيت.فلما بلغ الحجر الأسود تنحى الناس عنه كلهم وأخلوا له الحجر الأسود ليستلمه هيبة وجلالا.فغاظ ذلك هشاما وبلغ منه. فقال رجل شامي لهشام:- من هذا أصلح الله الأمير؟
فقال هشام:- لا أعرفه
وكان به عارفا,ولكنه خاف أن يرغب فيه أهل الشام ويسمعوا منه.فقال الشاعر الفرزدق (توفى سنة110 هجرية) أنا أعرفه يا شامي
قال الشامي: من هو؟
قال الشاعر الفرزدق:
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته والبيت يعرفه والحل والحرم
هذا ابن خير عباد الله كلهم هذا التقي النقي الطاهر العلم
أذا رأته قريش قال قائلهم إلى مكارم هذا ينتهي الكرم
يكاد يمسكه عرفان راحته ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم
فليس قولك من هذا بضائره العرب تعرف من أنكرت والعجم
البطحاء: مسيل واسع من الرمل والحصا
الحطيم:حجر الكعبة
الفرزدق:شاعر كوفي من محبي أهل البيت وجده فادي الموؤدات وهو كبير تميم الكوفة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق