مولاي أنتَ ..
مولاي أنتَ وأنتَ الحلمُ والأربُ
تهواك روحي ونبض القلبِ يضطرِبُ
سلطان قلبي أتى والحلمُ يصحبهُ
والوجهُ ضاء ومنه النّور ينسكبُ
إنّي أكابدُ حبًّا كمْ يتعتعني
يشقى فؤادي وقد أزرى به التّعَبُ
يا غائبا غربةٌ تجتاحني وأسًى
قلبي المعنَى غزتْ آفاقه السّحُبُ
علامَ تبعدُ عنْ عيني .. تعذّبُني
بمثْلِ نارٍ وفي الأحشاء تلتهبُ
وكمْ أتوقُ إلى عيشٍ بصحبتكم
مثل الرّؤى ليس يغشى صفوهُ كأبُ
في بحرِ حبّكَ والتيّارُ يرْبِكُني
والموجُ عالٍ وفي طيّاته العطبُ
أطفو وأرسو غريقا ليس تنجدني
كفّ وحولي عبابٌ ثارَ يصطخبُ
أمشي على الدّرب والآمال تخدعني
أطوي المدى هدّني التّرحال والتَعبُ
أسعى وراء سرابٍ لستُ أدركهُ
كتائهٍ حوله الأهوال تضطربُ
وكم سهرْتُ نجومُ الليل تؤنِسُني
أرتّبُ الحرفَ مشحونا به العتبُ
وكلّما انتابني من بُعْدِكُمٌ وجعٌ
أفني القوافي ودمع العين ينسكبُ
كم طال ليلي ونار الشّوقِ تلفحني
لكنّ فجرًا تناءى سوف يقتربُ
مازلت أرقبُ خيطَ النّور في أفقٍ
داجٍ وقدْ غابتٍ الأقمارُ والشّهُبُ
إنّي ومن بعدكم لا شيء يسعدني
لا عذب لحن ولا حرف ولا كتبُ
أقدمْ براني النّوى والسّهد يرهقني
ونال منّي الفراقُ المرّ والوصبُ
لإنْ بقيتُ طوال العمر منتظرا
لن ييئسَ القلب .. أَوْ ينأى به الأربُ
رفا الأشعل (تونس)
على البسيط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق