يلتقط ذلك الشغوف بالحياة جمالها من تفاصيلها البسيطة
يصنع من حطبها كوخا ومن كوخه بيتا ومن بيته قصراً
ويزرع البسمة في وجوه من حوله من أشيائهم المُهمَلة
وأدباشهم المبعثرة كطفل صغير لم تكبله عُقدنا وأفكارنا السخيفة
فضحكته مُشرقة عفوية سريعة الظهور... ومُعدية!
لا تحتاج تكلفا ولا تشترط المال ولاتقترن بالرفاه
لا حسابات تحكمها ولا ظروف تمنعها ولا شروط تُعجزها
ألم تر يوما قهقهة ذلك الوليد يستمع لغمغمتك وإشاراتك الغبية؟
ألم تر كيف صدقك صغيرا وآمن بكل سخافاتك ووعودك الكاذبة؟
ألم تر أن مصاصة الحلوى تمتص كل غضبه فيتبخّر؟
ألم تر كم يقطع بُكاءَه سريعاً وتلتئم جروحُه سريعاً؟
فليتنا لم نكبر.. ولم نحلم ولم نركض نسابق الأيام
ويا ليتها لم تقسُ قلوبنا ولم تنضج عقولنا لتحكمنا بعجرفتها
ومالنا لا نفرح وما حولنا إلا أسراب المهرجين والغباء؟!
ومالنا لا نؤمن والآيات والدلائل تطرق من كل صوب أبوابنا العمياء؟!
ومال أكوام الأقوال والأعذار لا تمتص ألمنا فيكبر؟!
ومال دموعنا لا تجفُّ .. أيحكمها العِنادُ والكِبرُ
أم هو السخاء؟!
ومال جروحنا لا تكفُّ .. قد أثخنها الغدرُ
فجرح الأبدان يأسو.. أمّا
طعن القلوب فما له من شفاء!!
عبد الرؤوف عبد الله
جويلية 2023
جويلية 2023
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق