وقفة مع قرار
خالد السلامي
قبل أيام قليلة اصدرت محكمة العدل الدولية في لاهاي قرارا بإلقاء القبض على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتهم ارتكابه جرائم حرب في اوكرانيا ورغم ان بوتين لايهمنا لا من قريب ولا من بعيد بسبب مواقفه التخاذلية أيام الحصار على العراق ثم غزوه وتدميره دون ان يحرك ساكنا لايقاف ذاك الدمار الذي لاتزال اثاره قائمة الى اليوم . لكن ما يثير الاشمئزاز والاحتقار فعلا لهكذا محافل دولية تدعي حرصها على حقوق الإنسان بينما هي تميز بين انسان وآخر فمنذ خمسة وسبعون سنة والصهاينة يرتكبون أبشع الجرائم الانسانية ضد الشعب الشعب الفلسطيني ولم تصدر اية إدانة ولو خجولة من هذه المحكمة وكذلك ما قامت به الولايات المتحدة الأمريكية من أبشع الجرائم الانسانية في حرببها الغاشمتين ضد العراق خلال سنتي ١٩٩١ و٢٠٠٣ وما بينهما من حصار خانق أودى بحياة الملايين من أطفال وشيوخ ونساء العراق عدا ما خلفته تلك الحربين المدمرتين من شهداء ومعوقين وتدمير شامل للبلد وبناه التحتية واستحداث الفتن الطائفية اللعينة وتجزأت اهله الموحدين منذ وجدوا على هذه الارض المباركة الى طوائف ومكونات وتقسيم أرضه الى اقاليم تمهيدا لتقسيمه الى دويلات ضعيفة منهكة وكأن المحكمة الدولية ليست موجودة منذ اغتصاب فلسطين الى غزو العراق وتدميره هذا عدا اغتصاب العديد من المناطق العربية المحاذية لحدود الدول المجاورة للوطن الكبير من المحيط الاطلسي الى الخليج العربي اضافة الى تدخلات الغرب في العديد من دول افريقيا وآسيا وامريكا وكأن الغرب وامريكا واسرائيل مخولون من السماء بأن يفعلوا ما يشاؤون دون حساب ومحرم على غيرهم حتى الدفاع عن أنفسهم او مقاومة احتلالاتهم واعتداءاتهم وتصرفاتهم التي اقل ما توصف به انها جرائم ضد الانسانية. والسؤال هنا الى تلك المحكمة الجوفاء هو هل ان البشر انواع ومستويات ام ان الناس مقسمين في نظر الغرب ومحكمتهم اللا دولية الى بشر وآخرين ليسوا ببشر؟
فلماذا لم تُعامل اعتداءات الغرب وحلفاءهم على العرب خاصة والمسلمين عامة على أنها جرائم ضد الانسانية بينما اي اعتداء على اقوامهم الغربية وحلفاؤهم بأنها أبشع الجرائم ضد الإنسانية؟
هل اتضحت لكم تلك الازدواجية الحاقدة أيها العرب والمسلمون؟ علما اني لست مع أي استخدام للقوة سواءً في أوكرانيا او غيرها لكن هذه الازدواجية العدوانية ضدنا كعرب ومسلمين تستحق اعادة النظر في تعاملنا مع كل الهيئات الدولية التي يتحكم بها الغرب فقط لتعرف اننا لو توحدنا كما كنا لما صرنا بحاجة إليها جميعا فما نملكه من خيرات طبيعية وثروة بشرية لا تقل عن اعداد سكان اقوى دولهم العدوانية ومواقع حاكمة على كل طرق المواصلات برا وبحرا وجوا تجعلهم يلجؤون متوسلين كي لا نتعامل معهم بازدواجيتهم التي يعاملوننا بها فرادى متفرقين كما تعامل الأسد مع تلك البقرات الثلاث في القصة المعروفة للجميع .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق