[[…على تخوم عصب… ]]
===================
لم أكن أعلم بأنني أستطيع لمس السماء بيدي، كانت مجرد محاولة ساخرة لا غير، لكن الحديث مع عقارب الساعة كان مملاً وليس مجدياً لأنها لا تفقه في هذه الحياة إلا لغة واحدة واتجاهاً واحدة والمعركة معها لاشك خاسرة.
على رغيف خبز وضعت كامل المجرة و رششت ما طاب لي فوقها من نجوم ثم تناولتها مع كوب من دموع سحابة تندب الجرائد الملقاة على أحد الأرصفة.
المارون أحياء أموات ووحدي من يسرح ويمرح في هذا الكون الفسيح، أرتب البحار قرب الجبال وأقطف العقول الفوضوية، أعلقها على تخوم التناقض، وألوي يد العجز ثم أقهقه حتى التعب..
المتضرعون إلى الله ينبذون الفضيلة على قارعة التأجيل ويهرعون لنفخ المناطيد السوداء التي لن تطير أبداً، فالسماء قد ذبحت حنجرة الصدى ودفنت المدى وتلقت العزاء في النوارس والسنونات ولم يبق إلا طاقة نور واحدة حولها ألف حارس.
المدائن خاوية على أرواح النازحين إلى ما وراء الفجر
والليل مائدته خلت إلا من نبيذ الأمنيات.
لن أعود إلى منزلي هذا المساء، فمن سيقتلع الحشائش الضارة عن كتف الروايات ومن سيقلم أظافر الورد ويقنعها بأن الذبول خرافة، من سيجمع ماتبقى من أمهات ويلقي عليهن محاضرة الصبر والثبات ويوزع المواعظ على الشعوب يمنة ويسرى..؟؟!! ، من سيلقي التحية على إيوان كسرى، ثم يشعل أسرجة الأزقة في التاريخ السحيق.
فقط عندما يتلف لديك العصب وتصبح رهينة كرسي متحرك وقتها فقط سوف تدرك أنك الوحيد الذي سيقع على كاهله تغيير هذا العالم الشديد البشاعة..
___________________________
أميمة معتوقي
سورية /دمشق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق