الخميس، 11 نوفمبر 2021

اليَتِـيـمَة/حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)/جريدة الوجدان الثقافية


 اليَتِـيـمَة

كَمْ جَارَتِ الدُّنْيَا فَخَانَتْ أَهْلَهَا
وكَمْ رَمَتْ فِي الهَاوِيَاتِ قَبْلَهَا
كَانَتْ فَتَاةً في صِوَانٍ عِرْضُهَا
لَا يَعْرِف الجِيرَانُ بِنْتًا مِثْلَهَا
فَأَصْبَحَتْ وَضِيعَةً ذَلِيلَةً
تَمْشِي فَيَسْرِي الهَمُّ ، دَوْمًا، حَوْلَهَا
جَنَى عَلَيْهَا في الحَيَاةِ فَقْرُهَا
والحُسْنُ زَادَ الطِّينَ بَلًّا ، وَيْلَهَا
مَاذَا، تُرَى، أَنْ تَسْتَطِيعَ فِعْلَهُ
الفَقْرُ، والفُسَّاقُ الْتَفُّوا حَوْلَهَا
إِنْ أَضْرَبَتْ فَلَمْ تُغَادِرْ كُوخَهَا
لِلسَّعْيِ ، جَاعَتْ يَوْمَهَا ولَيْلَهَا
وإِنْ سَعَتْ ، تَعَرَّضَتْ جِهَارَةً
لِلْغَمْزِ ، والتَّكْشِيرُ يُغْرِي مَيْلَهَا
يَتِيمَةٌ ، لَا مَنْ يَكُفُّ دَمْعَهَا
غَرِيبَةٌ، لَا مَنْ يُغِيثُ مِثْلَها...
حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)
"خواطر" ديوان الجدّ والهزل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق