الرّسالة البيضاء ...
هذه رسالة إليك ...
هي الثالثة و العشرون بعد المائة
على ما أذكر ...
او ربما أكثر...
الظرف ... و طابع البريد
مرميان بجيب معطفي...
منذ ثلاثة أيام...
لكنني في كلّ مرّة اهمّ بالكتابة ...
يهجرني الكلام ...
*** *** *** ***
هذه رسالتي إليك ...
قد تصل ذات يوم ...
و قد تخطأ العنوان...
قد تضيع في أحد مكاتب البريد ...
قد تعلق بأحد الأسلاك الشائكة
على الحدود ...
قد تحملها إليك حمامة
مكسورة الجناح ...
قد تعبث بها الرياح ...
وقد يكتب لها أن تصل إليك
مثل سابقاتها...
منهكة...
نازفة...
تثخنها الجراح...
*** *** *** ***
ثلاثون يوما مرّت
بالتمام و الكمال ...
منذ أن أودعت رسالتي الأخيرة
إليك
مكتب البريد ...
انتظر مع كل صباح
ان يأتي منك ردّ ...
لكن لا جديد ...
اتابع بلهفة سعاة البريد حين أراهم
في طريقي ...
ألاحق الحمائم السابحة
هناك في الفضاء ...
و كل سحابة تمرّ ...
فقد يجيء ردّك مطرا
تأتي به السماء ...
هذا المساء ...
كنت اقلب أوراقي
لأكتب لك رسالة جديدة استعجل فيها
ردك ...
وجدتني أقرأ ، آخر رسالة كتبتها إليك
عندها فقط ...
أدركت...
انني ما بعثت لك الا ورقة بيضاء.
خليفة دربالة / تونس
27 أكتوبر 2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق