سيدة البحر
اوقدي الكانون الصغير ...
و تجمّلي ...
و تعطّري ...
و ضعي من ذلك البخور الذي اشعلته آخر مرة ...
احب ان اسمعك تترنمين...
بذلك اللحن الطفولي الجميل ...
جهزي الشاي ... و النعناع الأخضر...
و كل الحكايات التي تحفظين...
اوقدي كل الشموع ...
سوف احضر معي المزيد ...
و ضعي من عطرك الذي لا يشبه أي عطر
في الوجود ...
و انثري أمام الخيمة ... رملا و اصدافا و ورود
...
وجهي دعوة للقمر ...
قولي له ان يحضر باكرا من اجلنا...
و ساصطحب معي غيمة حبلى ...
و سياتينا المطر ...
ترافقه أغنيات طفولية جميلة ...
و الكثير الكثير من الذكريات ...
هل لا يزال زورقنا الصغير هناك ...
يعانق ضفة النهر ...
حيث يجتمع الأطفال...
يصنعون من الأصداف عقودا
و قصورا من رمال
و يلاحقون العصافير و الفراشات
و يرددون الأغنيات...
لا زلت أشتهي التين المجفف
من يديك ... مغموسا بزيت الزيتون
و اجواءك حين تتحولين الى شهرزاد
و ارمي براسي على ركبتيك...
و اتيه في تفاصيل حكاياتك الساحرة ...
سحر عطرك ...
و ضفائرك المنفلتة تدغدغ بأعماقي
لهيب الذكريات...
و توقظ فيّ ما كان يسكنني
في سنين الطفولة من أمنيات...
دعينا نستعيد معا ...
طقس توديع الشمس عند الغروب ...
و نحن على الشاطىء ...
تخربش اناملنا في الرمل...
نتبادل النظرات الصاخبة ... صمتا
تتشابك اصابعنا...
و نتطلع إلى الأفق البعيد ... كأننا نروم الرحيل هناك
إلى جزر الأحلام....
إلى واحات النخيل... التي تعانق الموج ...
و تلتحف القمر ...
و حين أتأمل في تقاسيم وجهك ...
تتحولين فجأة طفلة موغلة في البراءة ...
ثم امرأة من نار ...
تخرج من البحر ... عروسا ...
تأخذني من يدي و تغوص بي ... إلى محيط
انوثتها الثائرة ...
يا سيدة البحر... يا سيدة عمري ...
انني قادم ... أرنو إليك و إلى كل الذكريات البعيدة
فانتظريني على أجنحة الشوق ...
خليفة دربالة / تونس
اوت 2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق