..... حلمي درب أخضر .....
إذا غُيِّبَ العزم..
في حُضن الظّنون
تتدحرج كلّ الأماني
تتعثّر الخطى على أعتاب الوصول
في نكد الظّنون
يُحكَمُ القيد
تسودُّ في العين الدُّنى
تكادُ الآمال
تُصهرُ
تَعقرُ
وحدها تبقى رغبة مكتومة
شموع آبقة
ترقصُ على إيقاع
ريح هصور
في الحُلكة الغامرة
يأكلُ الفتيلُ ثوبه
تبكي الذّبالةُ
وقد أرهقها نفخ غريب
تبكي الذّبالة
والنّورُ يُصارع الاحتضار
يُخبّئ بعض الضّوء
أملا أن يُصالحه الوقت
أن يجتاز العقبة
ويظلّ
يلملمُ الشّعاع الهارب
الشّعاع المُنبتّ
غريبٌ هو
ممنوع من الحركة
محجوز على ابواب السّفر
على قارعة الظّلمة
يتوقّفُ
يتلهّفُ
على الشّمعة الذّاوية
دمعةً يُكفكفُ
ثمّ ...
على ذاته يتكوّرُ
لقد فكّر
فكّر ثمّ تدبّر
عقد العزم وقرّر
لابدّ أن ينسف حصن الظّنون
لابدّ منْ عَوْد على بدْء
لا مفرّ من السّفر
هناك .. يكون
أو لا يكون
وتمضي الرّحلةُ في صراع مرير
بين الظّلمة الغازية
والحلم المصلوب في سجن حزين
سجن علّمه الصّبر
على جدرانه الملساء
حفر بإزميل التّوق شعاره
أنا اليوم سجين
لكنّني في حضن الغد وليد
أراني أصرخُ صرخة بعْثي
أسطّرُ درْب عوْدي
إليّ
إلى باحة الضّوء
إلى النّهار لا ريح تُعكّر صفوه
لا غيمَ
لا شيء يحجزُ خطوي
فقط أنا والشّمس
والدّرب يمتدّ من عمق الزّنازين
من رحم السّجون الواهمة
لنُولد معا
في صفاء البوْح
أنشودة عتْق
لا يستوعبها الظّنّ
لا تدركها المحن
أنا والدّربُ ، دربي الواعد
في عمق الغد نافورة حلم
ينثر الطّيب والرّيحان
يُنشي الزّمان
فيرسمنا خارج دائرة الظّنون
بذرة ، حقلا خصيبا
بيدرا
أو حُلما يُطلّق القيد
ويمضي.
تونس .... 29 / 11 / 2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق