***مذكرات كسيحة***
واحسرتاه، كم كنت ساذجة يوم اندفعت دون تعقّل، دون إدراك مني، ربما بل من المؤكد أنني لم أنتظر أن يكون هذا مصيري، لم أنتظر أن أقضي ما تبقى من العمر على هذا الكرسي،
كم كنت شقية حين صدقت أن الحب هو الحياة، أن ما سواه عبث ومضيعة للجهد والوقت،
لم أكن أرى الدنيا إلا من خلاله، لا شيء يساوي ابتسامته، لا قتامة قد تحدق بي قدر غضبه،
كنت أخاف ابتعاده وهجره، كلما تخيلت ذلك اسود عالمي وانهار وتحولت شظايا، كان هذا الهاجس يبث بي الرعب والهلع، انصهرت نفسي به حتى كدت افقد أناي، صرت لا أراها بالعين المجردة،
وجاء ذلك اليوم، لوهلة خلت أنها الساعة قد حلت، وبعد برهة سيكون الحساب، بأي اليدين سأمسك كتابي؟، هل سأشرب من الكوثر شربة لا أظمأ بعدها أبدا؟ هل سأعبر السراط بسلام آمنة؟
تزاحمت الأسئلة وآناء طرقها المصدع برأسي، سمعت صراخا حولي وأصواتا تنادي باسمي،
يا إلهي هل انا بالجنة،
وفتحت عيناي وجوه عدة متكررة لا أكاد أعرفها، ووجه فوقها يلوح مبتسما، هذا الوجه الوحيد الذي أعرفه، برؤياه تدفق الدم بجسدي، سرت قشعريرة، وانفلتت دمعة وعاد لي رشدي، إنني في تلك الغرفة المظلمة، يحيط بي الكثيرون من ملائكة الرحمة، وصورة حبيب كنت أخاله لصيقي أبدا، توهمت كل شيء في رحلتي، ولكن حقيقة واحدة لم تكن بين أوهامي، أن أصير مقعدة.
بقلمي: نادية الأحولي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق