وحدتي طويلة مثل هذا الليل
جلال باباي( تونس )
أوٌل الشتاء ليل بارد قديم
أوجه أصابعي إلى حطب الجسد النائم
أوقظ نار رماده
أشربها قهوتي المعتقة على مهل ،
أبشٌرُ قمر فيروز بالحلول
أقرأ على مسامعه ما تيسٌر شعرا
تحطٌ فراشة النار على كتفاي قليلا ..
ثمٌ ترحل ، لتعيد الأغاني
إلى أعيادنا المنسيْة
أحسبني طفلا خجولا
أنام أشبه بزياتين "جباليا" ،
فوق غيوم سطحنا الأحاديٌ،
يرتخي البحر أمام نافذتي
يوجعني ليل هذا الشتاء الأوٌل
توجعني النجمة الباردة ،
و أخشى على قمر في البراري ،
خوفه الطويل
يوجعني الشتاء
فأتوسٌد ما تبقٌى منٌي ومن جرحي
أنام ..لعلٌني أتناسى نُدَب البارحة
أوقظ لغتي الساخنة
كي تحط العصافير
فوق سنابل حقولنا ،
و يحلٌق تحت الشمس
سرب حمام أبيض ،
ربٌما ينسينى صهيل جسدي المتهوٌر
أو كثرة خيباتي
أعلٌلها بحلمي فوق خطى من ثلج
أتحسسها حصيٌات التراب ،
تنغرس جمرة...جمرة
بيساري المنكسر
كانت وحدتي طويلة
مثل هذا الليل
أغفو قليلا ثمٌ أرتشف
من المعنى كثيرا
لأدوٌن من كذبة الحب
ضَحِكاََ غزيرا ،
و يعود الشتاء بعد الرحيل مرتين
و لا يبقى بعده إلا ذكرى رحيل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق