السماء عنان البكاء
راوية شعيبي
---------------------
السماء عنان البكاء
آخر محطات الصبر
و أبعد مدى للصراخ
قلت لك في بوح قديم
حين كان فرحك
ضوءا يفتح أسراره في وجهي
هيئ حرفك
ثم أضرم فيه شعورك
حينها لن يكون لبرد الكلمات حل
إلا الرحيل ...
سأراها ظلمة تجر ثوبها الداكن
نحو النهاية
و سأراك نورا يسكب كنهه
في كأسي الفارغة
أحب أن تذوب
قطراتك في دمي
و تأخذني ثمالتك
إلى عالم النسيان
لتشرق جرحا
من مدامعي ...
و أقول حين حل بيننا الانعتاق
متعبة أنا ...
حيث السّماء سيدة المدامع
تجر ثوبها الليلي
مدججا بالبريق
يتساقط منه دخانك ...
ينفث مطري الأسود ...
و أنين لحن البكاء
يفتقد وترك الصاخب ...
على هامش أشعارك ينتابني الغيم
أراك على شاشتي
وجها مبللا...
مسافرا في مجرى جروحي ...
هذه قصيدتي تنتظر ألوانك
تبحث بين الكلمات عن توقيعك...
بيننا حبر و حب
ريش منغمس في جرح
يقودانني إليك
مكبلة بالورود ...
و تحلو غربتي في خطوط يديك
لأخرج مني
و أقيم في جنونك
دما ربما
أو ضوءا
يركض نبضك
في أوردتني
يؤلمني غياب أثرك
يشقيني شغفي لوجودك ...
اغرسني على تلة بوحك
نرجسة أو زهرة برية
و امنع الاحتراق من النشوب في ذاكرتي
ملامحك العائمة
تكبدني سطرا مذبوحا
هنا في صدري تنغمس آه أغنية
و في روحي شظايا قلقك ...
يفوح من دمي
انتحار صمتك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق