الجمعة، 12 فبراير 2021

قصتهما بقلم منى الماجري

 قصتهما

هذه البنية التي تكبر ،
ولا أصدق دوما أنها تفعل ذلك
ولا أصدق حتى، أصبحت أمي ..
هذه البنية التي تطرق بابي وتقول لي هل تناولت الدواء ؟
ثم عند الصباح تسألني ،،هل نمت جيدا،،؟
هذه الصبية أليس الأجدر بها أن تكون أمي!
أو ليس البعث مشغل أساسي من مشاغل الكون ؟
فهي أحيانا تقول ما ينبغي أن أفعل أو ما ينبغي أن لا أقول
وتتذاكى فلا تقص علي كل ماتسمع خوف أن يقتلني كلام أولئك الجاحدين الذين
لا يملكون أسلحة لكنهم كلما عن لهم الذبح يذبحون!
أفهل يحق لي أن أدعي اليتم في حرم أمومتها ،هل يحق لي أن أخاف يوما لو أموت ؟
أنا صورت وجهي في وجهها ،
وعدلت صوتي في صوتها ،
ورتبت رأسي في رأسها..
اليوم أهديتها قميصا ملونا قالت لا ألبس إلا القمصان المحايدة ..
وأقول لماذا لا تحبين الأشكال ؟ فتقول لن يكون صدري دعاية لأحد ..
وأسألها بعض الألوان لا يضر ،
فتقول ،،تعلمين أنني لا أتلون ولا أحب المتلونين ،،
وأحب ملابسا تشبهني..
عندما احتدت، ارتسم على وجهها وجه النخلة الصامدة ،تخضر كلما هب من حولها الحريق ..
تلك النخلة صحبتها في ليالي البرد ولم تتركني خلال أيام الصفاء ..
لازمتها لما علمت أنها منجم لحكايات الصبايا على لسان الغابرين ..
مرة وأنا أحتمي بدفئها وروائح سلطانها قلت لها قصي علي قصة من قصصك العجيبة ..
وحدثتني،حدثتني عن امرأة سبحت ،فسبحان القصاصين..
قالت إنها أخت لسبعة فرسان،
يغادرون عند الفجر، ويعودون أعقاب النهار ..
أجابت ابن السلطان الذي سخر من حديقة السطح قائلا ،،يلي تسقي فلحبق وتحظي فيه ،أيا عد قداش من ورقة فيه !،،
وكان يراقبها ،ما وجد للفوز بها غير قصة النوار!
وعندما تجاهلته، ترنح سلطانه وأعاد على مسامعها مرات ما قال ..
عند المرة السابعة، قررت أن تواجهه وقالت له تحت شعاع الشمس الحارقة ،،ياولد السلطان ،ياقاري ،ياكاتب،أيا عد السماء قداش فيها من مراكب ،وعد البحر قداش فيه من مراكب ،،
وتعلق صاحبتي الأولى ،،من ليلتها قرط على راسو ورقد وحارت فيه الطبة والعزامة ،،
لكن السلاطين لا يعجزون وعندما طلب من العجوز الساحرة أن تأتيه بالمرأة الوقحة اجتهدت وأتته بربة الرأس وربة الجمال..
ووجدت نفسها سجينة القصر
لكن الأحرار لا يسجنون
وكانت رحلة من رحلات الطير الذي يغادر القفص ،أعملت الحيلة وعادت إلى بيتها..
ومن الغد ،أنشد مقهورا ،،جبت الطير الفاختي طار وخلاني باهتي ،،
وهي تسقي عروق الحبق ترنمت ،،لو ماطار يخلف العار ويحمم سبعة زمايل في دار ،،
عن مثل هؤلاء تحدثني كلما طلبت منها قصة من قصص تلك الأزمان..
لا أدري لماذا كلما تحدتني هذه البنوتة
فككت من الأخرى بعض الأسرار
وأكملت جزء من قصتها
وأمعنت في العبث بهيبة السلاطين وأبناء السلطان
هذه البنوتة التي تكبر
تجعلني أصغر كل يوم
وترسم طريقا جديدا، لوتر آخر، للأغاني، وللأشعار
منى الماجري


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق